سباحو الصين يحاولون محو صورتهم السلبية في الأولمبياد
يكافح السباحون الصينيون للهروب من الشكوك التي أحاطت بهم منذ ظهور حالات للمنشطات في تسعينيات القرن الماضي، في ظل أن إيقاف البطل الأولمبي ثلاث مرات سون يانج، أربع سنوات، سيؤدي للمزيد من التركيز على السباحة الصينية في طوكيو.
وزاد إيقاف سون، فخر السباحة الصينية، من الشكوك المحيطة بالبلاد منذ فترة طويلة بسبب سجلها مع المنشطات.
وتلطخت سمعة السباحة الصينية بسلسلة من الفضائح، أبرزها عندما اعُتقلت إحدى السباحات ومعها 13 قارورة من هرمون النمو البشري في مطار سيدني، قبل بطولة العالم 1998 في بيرث.
وتعهدت بكين، منذ ذلك الحين بالتخلص من كل متعاطي المنشطات، وأعلن الاتحاد الصيني للسباحة بانتظام معارضته الشديدة لتعاطي المواد المحظورة.
ويواجه سباحو الصين غالبا شكوكا بشأن الأداء، وبمجرد خروج الصاعدة يي شيوين من حوض السباحة في لندن بعدما حققت رقما قياسيا عالميا منحها ذهبية في أولمبياد 2012، بدأت المزاعم في الظهور.
وضطرت شيوين، البالغ عمرها 16 عاما حينها ولم يسبق لها تعاطي المنشطات، لتجنب الإجابة على أسئلة تتعلق بالغش والمنشطات، واتهمت المنتقدين بالتحيز ضد الرياضيين الصينيين.
وقالت للصحفيين في لندن "جاءت نتائجي من العمل الشاق والتدريب، ولم استخدم أبدا أي مواد محظورة. الشعب الصيني طاهر اليدين".
ولم يكن اختبار سون البطل الأولمبي والعالمي إيجابيا لأي مادة محظورة، لكن محكمة التحكيم الرياضية أوقفته في يونيو/ حزيران بعدما تبين أنه وأفراد من فريقه المعاون حطموا قوارير تحتوي على عينات دم، تم أخذها في اختبار خارج المنافسة في سبتمبر/ أيلول 2018.
وشكك سون، الذي أوقف لثلاثة أشهر بسبب المنشطات في 2014، في أوراق اعتماد وهوية المختبرين وأكد براءته باستمرار، وسيكون قادرا على المشاركة في أولمبياد 2024 في باريس.
وقال تشانج كويهوي محامي سون إن السباح كان ضحية "موقف في صراع دولي" بحسب بيان على صفحته في موقع ويبو الصيني للتواصل الاجتماعي.
وأضاف "أنه لأمر مؤسف للصين وحتى للعالم أن مثل هذا الرياضي الموهوب للغاية وقع في يد منظمة دولية يسيطر عليها بعض الناس".
* تشويه
وقال سباح أولمبي سابق اعتزل بعد أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، ولم يرغب في الكشف عن اسمه بسبب حساسية القضية، إنه كان من الصعب تغيير الصورة حول برنامج السباحة الصيني بسبب الفضائح.
وأضاف "الصينيون سمعتهم مشوهه بالتأكيد بالنسبة للرياضيين من دول أخرى، لا يوجد أشخاص يتهمون الدولة بأكملها بتعاطي المنشطات"، وأوضح أن استخدام المنشطات منتشر للغاية في العديد من الدول الأخرى.
وفي مقابلات مع رويترز، قال خمسة لاعبين أولمبيين سابقين إن السباحين الصينيين الذين يستعدون لأولمبياد طوكيو سيخضعون لتدقيق عام متزايد بسبب إيقاف سون.
وطالب بعض السباحين الآخرين مثل البريطاني آدم بيتي بإيقاف سون مدى الحياة، بينما رفض الأسترالي ماك هورتون مشاركة منصة التتويج معه عقب فوز السباح الصيني بسباق 400 متر حرة في بطولة العالم 2019.
وقال السباح الأولمبي السابق مات بيوندي إنه لا يعتقد أنه توجد مشاعر عدائية تجاه الصين في الرياضة، لكن الثقافة مختلفة للغاية وأكثر رسمية.
وأضاف الأمريكي، الذي يعمل حاليا مديرا لتحالف السباحين الدوليين الذي انطلق حديثا "لا أعتقد أن الصينيين يساعدون أنفسهم، يحافظون على عزلتهم إلى حد كبير وهذا ما يعكس رأي العالم الخارجي عنهم. اعتقد في الأساس أن الناس يحاولون تجاوز النظام عن طريق تعاطي المنشطات وهذا ليس صحيحا".
وساند معظم مستخدمي الإنترنت في الصين سون منذ إيقافه، وأشادوا بانجازات السباح الحائز على ثلاث ذهبيات أولمبية وبطل العالم 11 مرة، بينما تعهد سون البالغ عمره 29 عاما بمواصلة مسيرته.