ديليان وايت: من الشوارع والفقر إلى نزال الفرصة الأخيرة أمام إعصار إيتوما

لا يشعر ديليان وايت بالخوف من مواجهة خصم عاصف مثل موسى إيتوما، فهو وُلد في قلب إعصار حقيقي عام 1988 في جامايكا.
وبينما يتأهب لخوض نزال حاسم يوم السبت في السعودية، لا يرى أن التحدي الجديد مختلف كثيرًا عن مسيرة حياته القاسية.
وايت، الذي اضطر في طفولته لأكل الطعام من صناديق القمامة وبيع زجاجات فانتا في الشوارع لكسب قوت يومه، يواجه منافسًا شابًا وموهوبًا في إيتوما، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع كخليفة مايك تايسون البريطاني.
إيتوما، البالغ من العمر 20 عامًا، يمتلك سجلًا مخيفًا بـ10 ضربات قاضية من أصل 12 فوزًا، وجميعها في الجولتين الأولى والثانية.
وايت، القادم من معاناة حقيقية، لا يرى في ذلك ما يثير الرهبة، يقول: "أنا مقاتل منذ ولادتي. وُلدت أثناء إعصار دمّر سقف بيت أمي. حياتي كلها كانت كفاحًا. تعلمت أن أكون إنسانًا أفضل، لكن القتال هو ما أجيده حقًا".
نشأ وايت في مدينة بورت أنطونيو على الساحل الشمالي الشرقي لجامايكا، وسط ظروف معيشية صعبة كادت تودي بحياته جوعًا.
غابت والدته لفترة طويلة بعد أن انتقلت إلى إنجلترا للعمل، ما اضطره للبقاء مع أقارب لم يتمكنوا دائمًا من رعايته، فوجد نفسه منذ سن مبكرة في الشارع يكافح للبقاء، "كنت أسرق لأعيش. أبيع الزجاجات والزراعة. كنت أقاتل من أجل البقاء، ولم أملك شيئًا غير عزيمتي".
في سن 12، التقى بوالدته مجددًا في لندن، لكنه سرعان ما انجرف إلى حياة العصابات، وتعرض للطعن وإطلاق النار، قبل أن يرزق بطفله الأول في سن 13.
لم يجد طريقًا للنجاة سوى في رياضات القتال، وبدأ مسيرته في الكيك بوكسينغ بعمر 20، قبل أن يتحول إلى الملاكمة طلبًا لمكافآت مالية أكبر.
ورغم أن بداياته لم تكن واعدة، فقد صعد وايت ليصبح أحد أبرز أبطال الوزن الثقيل، وشارك في مواجهات كلاسيكية ضد أنتوني جوشوا، ديريك تشيسورا، وجوزيف باركر، لكنه فشل في تحقيق حلمه الأكبر عندما خسر أمام تايسون فيوري بالضربة القاضية في الجولة السادسة من نزال لقب WBC العالمي في 2022.
ثلاث قضايا منشطات... وسيرة لا تخلو من الجدل
مسيرة وايت لم تكن خالية من الجدل. في 2012، أُوقف لمدة عامين بسبب مادة "ميثيل هكسانامين" الموجودة في مشروب رياضي تناولَه دون علم.
وفي 2019، جاءت نتيجة اختبار إيجابية لمادة محظورة قبل نزال أوسكار ريفاس، لكن القضية أُغلقت لاحقًا بسبب "تلوث معزول".
وفي 2023، أُلغيت مباراة العودة المرتقبة ضد جوشوا بسبب نتيجة فحص مشبوهة، لم يتم الكشف عن المادة المحظورة فيها، قبل أن يتضح لاحقًا أنها سلبية.
ورغم التحديات، يتمسك وايت بالأمل، قائلًا: "لقد تم استبعادي دائمًا، حتى عندما كنت المتصدر للمنافسة. حياتي كلها كانت تجاهلًا ونكرانًا".
ويضيف عن طموحه "ما زلت أؤمن بحلمي في الفوز باللقب العالمي الكامل. قد لا يبدو ذلك متوقعًا، لكنه سيكون تتويجًا لقصة مستحيلة تحققت... قصة تُلهم كل من نشأ كما نشأت أنا".
النزال الحاسم
السبت المقبل في السعودية، سيواجه وايت مفترق طرق في مسيرته، في نزال قد يكون الأخير له على هذا المستوى. في المقابل، يدخل موسى إيتوما بثقة شاب في بداية رحلته، مع طموحات كبيرة بأن يصبح نجم الوزن الثقيل القادم.
لكن وايت لا يرى نفسه في دور الضحية، بل في دور المقاتل الأخير، الذي يعرف أن النزال القادم هو كل شيء أو لا شيء.