رسوم ترامب الجمركية تهدد إمبراطورية ستيف كاري

في الوقت الذي يعلن فيه دونالد ترامب عن نيته "جعل أميركا غنية مرة أخرى" من خلال فرض تعريفات جمركية جديدة شاملة، فإن موجات الصدمة التي أحدثتها سياسته التجارية تهدد بالتأثير على أماكن غير متوقعة، بما في ذلك الخطط المستقبلية لأحد أبرز نجوم الرياضة الأميركية: ستيفن كاري.
الإجراء، الذي يزعم ترامب أنه يهدف إلى تحقيق التوازن في الميزان التجاري، قد يؤدي في النهاية إلى تهديد الإمبراطورية التي يبنيها كاري في فريق جولدن ستيت ووريورز لمسيرته ما بعد اعتزال كرة السلة.
يكمن جوهر المشكلة بالنسبة لكاري في الزيادة الهائلة في التعريفات الجمركية المفروضة على فيتنام، والتي سترتفع من حوالي 16% إلى 46%، وهي زيادة مذهلة.
تعد فيتنام مركزًا تصنيعيًا رئيسيًا لمنتجات شركة "أندر آرمور"، العلامة التجارية الرياضية التي يعتبر كاري شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا لها.
وعلى الرغم من أن تأثير هذه الزيادة على الثروة التي جمعها اللاعب بالفعل لن يكون فوريًا، إلا أنها تثير حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل علاقته المربحة مع الشركة على المدى الطويل.
الاتصال بين كاري والشركة مباشر ومقلق، ففي إطار عقده الأخير والأكثر طموحًا مع "أندر آرمور"، الذي بلغت قيمته 215 مليون دولار في ذلك الوقت ويتضمن حصة كبيرة من الأسهم ويمكن أن يتحول إلى عقد مدى الحياة إذا تم تحقيق أهداف إيرادات معينة، حصل كاري على كمية كبيرة من الأسهم، حيث أفادت التقارير في البداية بأنها بلغت 75 مليون دولار.
ومع ذلك، تسبب الإعلان عن التعريفات الجمركية الجديدة في انخفاض أسهم شركة "أندر آرمور" بنسبة 20% يوم الخميس الماضي، وهو انخفاض أكبر من تراجع منافسيها مثل "نايكي" (14%) و"أون" (16%)، مما يبرز هشاشة العلامة التجارية أمام هذا الإجراء المحدد.
الآلية واضحة: إذا فشلت فيتنام في التفاوض على تخفيض الرسوم الجمركية، فمن المرجح أن تتحمل السلع المستوردة زيادة الرسوم الجمركية البالغة 46%، وهو ما سينعكس على المستهلك النهائي من خلال ارتفاع الأسعار.
ورغم أن خط ملابس وأحذية كاري ليس باهظ الثمن، إلا أنه ليس رخيصًا أيضًا، ومن الممكن أن تؤدي زيادة الأسعار إلى ردع المشترين المحتملين، مما سيؤدي إلى انخفاض المبيعات وبالتالي تراجع الإيرادات التي تحققها "علامة كاري".
وهذا لن يؤثر فقط على أرباح اللاعب المباشرة، بل قد يهدد أيضًا تحقيق أهداف الإيرادات اللازمة لتحويل عقده مع "أندر آرمور" إلى عقد مدى الحياة.
إن المخاطر التي يواجهها كاري تتجاوز الأموال المتراكمة. فقد وضعه هذا العقد في منصب رئيس "Curry Brand"، وهو قسم يهدف إلى التوسع إلى مجالات أخرى غير كرة السلة مثل الجولف، إضافة إلى فئات جديدة مثل الملابس النسائية والشبابية، فضلاً عن التعاقد مع سفراء رياضيين آخرين مثل نجم كرة السلة الجامعية أزي فود.
وقد ذهب مؤسس "أندر آرمور" كيفن بلانك إلى حد القول إنه لا يمكنه تصور العلامة التجارية دون كاري، مما يبرز الترابط الوثيق بينهما. إذا أصبح ضغط التعريفات الجمركية غير قابل للتحمل وأثر بشكل كبير على ربحية خط كاري، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو حول مستقبل هذا المشروع الطموح وقدرة العلامة التجارية على الاستمرار دون الشخصية الرمزية التي تمثلها أو مع تدهور أدائها الاقتصادي نتيجة لعوامل سياسية خارجية.
إن سياسة ترامب التجارية، التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني، قد تتسبب في أضرار جانبية كبيرة لأحد أبرز الرياضيين في العالم ولجماهيره الذين يستهلكون منتجاته.