تشابي ألونسو يبدأ متأخرًا: غياب التحضيرات يثير القلق في ريال مدريد

من المؤكد أن السبب الرئيسي وراء الوضع الحالي لريال مدريد هو الجدول المزدحم والمضغوط، وليس أي عامل آخر.
ومع ذلك، يبقى لافتًا أن الفريق الملكي، في مطلع أغسطس ومع تبقّي أكثر من 15 يومًا على انطلاق الموسم الرسمي، هو الوحيد بين فرق الدوري الإسباني الذي لم يبدأ بعد استعداداته لما قبل الموسم.
وما يزيد من غرابة الموقف، أن عودة الفريق إلى مقر التدريبات في فالديبيباس ليست مقررة قبل يوم الاثنين المقبل.
وعلى الرغم من أن بعض اللاعبين يتابعون تدريباتهم البدنية بشكل فردي خلال العطلة، إلا أن التجمع الجماعي الرسمي لن يبدأ إلا في ذلك التاريخ.
مرحلة الإعداد الصيفي تُعدّ ضرورية لأي فريق، لا سيما لفريق بحجم ريال مدريد، الذي استبدل مدربه هذا الصيف.
ورغم أن المدرب الجديد، تشابي ألونسو، حظي بفرصة أولية للعمل مع لاعبيه خلال مشاركتهم في كأس العالم للأندية، إلا أن تلك الفترة لم تكن كافية لترسيخ أفكاره، فالرؤية التكتيكية للمدرب المولود في تولوسا أوسع وأكثر تعقيدًا من أن تُنقل خلال ثلاثة أسابيع فقط.
لهذا، يستغل ألونسو وفريقه الفني الأيام المقبلة لتطوير وتحليل أساسيات خططه التكتيكية، بهدف ترسيخ المفاهيم لدى اللاعبين قبل أول مباراة في الليغا، المقررة في 19 أغسطس ضد أوساسونا.
الجوانب البدنية ستكون أيضًا في صميم التحضيرات، لما لها من أهمية في تطبيق أساليب المدرب، مثل الضغط العالي واللعب بكثافة قصوى.
في المقابل، تمضي أندية أخرى مثل برشلونة، الذي يقوم بجولة آسيوية، وأتلتيكو مدريد، الذي يعسكر كالمعتاد في لوس أنخليس دي سان رافائيل (سيغوفيا)، قُدمًا في تحضيراتها، مستفيدة من الوقت في دمج صفقاتها الجديدة وتطوير الانسجام التكتيكي داخل الفريق.
وفي نهاية المطاف، فإن انعكاسات هذا "التأخير" في استعدادات ريال مدريد قد تتضح خلال الأسابيع الأولى من الموسم.
ربما يستطيع الفريق تعويض البداية البطيئة مع مرور الوقت، ولكن في المقابل، قد يكون منافسوه – الأكثر جاهزية وخبرة – قد اكتسبوا أفضلية يصعب تعويضها.
ومع ذلك، هذه هي طبيعة كرة القدم، وخاصة في عصرنا الحديث، حيث تقل فترات الراحة، وتُفرض على الفرق واللاعبين ظروف استثنائية تتطلب التكيّف السريع.
في هذا السياق، تصبح التوازنات الدقيقة، والتكامل بين الأدوار الفردية والجماعية، عوامل حاسمة في تحديد من سينجح ومن سيتعثّر.