سباق بلجيكا للفورمولا 1 يثير الجدل بسبب قرارات إدارة السباق تحت المطر

واجهت الفورمولا 1 مرة أخرى عدوًا قديمًا لا يُرحم: المطر.
كان من المتوقع أن يشهد سباق بلجيكا إثارة كبيرة في ظل ظروف جوية متقلبة، إلا أن السباق انتهى بجدل حول قرارات إدارة السباق التي أثّرت على سير المنافسة.
حقق أوسكار بياستري الفوز بعد تجاوزه لاندو نوريس، ووسع فارق صدارته في البطولة إلى 16 نقطة مع تبقي 11 جولة على النهاية، لكن الجدل لم يكن حول النتيجة بحد ذاتها، بل حول الأداء الذي بدا بعيدًا عن الإثارة المنتظرة.
أجّل الاتحاد الدولي للسيارات انطلاق السباق لأكثر من ساعة بسبب الأمطار الغزيرة.
وبعد الانطلاق، تمّ السير خلف سيارة الأمان لمدة أربع لفات، دون السماح بانطلاق من وضعية الوقوف رغم جفاف الحلبة جزئيًا، ما أثار تساؤلات عن جدوى القرارات.
زوّدت السيارات بإطارات متوسطة، لكن السؤال الحقيقي بقي: لماذا لا تستطيع سيارات الفورمولا 1 الحديثة التسابق بأمان في ظل هطول أمطار كثيفة؟
المفارقة تكمن في أن إطارات الأمطار قادرة على تصريف كميات هائلة من المياه تصل إلى 85 لترًا في الثانية عند سرعات تفوق 300 كم/ساعة.
ومع ذلك، فإن الرذاذ الكثيف الناتج عن الإطارات، إضافة إلى تأثير تقنية الضغط الأرضي التي تزيد من سرعة الهواء تحت السيارة، يقلل من رؤية السائقين بشكل كبير، مما يجعل السباق تحت المطر الغزير خطيرًا.
سبق وأن شهدنا سباقات مماثلة في الماضي تحت الأمطار الغزيرة، لكن اليوم، ومع أولويات السلامة التي أصبحت في مقدمة الاعتبارات، فإن هذه التحديات تحكم كيفية إدارة السباقات في مثل هذه الظروف.
ويبقى في الأذهان سباق سبا لعام 2021، الذي تأثر أيضًا بالطقس، ولم يشهد منافسة حقيقية على الحلبة، ما يطرح تساؤلات عن مستقبل سباقات الفورمولا 1 في الظروف الممطرة.
الفورمولا 1، بوصفها قمة رياضة السيارات من حيث التقنية والابتكار، هل من المستحيل إيجاد حلول تتيح السباق تحت المطر دون المساس بالسلامة؟