رحيل جايتيه وكورنيلي عن موناكو: بحث عن التقدير وبداية جديدة

بعد موسمٍ اتسم بالتوقعات العالية دون تتويج بالألقاب، يشهد نادي موناكو تغييرات كبيرة، من بينها مغادرة اثنين من أبرز لاعبيه الفرنسيين: محمدو جايتيه وبيتر كورنيلي.
ورغم أن كليهما كان جزءًا من فريق تنافسي من الطراز الأول، إلا أن تجربتهما في فريق "روكا تيم" دفعتهما في النهاية إلى البحث عن أدوار أوضح وفرص أكثر ملاءمة. اتجه جايتيه إلى **دبي**، بينما اختار كورنيلي الانتقال إلى **إسطنبول**، في خطوة تعكس رغبتهما في بيئة تمنحهما وضوحًا أكبر وتقديرًا أعمق.
جايتيه: "كنت أريد البقاء... لكن موناكو لم يتحرك في الوقت المناسب"
شكّل محمدو جايتيه، أحد أعمدة الفريق منذ 2023، جزءًا مهمًا من تشكيلة موناكو، وكان يرغب في الاستمرار. إلا أن تباطؤ النادي في التحرك وغياب العرض المناسب دفعه للتوقيع مع **نادي دبي BC**، وهو مشروع جديد يشارك في اليوروليغ بترخيص مدته خمس سنوات، ويهدف لصناعة التاريخ في كرة السلة الأوروبية.
قال جايتيه في مقابلة مع *ألكسندر لاكوست* من "BeBasket": "أردت البقاء في موناكو، لكن النادي لم يفعل ما يلزم للاحتفاظ بي. تأخروا كثيرًا، ولم يلبّوا توقعاتي المالية، رغم أنها لم تكن مبالغًا فيها، خصوصًا إذا أخذنا بعين الاعتبار موارد موناكو".
وأوضح اللاعب البالغ من العمر 30 عامًا أن مشروع دبي جذبه على المستويين المهني والشخصي "أنا في مرحلة أبحث فيها عن الاستقرار لي ولعائلتي. المشروع طموح، وأردت أن أكون جزءًا من شيء يُبنى من البداية. في دبي، لدي الفرصة لأكون أكثر من مجرد لاعب".
وعلى الرغم من التحديات اللوجستية والتنظيمية التي ما زال نادي دبي يعمل على تجاوزها، يرى جايتيه في الفريق فرصة حقيقية "البعض يشكك في أحقيتهم بمكان في اليوروليغ، لكن الأمر ذاته قيل عن فرق أخرى من قبل. أنا أركز على الجانب الرياضي فقط، وهم يستثمرون بقوة."
اختتم جايتيه تصريحه قائلاً: "لا ضغينة تجاه موناكو، فقط واقعية. الرياضة عالم يقول فيه البعض أشياء جميلة، بينما تحدث أمور مختلفة تمامًا خلف الكواليس".
كورنيلي: "كنت أبحث عن دور حقيقي"
أما بيتر كورنيلي، فكانت رحلته مختلفة، لكنها لا تقل تعقيدًا. بعد موسم قضاه في ريال مدريد، عاد إلى فرنسا على أمل إثبات نفسه من جديد، لكنه وجد صعوبة في تحديد دوره داخل التشكيلة المزدحمة لموناكو.
قال كورنيلي في تصريح لصحيفة *L’Alsace*: "كان من الصعب إيجاد مكاني في الفريق. كنت أتنقل بين أدوار مختلفة. عندما تعود إلى فرنسا وتنضم لنادٍ كبير مثل موناكو، تتوقع أن تتحمل مسؤوليات وتُظهر قدراتك".
ورغم الأداء القوي للفريق ووصوله إلى ثلاث نهائيات (كأس القادة، يوروليغ، الدوري الفرنسي)، إلا أن عدم الفوز بأي لقب كان مخيبًا للآمال، سواء جماعيًا أو على المستوى الشخصي "قدمنا موسمًا جيدًا، لكن دائمًا ما كان هناك شيء مفقود. عدم الفوز بأي لقب محلي كان مؤلمًا".
مع بقاء سنة واحدة في عقده، قرر كورنيلي مغادرة الفريق والتوقيع مع إيسنلر إروكسبور إسطنبول، الفريق التركي الصاعد حديثًا، على أمل أن يستعيد فيه مكانته كلاعب محوري.
وقال: "لا يزال لدي الكثير لأثبته. أردت دورًا واضحًا من جديد، مثلما كان في ريال مدريد أو باو أو حتى في الدرجة الأولى. لم أرغب في تكرار موسم آخر بلا وضوح".
حالياً، يقضي كورنيلي بعض الوقت في ستراسبورغ قبل بدء مغامرته الجديدة في تركيا، ساعيًا لإعادة شحن طاقته الذهنية والبدنية لخوض فصلٍ جديد في مسيرته.