أجواء غير معتادة في تدريبات ريال مدريد؟

اختفت النكات والضحكات المعتادة للاعبي ريال مدريد، وتلاشى الحلم بالعودة أمام آرسنال.
خيّم الصمت على الأجواء، ولم يكسره سوى صوت الرياح العنيفة التي تعصف بمقر التدريبات في فالديبيباس.
في الحصة التدريبية الأخيرة قبل استئناف الدوري الإسباني، غابت ضحكات فينيسيوس المعتادة، وصراخ مودريتش وهو يمرر الكرة بين قدمي زملائه، لم يبقَ سوى الصمت والوجوه المتجهمة في أروقة الفريق الملكي.
حتى المدرب كارلو أنشيلوتي بدا مختلفًا عن عادته خلال الدقائق الـ15 المفتوحة لوسائل الإعلام.
كان يرتدي سترة خفيفة وقبعة، يتنقل بصمت من طرف الملعب إلى الآخر، وكأن ملامحه تذوب في زيه الذي بدا أشبه بالتمويه.
لم يظهر منه سوى تفاعل بسيط، اقتصر على حديث سريع استمر لدقيقتين مع أحد أفراد الجهاز الفني، ثم عاد يتجول بعينين منخفضتين نحو الأرض، وكأن العشب أصبح مرآة للخذلان.
داخل غرفة الملابس، يسود شعور بالحزن وخيبة الأمل، ليس فقط بسبب الهزيمة، بل بسبب الأداء الباهت، وغياب الروح القتالية التي كانت دائمًا ما تُميز ريال مدريد في مثل هذه اللحظات.
اللاعبون كانوا يدركون صعوبة المهمة، لكن العجز عن خلق فرصة حقيقية للحلم خلال 90 دقيقة، ترك أثرًا نفسيًا بالغًا.
بعد المباراة، قال أنشيلوتي إن الوقت قد حان للنهوض ومواجهة وضع غير مألوف على الفريق، المهمة الآن تتجاوز الجانب الفني؛ تحتاج إلى استعادة المعنويات بسرعة في أسبوع يُعد مصيريًا، حيث ينافس ريال مدريد على لقبين. أي تعثر في الدوري الإسباني، سواء أمام أتلتيك بلباو أو خيتافي، قد يعني تسليم اللقب لغريمه برشلونة. وبعد أسبوع فقط، ينتظر الفريق نهائي كأس الملك في لا كارتوخا.
الرسالة واضحة داخل غرف الملابس: لا مجال للأخطاء. خصوصًا في معقل الفريق، سانتياغو برنابيو، حيث يتطلع الجميع إلى رد فعل قوي وفوري أمام أتلتيك بلباو.
المهمة صعبة، خاصة بعد ما حدث أمام آرسنال، لكن ريال مدريد يبقى الفريق الذي تعوّدنا على عوداته القوية... فهل ينجح في النهوض من جديد؟