كرة القدم بالعلم تحظى بشعبية كبيرة في المملكة المتحدة
تحظى كرة القدم بالعلم، وهي نسخة غير مرتبطة بكرة القدم الأمريكية، بشعبية متزايدة في المملكة المتحدة، حيث يزداد عدد المدارس المشاركة بشكل مستمر، ومن المتوقع أن يصل عدد المشاركين إلى 100 ألف بحلول عام 2026.
بفضل حملة نشطة أطلقتها رابطة كرة القدم الأمريكية في نيويورك لتشجيع الشباب في بريطانيا على تجربة البدائل الأقل عنفاً، تشهد فرق مثل "نورثانتس داكس"، و"ساوث كوست سبيتفايرز"، "لندن فروت باتس" طلباً متزايداً على المشاركة.
أفاد مدرسو التربية البدنية في المدارس بزيادة الاهتمام بين الأطفال، ويعود ذلك جزئياً إلى المكانة العالمية المتصاعدة للعبة، بالإضافة إلى مخاوف الآباء بشأن المخاطر التي قد تشكلها ألعاب مثل الرجبي وكرة القدم الأمريكية التقليدية على سلامة الدماغ.
في هذا العام، شاركت 343 مدرسة في فعاليات بطولة المملكة المتحدة لكرة القدم الأمريكية، بزيادة سنوية قدرها 78%.
يقول جاي تايلور، مؤسس نادي "Fruit Bats" لكرة القدم في إيلينغ، غرب لندن: "أصبحت هذه الرياضة رائجة بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الماضية، وتتمتع كرة القدم هنا بفرصة البقاء لأنها لا مثيل لها".
تعززت مكانة اللعبة أيضاً بقرار اللجنة الأولمبية الدولية إدراجها لأول مرة في دورة الألعاب الأوليمبية في لوس أنجلوس عام 2028.
إلى جانب ذلك، تنتشر رياضات جديدة سريعة النمو في المملكة المتحدة، مثل "بيكلبول"، وهي نسخة من التنس باستخدام مضرب قوي، و"البادل" التي تجمع بين التنس والاسكواش، مع اهتمام كبير من لاعبين محترفين مثل بطل ويمبلدون السابق آندي موراي.
كرة القدم بالعلم
كرة القدم بالعلم هي نسخة معدلة من اللعبة التقليدية، حيث يقوم المدافعون "بالتصدي" عن طريق سحب "علم" من القماش مثبت بحزام كل لاعب، بدلاً من التصدي الجسدي العنيف الذي يثير مخاوف الآباء والأطباء من التسبب في تلف دماغي طويل الأمد.
بدلاً من 11 لاعباً مجهزين بالكامل بالخوذات والدروع، يتنافس في هذه اللعبة خمسة إلى سبعة لاعبين على أرض الملعب، مرتدين فقط السراويل القصيرة والقمصان الرياضية والأحذية.
وتظل المبادئ الأساسية للعبة كما هي؛ حيث يحاول فريق الهجوم التقدم بالكرة من خلال سلسلة من اللعبات المخططة مسبقاً، بينما يحاول الدفاع إيقافهم.
يضم فريق "Fruit Bats" بحدود 70 لاعباً تحت سن 14 عاماً، وبالمقارنة مع كرة القدم التقليدية التي يلعبها أكثر من 3.3 مليون طفل، فإن فرص النجاح في كرة القدم بالعلم قد تكون أعلى.
أحد عوامل الجذب الرئيسية هو الدعوة السنوية التي يقدمها اتحاد كرة القدم الأميركي لأفضل فرق المدارس للتنافس في بطولة دولية تقام في فلوريدا.
وذكر جاي تايلور أن اتحاد كرة القدم الأميركي والعديد من الفرق المحترفة قد سارعوا لدعم المدارس والأندية بتقديم الكرات وأحزمة الأعلام.
كما أعلن فريق نيويورك جيتس، المملوك لسفير الولايات المتحدة السابق لدى المملكة المتحدة وودي جونسون، وفريق شيكاغو بيرز عن توسيع دوري كرة القدم للفتيات في المملكة المتحدة، مما يعزز من انتشار هذه الرياضة.
جاكوب وليا، وكلاهما يبلغان من العمر 11 عاماً، عضوان في فريق مدرسة ليتل إيلينغ الابتدائية الذي فاز باللقب الوطني هذا العام ومن المقرر أن يتنافسا في بطولة العالم لكرة القدم الأمريكية في فبراير 2025 في فلوريدا.
قالت ليا، التي لعبت أول مباراة لها عندما كانت في العاشرة من عمرها: "لم أكن أعرف هذه الرياضة من قبل.. يمكنك الركض كثيراً وهناك كتاب للعب وهو أمر ممتع للغاية ويحق للاعب الوسط أن يقرر نوع اللعب الذي نقوم به".
وقال جاكوب "يجب أن تكون قادراً على القفز عالياً، والوصول إلى المساحة، ومراقبة الكرة، والجري بسرعة ومراوغة اللاعبين."
وأضاف "يجب عليك التأكد من أنك تستمع جيداً وتفهم حقاً ما تفعله".