خوسيه ألدو: أسطورة حية لا تزال تحلم بالمجد

إذا كان هناك من يستحق أن يُلقّب بـ"الأسطورة الحية" في عالم الـUFC، فهو بلا شك خوسيه ألدو جونيور، بطل وزن الريشة مرتين، وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الدفاع المتتالية عن اللقب (7 مرات).
منذ عام 2019، قرر الانتقال إلى فئة وزن الديك، بحثًا عن تحديات جديدة وفرصة لتحقيق مجد آخر، واليوم، وهو في سن 38، لا يزال يحلم بإضافة لقب جديد إلى مسيرته الاستثنائية.
في عام 2019، العام الذي سبق جائحة كورونا، كان من المفترض أن يكون نهاية مشواره الرياضي، كما أعلن في حينها، لكنه سرعان ما أدرك أن في جعبته الكثير ليقدّمه.
ومنذ ذلك الحين، خاض ثماني مواجهات، وستكون مباراته المقبلة يوم السبت 10 مايو في UFC 315 ضد إيمان زهابي، هي التاسعة له منذ تلك العودة.
ينحدر ألدو من مدينة ماناوس، عاصمة ولاية الأمازون في البرازيل، ونشأ في كنف عائلة فقيرة للغاية، وقد بلغ به الفقر أن زملاءه في صالة التدريب كانوا يسألونه أحيانًا إن كان قد تناول طعامه في ذلك اليوم، أو حتى في اليوم السابق.
في عام 2023، تم تكريمه بانضمامه إلى قاعة مشاهير UFC، تتويجًا لمسيرة رياضية ملهمة بدأت من لا شيء.
قبل انضمامه إلى الـUFC، لمع نجم ألدو في بطولة WEC، التي اندمجت لاحقًا مع UFC في 2006، وقد صرّح حينها بأن حلمه الكبير كان ببساطة: "أن أمتلك منزلي الخاص".
امتد تأثير ألدو إلى خارج حلبة القتال، ففي عام 2016، صدر فيلم "Mais Forte que o Mundo" (أقوى من العالم)، وهو عمل درامي يستعرض قصة حياته.
لعب الممثل خوسيه لوريتو دور البطولة، وأخرجه أفونسو بويارت، الذي حاول توظيف الشعبية الكبيرة التي حصدها البطل البرازيلي. إلا أن الفيلم صدر بعد أشهر من خسارته المفاجئة أمام كونور ماكغريغور في ديسمبر 2015، وهي الهزيمة التي كلّفته لقبه.
قال ألدو خلال عرض الفيلم الترويجي: "عندما أنظر إلى الماضي... أرى كم كان الطريق صعبًا، لكنني تغلبت عليه. من المستحيل ألا أبكي".
وأشاد بالفيلم، وخاصة بالطريقة التي تناول بها علاقته بوالده، واصفًا إياها بـ"العلاقة المعقدة والجميلة في آن".
بعد عامين، ترشح الفيلم لجائزة إيمي الدولية لأفضل فيلم تلفزيوني، لكنه لم يفز، إذ ذهبت الجائزة إلى فيلم "الرجل ذو القميص البرتقالي" من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية.
على الصعيد السياسي، لم يتردد خوسيه ألدو في إعلان دعمه للرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، الذي يُعد من رموز التيار اليميني المتطرف. شارك ألدو في حملاته الانتخابية عامي 2018 و2022، وظهر مرتديًا قمصان دعائية، وشارك محتوى داعمًا له عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كان يُدافع عن قضايا الأمن، القيم التقليدية، والقومية، وهي ثلاثية خطابه السياسي، لكونه (مثل بولسونارو) مسيحيًا محافظًا.
ورغم أنهما لا يتمتعان بعلاقة شخصية وثيقة، إلا أن ألدو استُضيف رسميًا في مناسبات حكومية وشارك في فعاليات مؤيدة لسياسات بولسونارو.
ومن أبرز المشاهد السياسية التي ارتبط فيها اسم ألدو، كان مطلع عام 2023، حين غادر بولسونارو البرازيل متجهًا إلى الولايات المتحدة قبيل تنصيب الرئيس الجديد لولا دا سيلفا، لتجنّب المساءلة القانونية، حينها، التُقطت صور لبولسونارو وهو يقيم في منزل فاخر يملكه ألدو بالقرب من ديزني وورلد في أورلاندو، في مشهد أثار الجدل، خاصة بعد أن مُنع بولسونارو لاحقًا من تولي أي منصب رسمي حتى عام 2030 بقرار من المحكمة الانتخابية العليا.
وعلى الرغم من أن هذه التفاصيل لم تحظَ بانتشار واسع، إلا أن بعض الأصوات ارتفعت لانتقاد ألدو بسبب مواقفه السياسية، أبرزها كان من لاريسا باتشيكو، بطلة رابطة المقاتلين المحترفين، والتي صرّحت في مقابلة مع "Bloody Elbow" قائلة: "أشعر أنهم نسوا من أين جاءوا. خوسيه ألدو، مثلًا، قصته مذهلة... لكنه الآن يبدو وكأنه وُلد ضمن النخبة. لا أقول إنه يعتقد ذلك، لكن هذا ما يظهر لي. لا يمكنني أن أرى هؤلاء المقاتلين الذين يدعمون بولسونارو وأشعر أنني واحدة منهم. كيف أنسى معاناتي؟ لا أستطيع".