كريس بيلام سميث: من جراح الهزيمة إلى شغف العودة

في حوالي الساعة الثانية والنصف صباحًا، بعد نزاله العنيف ضد جيلبرتو راميريز، كان كريس بيلام سميث مستلقيًا على سرير في أحد مستشفيات الرياض.
المورفين يتسلل إلى عروقه، وجرحٌ غائر فوق عينه احتاج ما بين 25 و30 غرزة — بعضها داخلي، وبعضها خارجي.
لم يأكل شيئًا، لم يشرب حتى قطرة ماء، ولم يغمض له جفن منذ أن غادر غرفته متوجهًا إلى الحلبة قبل نحو 12 ساعة.
ورغم كل هذا الألم — الجسدي والنفسي — يؤكد بيلام سميث: "سأفعل ذلك مجددًا... دون تردد".
وفي عودته المنتظرة، يستعد سميث لتجاوز حدود قدراته مرة أخرى، عندما يواجه براندون جلانتون ليلة السبت، ضمن البطاقة التمهيدية للنزال المرتقب بين كريس يوبانك جونيور وكونور بين.
في مقابلة مع صحيفة "ميل سبورت" من داخل معسكره التدريبي، استعاد بيلام سميث تفاصيل تلك الليلة القاسية التي أعقبت هزيمته في الرياض — هزيمة لا تزال تطارده في يقظته ومنامه. تحدث بصراحة عن الساعات الست التي قضاها في المستشفى، عن العزلة، عن اليأس، لكن أيضًا عن كيف أن كل ذلك لم يفعل سوى إشعال نار الحماسة داخله من جديد.
يقول سميث، بصوت يجمع بين الإنهاك والعزيمة: "قضيت ست ساعات كاملة في المستشفى بعد النزال. من الحلبة إلى الخيمة الطبية، ثم إلى سيارة الإسعاف وأنا على نقالة. خضعت لفحص منشطات وأنا لا أزال على النقالة. وعندما وصلت إلى المستشفى... انتظرت طويلاً".
العزلة كانت خانقة.
"كنتُ ممددًا على السرير، وفريقي بالكامل في الغرفة المجاورة. كنت أسمعهم يأكلون، يضحكون... بينما كنتُ وحدي".
في ساعات الصباح الأولى، تم إدخال بيلام سميث إلى غرفة العمليات لإغلاق الجرح العميق فوق عينه.
"كان الألم لا يُحتمل. احتجت ما بين 25 و30 غرزة. كانت الساعة تقترب من السابعة صباحًا، ولم أذق طعامًا أو شرابًا. لم أنم إطلاقًا. كنت مرهقًا بالكامل، والجراح تنزف من الداخل والخارج".
لكن الجرح الأعمق لم يكن فوق العين، "كنت جالسًا هناك أفكر... في الخسارة، في كل شيء. كنتُ أعيش لحظة انهيار كامل. الألم لم يكن فقط في الجسد، بل في النفس. لحظة من تلك التي تشعر فيها أن كل شيء يتهاوى".
ومع ذلك، لا يرى بيلام سميث في تلك اللحظة سوى نقطة تحوّل.
"حين عدتُ إلى المنزل، نمت يومين متواصلين. ثم بدأت أستوعب كل شيء. لا يمكن الهروب من الخسارة، لكن لا يجب أن تغرق فيها أيضًا. تعلمت منها، والآن أنا متحمس لأثبت أنني خرجت منها أقوى. أكثر إصرارًا من أي وقت مضى".
التركيز الآن كله على جلانتون. يقول سميث بثقة: "السبت هو يوم التكفير، ولكنه أيضًا يوم الانفجار. أمام جمهور ينتظر نزال يوبانك وبين، إذا استطعت أن تخطف الأضواء، فأنت حقًا صنعت لحظة فارقة".
ورغم تركيزه على الفوز، إلا أن سميث يدرك أن الأداء بنفس القدر من الأهمية.
"أريد أن أُقدّم عرضًا عالميًّا. الأفضل أن أنهي النزال مبكرًا وأجعل الأمر يبدو سهلاً. لكنني لن أستهين به — جلانتون خصم خطير. سأكون في قمة تركيزي. هذه فرصتي لأُثبت أنني عدت".
أما عن الهزيمة أمام راميريز؟
"هي خلفي الآن. كانت لحظة قاسية، لكنها صقلتني. الآن، أمتلك شغفًا أعظم لأُثبت نفسي من جديد. أنا مستعد لأُظهر للعالم من أكون حقًا" قال.