كاتي تايلور: من صالة الألعاب الرياضية إلى أيقونة الملاكمة النسائية

ساهمت كاتي تايلور في إلهام جيل كامل من المقاتلات، إلا أن مسيرتها في الملاكمة بدأت بمحض الصدفة.
قاتلت الأيقونة الأيرلندية حرفيًا من أجل السماح للنساء بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، حيث أدت عروضًا استعراضية أمام المسؤولين لتحقيق ذلك.
والدها بيتر كان بطلًا إيرلنديًا في الوزن الخفيف الثقيل، وشقيقاها بيت ولي يمارسان الملاكمة أيضًا في نادي براي.
لم تكن تايلور تستطيع التدرب إلا عندما يهطل المطر، فاستغلت الفرصة واتجهت إلى نادي سانت فيرغال المحلي لتجربة الملاكمة بنفسها.
وبحلول الوقت الذي اكتشف فيه والدها الأمر، كانت تايلور تتدرب بالفعل مع الأولاد في الحلبة. تنظر الآن إلى تلك الذكريات بابتسامة عريضة، قائلة لـ SunSport: "لم أكن أطيق الانتظار لبدء التدريب، وكنت أرتدي غطاء الرأس بالفعل".
وأضافت "كنت أعرف كيفية توجيه اللكمة ربما بعد سنوات من مشاهدة والدي يمارس الملاكمة الوهمية، لكن بالطبع كنت بحاجة إلى التدريب أيضًا. كان لدي مادة خام جيدة، ولم أستطع الانتظار للدخول إلى الحلبة والقتال. أعتقد أن القتال جزء من شخصيتي، إنه في دمي".
بدأت تايلور التدريب على الملاكمة في عمر 12 عامًا، بدعم والدها الذي حتى اضطر فريقها للتظاهر بأنها صبي عبر دفع ذيل حصانها داخل واقي الرأس واستخدام الاسم المستعار K. Taylor.
كانت بداية مشوارها في الملاكمة عندما وقعت في حب أجواء صالة الألعاب الرياضية، ورائحة الحلبة، ومشاهدة الرجال يتدربون ويضربون الأكياس. تقول: "كان ذلك بداية رحلتي."
في عام 2001، حققت تايلور تاريخًا في سن 15 بفوزها في أول مباراة ملاكمة نسائية رسمية في أيرلندا على آلانا أودلي. لكن رغم ذلك، لم تكن الملاكمة النسائية معترفًا بها في الألعاب الأولمبية.
وقفت تايلور في وجه هذا التحدي، إذ سافرت إلى شيكاغو عام 2007 ثم إلى سانت بطرسبرغ عام 2009 لعرض الملاكمة النسائية أمام اللجنة الأولمبية الدولية، حاملة على عاتقها آمال كل المقاتلات.
وبفضل أدائها المميز، تم قبول الملاكمة النسائية رسميًا في أولمبياد لندن 2012، حيث توّجت تايلور بالميدالية الذهبية. هذا الإنجاز كان أكثر من مجرد ميدالية أو ألقاب، بل كان انتصارًا لنضال الملاكمات في العالم.
تقول: "الضغط الذي شعرت به آنذاك كان أكبر بكثير مما أواجهه اليوم. لم أقاتل من أجلي فقط، بل من أجل كل مقاتلة تطمح لفرصة في الملاكمة الأولمبية".
تأهلت تايلور لأولمبياد 2016 كمرشحة قوية، لكنها تعرضت لصدمة بالهزيمة أمام الفنلندية ميرا بوتكونن في الجولة الأولى، قبل أن تتحول إلى الاحتراف بعدها بفترة قصيرة.
في عالم الاحتراف، أصبحت بطل العالم للوزن الخفيف في أقل من عام، محققة ألقابًا بلا منازع في قسمين، وربما يكون أشرس منافسيها هي أماندا سيرانو، اللاعبة البورتوريكية التي تقابلها في ثلاثية نارية.
تغلبت تايلور على سيرانو في أول نزال لهما عام 2022 في ماديسون سكوير جاردن، حيث حصلا على أجور قياسية، قبل أن تعودا لمواجهة مثيرة ومثيرة للجدل في نوفمبر الماضي أمام 70 ألف متفرج.
والآن، تستعد تايلور وسيرانو للمواجهة الثالثة في نفس القاعة التاريخية، وهي قتال قد يصعب التفوق عليه.
تقول تايلور: "طبيعة أسلوبنا تجعل من معاركنا ملحمية دائمًا، ولا أتوقع أن تكون المواجهة الثالثة مختلفة كثيرًا. تتطور معاركنا باستمرار، وأتوقع أن تكون مثيرة، وآمل ألا تكون مشتعلة جدًا!".