روبرتو فيغا… السباح الذي أنقذ نفسه قبل أن يُنقذ الآخرين

بدأ شغف روبرتو فيغا أغويرو بالإنقاذ منذ الطفولة، لكن عام 2010 شهد انضمامه إلى نادٍ للرياضيين المتميزين في خيخون، حيث صقل مهاراته في السباحة والإنقاذ. وحتى الآن، تفرّد بهذا المجال في إسبانيا.
في الثلاثينيات من عمره، اكتسب فيغا سمعة لافتة كأحد أبرز الرياضيين في السباحة والإنقاذ على المستوى الدولي، محققًا في الأشهر الأخيرة 18 ميدالية أوروبية (10 ذهبيات، 4 فضيات، 4 برونزيات) و4 برونزيات في بطولة عالمية.
ولم تكن النتائج وليدة اللحظة، بل ثمرة سنوات من النضال الشخصي، بعد أن اختار التركيز على الإنقاذ بدل السباحة التنافسية، انطلق مساره الجديد من مركز عالي الأداء في غوادالاخارا، مقدمًا تدريباته ومهاراته كمدرب في سانتاندير، لكن أزمة عمرها 29 عامًا قلبت حياته: اضطرابات القلق والاكتئاب، والتي تغلب عليها بفضل الملجأ الرياضي.
من خلال العمل كشرطي مؤقت في مايوركا، اكتشف عالم مسابقات الشرطة ورجال الإطفاء، ليبدأ مشواره بإنجازاته الحقيقية. تأهل لبطولة أوروبية عام 2023، وحقق إنجازات جعلته يعود لأقصى مستوياته التدريبية.
في عام 2024، رغم تحديات الضغوط النفسية، تمكن من التدريب المنتظم والتأهل إلى بطولتين أوروبيتين، محققًا إنجازًا مذهلاً: 18 ميدالية أوروبية في تخصصات السباحة والإنقاذ، مؤكّدًا أن التغيير الحقيقي كان في العقلية وليس الأسلوب التدريبي.
كما أبدع في بطولة الشرطة والإطفاء العالمية في برمنغهام، حيث فاز بـ4 ميداليات برونزية في سباقات حرة متنوعة، ما عزز طموحه لجعل كأس العالم في أستراليا أو الهند نقطة فاصلة في مسيرته.
اليوم، يعيش فيغا في مايوركا مسيرته الموازية التي تجمع بين النجاح الرياضي والسعادة الشخصية. يُمارس التأمل، ويتكفّل بجلسات نفسية منتظمة، وينظم تدريبه وفق مستويات تُراعي قدراته الجسدية وعقليته القوية: "العقل هو 80٪ من التحضير".
إن إنجازاته ليست فقط ميداليات، بل انتصار على الأزمات، واعتماد "السعادة" كقاعدة أساسية للعمل وتحقيق الذات. هو يدرك تمامًا أنّ النجاح لا يكتمل دون توازن بين التحدي، الإنجاز، والاحتفال.