فيتور روكي وإندريك: مساران متشابهان لكن الإعلام يصنع الفارق

يشترك فيتور روكي وإندريك في مسارات كروية متقاربة للغاية منذ بداياتهما، إلا أن الفارق الجوهري يكمن في تغطيتهما الإعلامية؛ ففي حالة روكي كانت حادة ولا ترحم، بينما كانت أكثر حذرًا مع إندريك.
كلاهما ينتمي إلى جيلين متتاليين، وشُيد عليهما آمال كبيرة في البرازيل كهدافين واعدين قادرين على حمل عبء مركز رقم 9 في المنتخب الوطني الذي يحمل خمسة ألقاب لكأس العالم.
تم التعاقد مع اللاعبَين في سن مبكرة بملايين الجنيهات الاسترلينية من نادييهما في البرازيل، وانتقلا إلى عملاقين أوروبيين: روكي إلى برشلونة وإندريك إلى ريال مدريد، لكنهما واجها صعوبة في التأقلم والحصول على دقائق لعب كافية، مما أدى إلى إعارتهما للخروج من أندية العملاقين.
وصل روكي إلى برشلونة في منتصف موسم 2023-24 عندما كان يبلغ 18 عامًا، وتم إعارته بعدها إلى ريال بيتيس في بداية موسم 2024-25، قبل أن ينتقل بشكل دائم إلى بالميراس وهو في الـ19 من عمره، أما إندريك فقد انضم إلى ريال مدريد في عمر 18 عامًا، وكان في طريقه للخروج على سبيل الإعارة بهدف "النمو"، حسب ما أوردته التقارير.
براعة غارسيا وتحديات إندريك
برز جونزالو غارسيا، لاعب فريق "فابريكا" الناشئ، بتسجيله أربعة أهداف في خمس مباريات بكأس العالم للأندية، ما جعل ريال مدريد يتساءل عن مستقبل إندريك، خاصة مع بروز لاعبين آخرين ومحدودية مشاركاته.
الصحف تشير إلى أن النادي يدرس إعارة إندريك إلى أندية أوروبية، رغم وجود عروض مالية كبيرة من البرازيل.
الفرق الكبير بين الحالتين يكمن في الضغط الإعلامي؛ حيث تعرض روكي لمحاكمة إعلامية صارمة منذ البداية، بينما لم يعان إندريك من ذلك بنفس القدر.
كما أن برشلونة لم يقدم الدعم الكافي لروكي، على عكس ريال مدريد الذي حافظ على هدوئه تجاه لاعبه.
تفسير ديكو لعدم جاهزية روكي
في مقابلات مع "لا فانجارديا" والرئيس الرياضي لبرشلونة ديكو، أوضح الأخير أن وصول روكي في منتصف الموسم لم يكن مناسبًا، وأنه عانى من ضغوط اللعب مع برشلونة، مؤكدًا أن لو انضم اللاعب مع بداية الموسم لكانت الأمور ربما مختلفة.
مسيرة مبكرة واعدة
قبل الوصول إلى أوروبا، كان كل من روكي وإندريك يُعتبران من أبرز المواهب في البرازيل، روكي فاز بلقب أفضل لاعب في كأس ليبرتادوريس وهو في 17 من عمره، وسجل 21 هدفًا في موسمه الأخير مع أتلتيكو باراناينسي.
أما إندريك، فقد انضم إلى ريال مدريد بعد أن تألق في بطولات الشباب وحقق أرقامًا قياسية كأصغر هداف في كأس ليبرتادوريس.
تجربة أوروبا ليست سهلة
لم تكن أوروبا جنة لكرة القدم لهما كما تمنيّا. روكي، بعد لعبه 353 دقيقة في 16 مباراة رسمية مع برشلونة، انتهت إعارته إلى ريال بيتيس، قبل أن يعود إلى بالميراس.
أما إندريك، فيعاني من قلة المشاركة والتراجع في ترتيب اختيارات مدربه تشابي ألونسو، حيث تأثر بالإصابة وظهور لاعبين آخرين مثل جونزالو غارسيا.
تقرير صحيفة "سير" يؤكد أن إندريك فقد تركيزه في ريال مدريد، والنتائج ليست مرضية للنادي، رغم استثماره الكبير.