روماريو ورونالدو: هدافان برازيليان سطعا في سماء كامب نو

في تسعينيات القرن الماضي، تألق في برشلونة اثنان من أعظم الهدافين في تاريخ كرة القدم: روماريو دي سوزا ورونالدو نازاريو، ما جمعهما لم يكن فقط الجنسية البرازيلية، بل أيضًا المسيرة المشتركة، إذ انضم كلاهما إلى النادي الكتالوني قادمين من بي إس في آيندهوفن الهولندي، وترك كل منهما بصمة لا تُنسى في ملعب كامب نو.
روماريو: موسم ونصف من الإبداع
وصل روماريو إلى برشلونة في صيف عام 1993، بعد خمسة مواسم رائعة مع آيندهوفن سجل خلالها 148 هدفًا.
مع البلاوجرانا، لم يخيب الآمال، إذ قاد الفريق للفوز بلقب الدوري الإسباني في موسمه الأول، وتوّج هدافًا لليغا بـ30 هدفًا في 33 مباراة. سجّل إجمالًا 41 هدفًا مع برشلونة، منها ركلة جزاء واحدة فقط، خلال موسم ونصف.
لكن تألقه لم يدم طويلًا. فقد توترت العلاقة بينه وبين النادي بعد تأخره في العودة إلى التدريبات عقب مشاركته في كأس العالم 1994، التي فاز بها مع البرازيل.
وفي موسمه الثاني، اكتفى بسبعة أهداف في 17 مباراة قبل أن يرحل في يناير إلى فلامنغو البرازيلي، ليستكمل مسيرته في عدة أندية من بينها فالنسيا وفرق في قطر، الولايات المتحدة، وأستراليا، قبل أن يعتزل بعمر 43 عامًا.
من أبرز لحظاته مع برشلونة، ثلاثيته أمام ريال سوسيداد في أول مباراة له على كامب نو، وثلاثيات أخرى ضد أتلتيكو مدريد وأوساسونا، وهدفه الشهير ضد ريال مدريد في الفوز الكاسح 5-0، حين راوغ مدافع الميرينغي ألكورتا في لقطة لا تُنسى تُعرف بـ"ذيل البقرة".
رونالدو: موهبة استثنائية لموسم واحد
بعد رحيل روماريو واستبدال المدرب يوهان كرويف بالإنجليزي بوبي روبسون، عاد برشلونة مجددًا إلى آيندهوفن، وهذه المرة لجلب نجم شاب يُدعى رونالدو نازاريو، سرعان ما أصبح "الظاهرة" هداف الفريق الأول، مسجلًا 47 هدفًا خلال موسم 1996-1997، منها خمسة من ركلات جزاء.
قدّم رونالدو أداءً مذهلًا، وسجّل ثلاثيات في مباريات عدة، أبرزها ضد سرقسطة وأتلتيكو مدريد. لكن هدفه الأيقوني كان أمام كومبوستيلا، حين انطلق بالكرة من نصف ملعبه مراوغًا العديد من المدافعين قبل أن يسكن الكرة في الشباك بكل ثقة.
ورغم ذلك، لم تدم مسيرته مع برشلونة سوى موسم واحد، بسبب فشل المفاوضات بين وكيله والنادي لتجديد عقده، انتقل بعدها إلى إنتر مقابل مبلغ ضخم، وبعد خمسة مواسم في إيطاليا، عاد إلى إسبانيا لكن من بوابة ريال مدريد، حيث سجل 104 أهداف خلال خمسة أعوام أخرى.
رغم قِصر الفترات التي قضاها كل من روماريو ورونالدو في برشلونة، إلا أن تأثيرهما كان هائلًا، وترك كل منهما بصمة خالدة في ذاكرة جماهير كامب نو وعشّاق كرة القدم عمومًا.
برازيليان، عبقريان، وهدافان من طرازٍ نادر، مرّا كالعاصفة في برشلونة، وغيّرا الكثير في وقتٍ قليل.