تشوس ماتيو: أستمتع بلحظة الفوز فقط… وأعاني لأنني أسعى للكمال

قال تشوس ماتيو، مدرب ريال مدريد لكرة السلة، إن أكثر ما يستمتع به في المسيرة الإيجابية الحالية لفريقه في الدوري، والتي تستأنف يوم الأربعاء المقبل بمواجهة أونيكاخا ملقا في نصف النهائي، هو لحظة سماع صافرة النهاية ومعرفة أن فريقه قد فاز.
وأوضح أن هذه اللحظة تمنحه راحة مؤقتة بعد معاناة كبيرة طوال المباراة، نتيجة رغبته في تحقيق الأداء المثالي.
وأضاف "عندما تُسمع صافرة النهاية ونكون قد فزنا، هذه هي اللحظة التي أستمتع بها حقًا. بعدها أعود إلى المنزل، أحتسي كأسًا من البيرة، وينتهي الأمر. أعاني كثيرًا لأنني أحب أن أؤدي الأمور بشكل جيد، وأسعى للكمال. يجب أن أتعلم التقليل من أهمية الهزيمة، وأضع كل شيء في سياقه الصحيح، لكنّني بطبيعتي أطمح دائمًا للأفضل. وعندما نخسر، أشعر بخيبة أمل ترافقني إلى البيت".
وشدد ماتيو على ضرورة مواصلة العمل بنفس المنهجية والمعايير التي يراها الفريق مناسبة، مضيفًا "لسنا في موقع يتيح لنا التفكير في التتويج الآن، لأننا لا نزال بعيدين عنه. علينا التركيز على المباراة الأولى في التصفيات، والتحلي بالصبر اللازم حتى تنضج الأمور. ما زال أمامنا عشرون يومًا حتى نهاية الموسم، وبإذن الله، سيتم تقييم الأداء الجماعي والفردي حينها. نحن متفائلون لأن مؤشراتنا الحالية توحي بأننا نسير في الاتجاه الصحيح".
وفي حديثه عن خصمه المقبل، أونيكاخا ملقا، قال إن الفريق الأندلسي يقدم مستوى مميزًا منذ فترة طويلة، معتمدًا على استقرار واضح في أسلوب اللعب والتشكيلة والجهاز الفني "ملقا يحافظ على نفس النمط، نفس المدرب، ونفس اللاعبين تقريبًا. هذا يمنحهم هوية واضحة ومعرفة دقيقة بما يريدون تحقيقه، وينعكس ذلك في جودة عالية ونتائج جيدة".
وعند سؤاله عن تأثير تسديدات حراس الخصم في حظوظ الفوز، أشار إلى أنها كانت عاملًا حاسمًا في بطولة الكأس "تسديدات حراس المرمى من خارج المنطقة ألحقت بنا ضررًا كبيرًا في الكأس. لكنها تبقى عاملاً من بين عدة عوامل. لديهم لاعبون مبدعون، ومسددون بارعون، ومهاجمون لا يمكن تجاهلهم حتى للحظة واحدة".
وأكد أن مواجهة فريق مثل ملقا تتطلب الانتباه لكثير من التفاصيل، لكن الأهم هو الالتزام بالأساسيات وتنفيذها بأعلى جودة ممكنة.
وعلى الرغم من خسارة فريقه أمام ملقا في نهائي كأس السوبر وكأس الملك، أصر ماتيو على أنه لا ينظر إلى الرياضة بمنظور الانتقام "الرياضة ليست ساحة انتقام، بل فرصة لتقديم أداء أفضل عندما لا نكون في مستوانا. علينا أن نستفيد من الزخم الذي نعيشه حاليًا. سلسلة الانتصارات الأخيرة تمنحنا الثقة والشعور بالقوة، وعلينا أن نبدأ كل مباراة فاصلة بأعلى درجات التركيز، دقيقة بدقيقة".
وأعرب المدرب الإسباني عن تفضيله لنظام المواجهات الحاسمة من خمس مباريات بدلاً من ثلاث، معتبرًا أنه يمنح الأفضلية المستحقة للفريق الذي حصل على ميزة الأرض، كما يوفر مساحة أكبر للرد والتكيف.
ورغم ذلك، شدد على ضرورة احترام الخصم والتركيز الكامل منذ اللحظة الأولى، مؤكدًا أن نجاح الفريق هذا الموسم سيعتمد بدرجة كبيرة على الأداء الدفاعي.
وفيما يخص اللاعبين الشباب وتطورهم، تحدث ماتيو عن أندريس فيليز، وهوغو غونزاليس، وعثمان غاروبا، وبرونو فرناندو، قائلاً: "حين بدأوا اللعب، كان التوقع أن يُحدثوا الفارق منذ اليوم الأول، لكن الأمور لا تسير بهذه السرعة. الآن، من الواضح أنهم يقدمون إضافة حقيقية للفريق. قبل ستة أشهر، لم يتوقع أحد هذا الأداء منهم. أنا سعيد بالثقة التي يكتسبها أندريس، وبالنضج الذي يظهره هوغو، وبالحماس الذي يقدمه غاروبا، وبالدور المهم الذي يلعبه برونو فرناندو كبديل لتافاريس. مشاركتهم إيجابية للغاية، ولكن لا يزال أمامهم الكثير لتقديمه".