فيرستابن خارج المنافسة في النمسا: الأداء ينهار تحت شمس السبت

المركز السابع لماكس فيرستابن، والثامن عشر ليوكي تسونودا، أرقام لا تعكس إطلاقًا طموحات ريد بُل في سباقه المنزلي في سبيلبرغ، حيث بدا الفريق بعيدًا تمامًا عن صدارة التصفيات المؤهلة يوم السبت، رغم التوقعات العالية.
فرصة ضائعة؟ ربما فقد ألقى الفريق باللوم جزئيًا على العلم الأصفر المتأخر بسبب حادثة بيير غاسلي، معتبرًا أنه منع فيرستابن من تحسين توقيته والتأهل في المركز الثالث، لكن بطل العالم لم يختبئ خلف الأعذار، مؤكدًا أن "كل شيء انهار فجأة" مع ارتفاع حرارة المسار وزيادة الرياح.
الحرارة تكشف نقاط ضعف RB21
ليست هذه المرة الأولى التي تعاني فيها سيارة ريد بُل RB21 من ظروف الطقس الحار، فالمعاناة ليست فقط في السباقات الطويلة حيث تسخن الإطارات الخلفية بسرعة، بل امتدت هذه المرة إلى اللفات الفردية، وهو ما فاجأ حتى مسؤولي بيريللي.
وأوضح ماريو إيزولا، مدير بيريللي، أن المشكلة لا تتعلق فقط بدرجة حرارة الإطارات، بل بطريقة إعداد السيارة للتأقلم مع تلك الظروف "اللفة التحضيرية هي العامل الحاسم. كل الفرق تعرف ذلك، ولكن بعض الفرق كانت أفضل في توقع تأثير الحرارة على الأداء".
ورغم أن فيرستابن نفى وجود تغييرات كبيرة في إعدادات السيارة بعد التجارب الحرة الثالثة، إلا أن الأداء لم يعكس ما تم تحقيقه يوم الجمعة، عندما كان الفارق مع ماكلارين ضئيلًا.
يبدو أن الحرارة في فترة ما بعد ظهر السبت أخرجت السيارة من نافذة أدائها المثالية.
مشكلة تشغيلية مزمنة بلا حلول قريبة
تعاني RB21 من مشكلة متكررة: نافذة تشغيل ضيقة جدًا تجعل السيارة حساسة لأي تغيّر في الظروف، وهذه المشكلة ليست جديدة، فقد عانت منها سيارة الموسم الماضي، ويبدو أنها مستمرة في 2025، رغم التحديثات التي بدأت في النمسا والتي ستُستكمل في سيلفرستون.
يؤكد الفريق أن التركيز سينتقل تدريجيًا إلى مشروع 2026 بعد العطلة الصيفية، مع إمكانية إدخال بعض القطع الجديدة قبل ذلك، أما في الوقت الراهن، فمحاولات تعديل ضغط الإطارات تبقى حلولاً قصيرة المدى لا تحلّ جوهر المشكلة.
وقال الدكتور هيلموت ماركو سابقًا إن هذه النقطة تُعدّ إحدى أبرز العوائق أمام ريد بُل حاليًا، مؤكّدًا أن ضيق نافذة التشغيل لم يُحلّ حتى الآن.
مكلارين يتفوّق بثبات الأداء
ما يفاقم الموقف هو المقارنة المباشرة مع ماكلارين، الذي أثبتت سيارته MCL39 أنها أكثر قدرة على التأقلم، على مختلف الحلبات وبأنواع متعددة من الإطارات وفي ظروف متباينة، هذا التماسك والاستقرار هو ما يفتقر إليه ريد بُل بشدة حاليًا.
أوضح المدير الفني لماكلارين، بيير واش، في تصريحات سابقة أن توسيع نطاق تشغيل السيارة غالبًا ما يأتي على حساب الأداء الأقصى، وهو توازن صعب، لكنه أشار إلى أن "خفض الأداء لتسهيل التحكم ليس خيارًا مقبولًا"، مشيرًا إلى أن الحل يكمن في تحسين نقاط التشغيل المثالية لا تضييقها أو تعميمها.
الموسم يضيق... والوقت ينفد
ما حدث في تصفيات النمسا ليس استثناءً بل مؤشر على واقع صعب يواجهه فريق ريد بُلـ فالسيارة الحالية تتطلب ظروفًا شبه مثالية لتحقيق أفضل أداء، بينما يُظهر منافسوه، خصوصًا مكلارين، قدرة أكبر على التعامل مع التغيرات دون أن يتأثر الأداء بشكل كبير.
وحتى إن نجح الفريق في تحسين جزئي خلال السباقات المقبلة، فإن الفجوة في الأداء والإطارات ونطاق التشغيل، وفقًا لتحليلات الفريق نفسه، لا يمكن سدّها بالكامل في ما تبقى من الموسم. وهو ما يجعل التفكير الواقعي أكثر ميلًا نحو التركيز المبكر على مشروع 2026.