كشف حساب منتخبات العراق الوطنية لعام 2004
لم يكن عام 2004 موفقا بشكل كبيربالنسبة للمنتخبات الوطنية العراقية والتي نقصد بها هنا المنتنخبات التي تحمل اسم العراق: المنتخب الوطني الاول , المنتخب الاولمبي, منتخب الشباب,
منتخب الناشئين خلال مشاركاتها في البطولات القارية والدولية المختلفة. عدا بالطبع حصول منتخب العراق الاولمبي على المركز الرابع في النهائيات الاولمبية التي جرت في اثينا في صيف عام 2004.
باديء ذي بدئ فان منتخبات العراق المذكورة اعلاه قد نجحت في تجاوز التصفيات التي لعبتها ومن ثم الوصول الى المراحل النهائية (باستثناء المنتخب الاول فيما يخص تصفيات كأس العالم)
وهذا الانجاز يحسب لها اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الظروف الصعبة التي يمر بها عراقنا الحبيب, وتمكنت اربعة منتخبات عراقية من الوصول الى النهائيات القارية في آن واحد وهو انجاز ايضا.
1.المنتخب الاولمبي العراقي
لنبدأ اولا بالمنتخب الاولمبي صاحب الانجاز الابرز للعام المنصرم حيث لعب التصفيات النهائية المؤهلة لاولمبياد اثينا في مجموعة ضمته الى جانب كل من منتخبات عمان والكويت والسعودية وكانت عروضه ونتائجه متذبذبة وحقيقة القول انه استفاد من تقارب مستوى فرق المجموعة والصراع القوي الذي حصل بين تلك الفرق وفقدان الفرق للنقاط فيما بينها وكذلك استفاد من فارق الاهداف الذي حققه في المباراة الاولى ضد عمان والتي فاز بها 4-0 والذي جاء اصلا نتيجة انهيار المنتخب العماني في الشوط الثاني من المباراة بشكل مفاجيء واستغل منتخبنا ذلك
احسن استغلال. والحقيقة فان افضل مباراة قدمها المنتخب الاولمبي العراقي في تلك التصفيات كانت المباراة الاخيرة ضد المنتخب الاولمبي السعودي والتي فاز بها منتخبنا 3-1 وتأهل على اثرها الى النهائيات الاولمبية مستفيدا من تعادل الكويت وعمان ,لقد قدم منتخبنا في تلك المباراة مستوىً رائعاً بداية من خطة المدرب والروح المعنوية للاعبين والمستوى المتألق للاعبين داخل الملعب والذي استطاع ان يتفوق على المنتخب السعودي المتطلع بقوة للوصول للنهائيات بعد ان تفانى المدرب واللاعبون في اداء واجباتهم, وبعد ان ابعد المدرب عدنان حمد ثلاثة لاعبين حترفين هم عماد محمد ويونس محمود ونشأت اكرم بسبب تدني مستواهم وقتها, فجاءت النتيجة ايجابية وتمكن المنتخب من التأهل للنهائيات الاولمبية للمرة الرابعة في تاريخه.
بعد الغاء المنتخب الاول تم الاعتماد على المنتخب الاولمبي لتمثيل العراق في نهائيات كأس امم اسيا التي جرت في الصين, وعدت هذه البطولة كمرحلة اعدادية للنهائيات الاولمبية, وقد اتت هذه
الخطوة بثمارها حيث ذهب المنتخب الاولمبي الى اثينا وهو مستعد بشكل جيد فنيا وبدنيا ونفسيا, وقدم مستوىً نستطيع ان نقيمه بدرجة جيد جداً احتل به المركز الرابع في النهائيات وهو افضل
انجاز يحققه منتخب اولمبي عراقي في التاريخ, وقد كان من الممكن ان يتم تحقيق انجاز افضل الا ان قلة خبرة المدرب واللاعبين حالت دون ذلك.
لو ابحرنا قليلاً في رحلة نهائيات أثينا فاننا سنجد ان المنتخب الاولمبي قد بدأ مشواره بتحقيقه نتيجة كبيرة ومدويّة حينما هزم منتخب البرتغال الاولمبي الذي كانت تسبقه سمعة منتخب البرتغال الاول وصيف كأس الامم الاوربية 2004 بأربعة أهداف مقابل هدفين بعد ان قدم مستوىً جيدا جداُ
في تلك المباراة, الا انه والحق يقال ان منتخب البرتغال لم يقدم شيئا او مستوىً يوازي السمعة التي عرفه الناس بها وكان منتخباً مفككاً ولاعبوه مرهقون وهذا ما اتاح الفرصة للاعبينا للتألق
وتقديم مباراة جميلة وتحقيق نتيجة رائعة, بعدها التقى منتخبنا بمنتخب كوستاريكا واستمر الاداء الجيد للاعبينا في هذه المباراة وحققوا نتيجة طيبة بفوزهم 2-0. تلا ذلك لقاء منتخبنا مع منتخب المغرب الاولمبي والذي لم تكن نتيجته تؤثر على ترتيب منتخبنا على رأس المجموعة فخسرنا اللقاء 2-1.
تأهل منتخبنا على رأس مجموعته ليقابل منتخب استراليا في دور الثمانية في مباراة اعتبرها ومن وجهة نظري الخاصة افضل مباراة قدمها منتخبنا الاولمبي او حتى الوطني في السنوات الاخيرة للاسباب التالية:
أ. طالما قلنا ان هناك عقدة لدى منتخبنا وهي عقدة دور الثمانية, طبعا لا يوجد مثل هذا الشيئ , اي لا يوجد مثل هكذا عقدة, وانما ما يحصل ان المنتخبات عندما تتجاوز مرحلة المجموعات وتصل الى الادوار الاقصائية فانها تستنفر كل جهودها من خبرة المدرب والخطة المناسبة وجهود اللاعبين وخبرتهم في مثل هكذا لقاءات والتي تتطلب منهم معرفة مسبقة بكيفية التحكم بدقائق
اللقاء وكيفية السيطرة على الاعصاب وربما كيفية استفزاز الخصم وكيفية التمثيل على الحكم ....الخ من الامور التي صارت من بديهيات كرة القدم والتي صار اللاعبون المحترفون ماهرين في تنفيذها. هذا يعني ان المنتخب الاسترالي قد استحضر كل تلك الامور في تلك المباراة
واستعد لها بشكل جيد.
ب. أن تمكّن منتخبنا من تحقيق الفوز في تلك المباراة وبهدف واحد مقابل لا شيء , اي حفاظه على شباكه نظيفة وهذا ما لم يحصل الا قليلا واستمرار لاعبينا في تقديم مستوى متميز حتى نهاية المباراة يعني ان منتخبنا كان في احسن حالاته, وانه تعامل مع المباراة بحرفية جيدة افتقدها من زمان. اعتبرت مباراة استراليا هي الافضل للاسباب المذكورة اعلاه.
تقدم منتخبنا ولأول مرة في تأريخه الى الدور شبه النهائي وكان قاب قوسين او ادنى للحصول على ميدالية اولمبية ولكنه كان بحاجة لخبرة اكبر في مثل هكذا لقاءات حاسمة ولم يضع المدرب
ما يناسب الفريق للعب هذه المباريات فخسر مباراة شبه النهائي امام البارجواي 1-3
ثم خسر مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع امام ايطاليا 0-1.
يجدر بالذكر ان المنتخب الاولمبي قد خاض مباراة تجريبية واحدة امام منتخب كورياالجنوبية الاولمبي بتاريخ 7-4-2004 وجرت في العاصمة الكورية سيؤول وخسرها 0-1 وكانت ضمن استعدادات الفريق للتصفيات الاولمبية, ولم يشترك في المباراة اللاعبون المحترفون.
كانت محصلة نتائج المنتخب الاولمبي في عام 2004 كالتالي : خاض المنتخب غمار 13 مباراة فاز ب 6 مباريات وخسر في سبعة مباريات فيما لم يتعادل في اي مباراة , وحصل المنتخب الاولمبي على 18 نقطة من اصل 39 نقطة.
2. المنتخب الوطني الاول
يعتبر المنتخب الوطني هو الممثل الاول لكل بلد واليه تشخص العيون لتحقيق الانجازات الوطنية التي يسجلها التاريخ على مختلف الصعد الاقليمية والقارية والدولية. لقد كان منتخبنا الوطني الاول الخاسر الاكبر في العام المنصرم بسبب تعدد اخفاقاته على مختلف الصعد ولكن اكبرها كان خروجه من المرحلة الاولى من تصفيات كأس العالم لقارة اسيا والتي ولدت خيبة امل وحسرة كبيرتين في الشارع الرياضي العراقي اعقبها باخفاقة كبيرة في خليجي 17 تلك البطولة التي عاد
اليها بعد انقطاع دام 14 عاما ولكنه خرج من الدور الاول ودون ان يتمكن من تحقيق اي فوز.
وكان لا بد لهذه النتائج ان تطيح برأس مدرب المنتخب عدنان حمد الذي استلم مهمة تدريب منتخب
الاول في منتصف العام المنصرم خلفا للالماني بيرند ستانج والذي بدوره كانت الظروف الامنية قد اجبرته على ترك مهمة تدريب منتخب العراق الاول بعد ان خاض معه ثلاث مباريات من مباريات تصفيات كأس العالم محرزاً معه خمس نقاط من ثلاث مباريات اكمل المهمة بعده المدرب عدنان حمد
لكنه فشل في تجاوز متصدر المجموعة منتخب اوزبكستان في (موقعة القويسمة) كما اطلق عليها وخرج المنتخب بخفي حنين وأُجبرت الجماهير الكروية العراقية على الانتظار اربعة سنوات اخرى من اجل التطلع للوصول للنهائيات العالمية للمرة الثانية في تاريخ الكرة العراقية والتي لا نعلم متى ستحصل؟
بدأ منتخبنا الوطني رحلته العام المنصرم بقيادة الالماني بيرد ستانج بلقاء ودي مع منتخب اليابان في العاصمة طوكيو وخسره 0-2 بعدها انطلقت تصفيات كأس العالم ثم كان هناك معسكر تدريبي في انجلترا اعقبه بطولة غرب اسيا والتي شهدت اخفاقة اخرى للمنتخب بفقدانه اللقب وخسارته معظم مبارياته بعد هذه البطولة تم حل المنتخب الاول والاستغناء عن المدرب الالماني
وحل محله المدرب العراقي عدنان حمد الذي استعاض بالمنتخب الاولمبي بديلا للمنتخب الاول في خطوة اثارت الكثير من اللغط وقتها لكن حمد بدأ مشواره بشكل جيد في كأس الامم الاسيوية التي
جرت في الصين ووصل مع المنتخب لدور الثمانية وخرج على يد البلد المضيف بعدها اشترك نفس المنتخب في نهائيات اثينا الاولمبية واحرز المركز الرابع مما ولد نشوة عارمة في صفوف الجماهير العراقية وكذلك لدى اللاعبين والجهاز التدريبي والاتحاد العراقي اثر ذلك فيما بعد على حسن الاستعداد لمباراة الحاسمة امام اوزبكستان وحدثت الخسارة الكارثة لم يعمل لا الاتحاد ولا الجهاز التدريبي شيئا لتفادي ما حصل ومعالجو الاخطاء وانقاذ ما يمكن انقاذه وذهب الفريق بنفس عيوبه الى كأس الخليج السابعة عشر ليتلقى ضربة قاصمة اطاحت هذه المرة بالملاك التدريبي.
لعب منتخب العراق الاول 22 مباراة فاز ب 8 منها وتعادل ب 4 منها فيما خسر ب 10 واحرز 28 نقطة من اصل 66 نقطة ,وهي نسبة متدنية جداً.
3. منتخب الشباب تحت 19 عاما
خاض منتخب الشباب تحت 19 عاما غمار النهائيات الاسيوية هذه النهائيات التي سبق وان
حملت لوائها المنتخبات الشبابية العراقية في السنوات السابقة خمسة مرات وقد قاد المدرب السيد هادي مطنش الفريق في هذه النهائيات قدم المنتخب العراقي للشباب في مجموعته التي ضمته بجانب كل من كوريا الجنوبية (الذي فاز باللقب فيما بعد) وتايلند واليمن مستوىً جيدا وتمكن من تحقيق فوز قوي على منتخب كوريا الجنوبية في اول لقاء 3-0 لكن الاداء بدء يهبط تدريجيا رغم تحقيقه الفوز على تايلند واليمن وتصدر منتخبنا مجموعته وصعد الى دور الثمانية ليلاقي منتخب سوريا الذي لم يكن بالفريق المخيف ولكنه فريق مستعد بشكل جيد للبطولة وتعامل مع المباراة بشكل ممتاز واستطاع من تحقيق الفوز واخراج منتخبنا الذي على العكس تماما لم يعرف كيف يتعامل مع المباراة ومع الفريق المنافس والسبب الاول حسب تقديري الشخصي
هو ضعف خبرة المدرب في مثل هكذا منافسات وكما كنت قد تطرقت سابقا الى ان اللعب في الادوار الاقصائية يختلف عن اللعب في المجموعات وتقريبا لحد الان في السنوات الاخيرة لم يبرز مدرب ذو حنكة كروية كافية قادر على التعامل مع مفردات هذه المراحل من البطولات التي تتطلب تخطيطا وتكتيكا واعدادا نفسيا مختلفا.
خاض المنتخب الشبابي العراقي اربعة مباريات , فاز ب 3 مباريات وخسر واحدة اي انه تمكن من حصد 9 نقاط من اصل 12 نقطة ولكنه لم يفلح في الاستمرار في البطولة.
4. منتخب الناشئين تحت 17 عاما
لم يختلف الحال كثيرا بالنسبة لمنتخب الناشئين تحت 17 عاما عن حال نظيره منتخب الشباب
حيث شارك في النهائيات الاسيوية في اليابان وخرج من دور الثمانية وقد قاد المدرب صالح راضي منتخب الناشئين في هذه البطولة وبنفس طريقة زميله هادي مطنش لم يعرف كيفية النفاذ من دور الثمانية الى دور شبه النهائي بسبب قلة الخبرة. لعب منتخبنا للناشئين في مجموعة
ضمته الى جانب كل من منتخب قطر ومنتخب اوزبكستان ومنتخب بنجلاديش خسر المباراة الاولى امام قطر وفاز باللقائين الاخيرين وتأهل لدور الثمانية كثاني للمجموعة وتقابل مع منتخب ايران
وخسر معه 0-3 وخرج من البطولة. خاض منتخب الناشئين اربعة مباريات فاز باثنتين وخسر
مثلهما وحصد ستة نقاط من اصل 12 نقطة.
الخاتمة :
بصورة عامة خاضت منتخباتنا العديد من المنافسات العالمية والقارية والاقليمية وقد وضح ان هناك تباين في اداء هذه المنتخبات نفسها فهي احيانا تقدم مستوى مرتفع واحيانا تهبط الى ما دون الوسط وبالطبع فان هذا التباين لن يمكن اي منتخب عراقي من الظفر بلقب بطولة معينة او حتى المنافسة على اللقب طبعا يعود السبب الاول الى فقدان الاستقرار في البلد وانعدام القاعدة
الصحيحة التي تم تدميرها عبر السنين الماضية والتي ادت الى عدم وجود دوري منتظم ودوري قوي مثلما كان في العقود الماضية حين كانت مباريات الفرق الجماهيرية كالزوراء والجوية والطلبة والشرطة وغيرها ترتقي في ادائها الى اعلى الدرجات من الفن والجمال والاثارة وكان هناك تنافس شديد بين هذه الفرق نفسها او بينها وفرق المحافظات الاخرى للظفر بلقب الدوري او الكأس والتي انعكست ايجابا على اداء المنتخبات الوطنية ولنفس الاسباب يضاف لها هجرة الكفاءات التدريبية خارج البلد لم يظهر مدربين قادرين على مواكبة التطور الحاصل في كرة القدم العالمية.
طبعا لم نتطرق هنا لنتائج الاندية العراقية في البطولات العربية والاسيوية والتي كانت احيانا في اسوأ حالاتها كما حصل مع الجوية والشرطة في بطولة دوري ابطال اسيا. كرة القدم العراقية بحاجة لتغيير جدري والا لن نحصد الا نفس النتائج المخيبة كما جرى هذا العام.
منتخب الناشئين خلال مشاركاتها في البطولات القارية والدولية المختلفة. عدا بالطبع حصول منتخب العراق الاولمبي على المركز الرابع في النهائيات الاولمبية التي جرت في اثينا في صيف عام 2004.
باديء ذي بدئ فان منتخبات العراق المذكورة اعلاه قد نجحت في تجاوز التصفيات التي لعبتها ومن ثم الوصول الى المراحل النهائية (باستثناء المنتخب الاول فيما يخص تصفيات كأس العالم)
وهذا الانجاز يحسب لها اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الظروف الصعبة التي يمر بها عراقنا الحبيب, وتمكنت اربعة منتخبات عراقية من الوصول الى النهائيات القارية في آن واحد وهو انجاز ايضا.
1.المنتخب الاولمبي العراقي
لنبدأ اولا بالمنتخب الاولمبي صاحب الانجاز الابرز للعام المنصرم حيث لعب التصفيات النهائية المؤهلة لاولمبياد اثينا في مجموعة ضمته الى جانب كل من منتخبات عمان والكويت والسعودية وكانت عروضه ونتائجه متذبذبة وحقيقة القول انه استفاد من تقارب مستوى فرق المجموعة والصراع القوي الذي حصل بين تلك الفرق وفقدان الفرق للنقاط فيما بينها وكذلك استفاد من فارق الاهداف الذي حققه في المباراة الاولى ضد عمان والتي فاز بها 4-0 والذي جاء اصلا نتيجة انهيار المنتخب العماني في الشوط الثاني من المباراة بشكل مفاجيء واستغل منتخبنا ذلك
احسن استغلال. والحقيقة فان افضل مباراة قدمها المنتخب الاولمبي العراقي في تلك التصفيات كانت المباراة الاخيرة ضد المنتخب الاولمبي السعودي والتي فاز بها منتخبنا 3-1 وتأهل على اثرها الى النهائيات الاولمبية مستفيدا من تعادل الكويت وعمان ,لقد قدم منتخبنا في تلك المباراة مستوىً رائعاً بداية من خطة المدرب والروح المعنوية للاعبين والمستوى المتألق للاعبين داخل الملعب والذي استطاع ان يتفوق على المنتخب السعودي المتطلع بقوة للوصول للنهائيات بعد ان تفانى المدرب واللاعبون في اداء واجباتهم, وبعد ان ابعد المدرب عدنان حمد ثلاثة لاعبين حترفين هم عماد محمد ويونس محمود ونشأت اكرم بسبب تدني مستواهم وقتها, فجاءت النتيجة ايجابية وتمكن المنتخب من التأهل للنهائيات الاولمبية للمرة الرابعة في تاريخه.
بعد الغاء المنتخب الاول تم الاعتماد على المنتخب الاولمبي لتمثيل العراق في نهائيات كأس امم اسيا التي جرت في الصين, وعدت هذه البطولة كمرحلة اعدادية للنهائيات الاولمبية, وقد اتت هذه
الخطوة بثمارها حيث ذهب المنتخب الاولمبي الى اثينا وهو مستعد بشكل جيد فنيا وبدنيا ونفسيا, وقدم مستوىً نستطيع ان نقيمه بدرجة جيد جداً احتل به المركز الرابع في النهائيات وهو افضل
انجاز يحققه منتخب اولمبي عراقي في التاريخ, وقد كان من الممكن ان يتم تحقيق انجاز افضل الا ان قلة خبرة المدرب واللاعبين حالت دون ذلك.
لو ابحرنا قليلاً في رحلة نهائيات أثينا فاننا سنجد ان المنتخب الاولمبي قد بدأ مشواره بتحقيقه نتيجة كبيرة ومدويّة حينما هزم منتخب البرتغال الاولمبي الذي كانت تسبقه سمعة منتخب البرتغال الاول وصيف كأس الامم الاوربية 2004 بأربعة أهداف مقابل هدفين بعد ان قدم مستوىً جيدا جداُ
في تلك المباراة, الا انه والحق يقال ان منتخب البرتغال لم يقدم شيئا او مستوىً يوازي السمعة التي عرفه الناس بها وكان منتخباً مفككاً ولاعبوه مرهقون وهذا ما اتاح الفرصة للاعبينا للتألق
وتقديم مباراة جميلة وتحقيق نتيجة رائعة, بعدها التقى منتخبنا بمنتخب كوستاريكا واستمر الاداء الجيد للاعبينا في هذه المباراة وحققوا نتيجة طيبة بفوزهم 2-0. تلا ذلك لقاء منتخبنا مع منتخب المغرب الاولمبي والذي لم تكن نتيجته تؤثر على ترتيب منتخبنا على رأس المجموعة فخسرنا اللقاء 2-1.
تأهل منتخبنا على رأس مجموعته ليقابل منتخب استراليا في دور الثمانية في مباراة اعتبرها ومن وجهة نظري الخاصة افضل مباراة قدمها منتخبنا الاولمبي او حتى الوطني في السنوات الاخيرة للاسباب التالية:
أ. طالما قلنا ان هناك عقدة لدى منتخبنا وهي عقدة دور الثمانية, طبعا لا يوجد مثل هذا الشيئ , اي لا يوجد مثل هكذا عقدة, وانما ما يحصل ان المنتخبات عندما تتجاوز مرحلة المجموعات وتصل الى الادوار الاقصائية فانها تستنفر كل جهودها من خبرة المدرب والخطة المناسبة وجهود اللاعبين وخبرتهم في مثل هكذا لقاءات والتي تتطلب منهم معرفة مسبقة بكيفية التحكم بدقائق
اللقاء وكيفية السيطرة على الاعصاب وربما كيفية استفزاز الخصم وكيفية التمثيل على الحكم ....الخ من الامور التي صارت من بديهيات كرة القدم والتي صار اللاعبون المحترفون ماهرين في تنفيذها. هذا يعني ان المنتخب الاسترالي قد استحضر كل تلك الامور في تلك المباراة
واستعد لها بشكل جيد.
ب. أن تمكّن منتخبنا من تحقيق الفوز في تلك المباراة وبهدف واحد مقابل لا شيء , اي حفاظه على شباكه نظيفة وهذا ما لم يحصل الا قليلا واستمرار لاعبينا في تقديم مستوى متميز حتى نهاية المباراة يعني ان منتخبنا كان في احسن حالاته, وانه تعامل مع المباراة بحرفية جيدة افتقدها من زمان. اعتبرت مباراة استراليا هي الافضل للاسباب المذكورة اعلاه.
تقدم منتخبنا ولأول مرة في تأريخه الى الدور شبه النهائي وكان قاب قوسين او ادنى للحصول على ميدالية اولمبية ولكنه كان بحاجة لخبرة اكبر في مثل هكذا لقاءات حاسمة ولم يضع المدرب
ما يناسب الفريق للعب هذه المباريات فخسر مباراة شبه النهائي امام البارجواي 1-3
ثم خسر مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع امام ايطاليا 0-1.
يجدر بالذكر ان المنتخب الاولمبي قد خاض مباراة تجريبية واحدة امام منتخب كورياالجنوبية الاولمبي بتاريخ 7-4-2004 وجرت في العاصمة الكورية سيؤول وخسرها 0-1 وكانت ضمن استعدادات الفريق للتصفيات الاولمبية, ولم يشترك في المباراة اللاعبون المحترفون.
كانت محصلة نتائج المنتخب الاولمبي في عام 2004 كالتالي : خاض المنتخب غمار 13 مباراة فاز ب 6 مباريات وخسر في سبعة مباريات فيما لم يتعادل في اي مباراة , وحصل المنتخب الاولمبي على 18 نقطة من اصل 39 نقطة.
2. المنتخب الوطني الاول
يعتبر المنتخب الوطني هو الممثل الاول لكل بلد واليه تشخص العيون لتحقيق الانجازات الوطنية التي يسجلها التاريخ على مختلف الصعد الاقليمية والقارية والدولية. لقد كان منتخبنا الوطني الاول الخاسر الاكبر في العام المنصرم بسبب تعدد اخفاقاته على مختلف الصعد ولكن اكبرها كان خروجه من المرحلة الاولى من تصفيات كأس العالم لقارة اسيا والتي ولدت خيبة امل وحسرة كبيرتين في الشارع الرياضي العراقي اعقبها باخفاقة كبيرة في خليجي 17 تلك البطولة التي عاد
اليها بعد انقطاع دام 14 عاما ولكنه خرج من الدور الاول ودون ان يتمكن من تحقيق اي فوز.
وكان لا بد لهذه النتائج ان تطيح برأس مدرب المنتخب عدنان حمد الذي استلم مهمة تدريب منتخب
الاول في منتصف العام المنصرم خلفا للالماني بيرند ستانج والذي بدوره كانت الظروف الامنية قد اجبرته على ترك مهمة تدريب منتخب العراق الاول بعد ان خاض معه ثلاث مباريات من مباريات تصفيات كأس العالم محرزاً معه خمس نقاط من ثلاث مباريات اكمل المهمة بعده المدرب عدنان حمد
لكنه فشل في تجاوز متصدر المجموعة منتخب اوزبكستان في (موقعة القويسمة) كما اطلق عليها وخرج المنتخب بخفي حنين وأُجبرت الجماهير الكروية العراقية على الانتظار اربعة سنوات اخرى من اجل التطلع للوصول للنهائيات العالمية للمرة الثانية في تاريخ الكرة العراقية والتي لا نعلم متى ستحصل؟
بدأ منتخبنا الوطني رحلته العام المنصرم بقيادة الالماني بيرد ستانج بلقاء ودي مع منتخب اليابان في العاصمة طوكيو وخسره 0-2 بعدها انطلقت تصفيات كأس العالم ثم كان هناك معسكر تدريبي في انجلترا اعقبه بطولة غرب اسيا والتي شهدت اخفاقة اخرى للمنتخب بفقدانه اللقب وخسارته معظم مبارياته بعد هذه البطولة تم حل المنتخب الاول والاستغناء عن المدرب الالماني
وحل محله المدرب العراقي عدنان حمد الذي استعاض بالمنتخب الاولمبي بديلا للمنتخب الاول في خطوة اثارت الكثير من اللغط وقتها لكن حمد بدأ مشواره بشكل جيد في كأس الامم الاسيوية التي
جرت في الصين ووصل مع المنتخب لدور الثمانية وخرج على يد البلد المضيف بعدها اشترك نفس المنتخب في نهائيات اثينا الاولمبية واحرز المركز الرابع مما ولد نشوة عارمة في صفوف الجماهير العراقية وكذلك لدى اللاعبين والجهاز التدريبي والاتحاد العراقي اثر ذلك فيما بعد على حسن الاستعداد لمباراة الحاسمة امام اوزبكستان وحدثت الخسارة الكارثة لم يعمل لا الاتحاد ولا الجهاز التدريبي شيئا لتفادي ما حصل ومعالجو الاخطاء وانقاذ ما يمكن انقاذه وذهب الفريق بنفس عيوبه الى كأس الخليج السابعة عشر ليتلقى ضربة قاصمة اطاحت هذه المرة بالملاك التدريبي.
لعب منتخب العراق الاول 22 مباراة فاز ب 8 منها وتعادل ب 4 منها فيما خسر ب 10 واحرز 28 نقطة من اصل 66 نقطة ,وهي نسبة متدنية جداً.
3. منتخب الشباب تحت 19 عاما
خاض منتخب الشباب تحت 19 عاما غمار النهائيات الاسيوية هذه النهائيات التي سبق وان
حملت لوائها المنتخبات الشبابية العراقية في السنوات السابقة خمسة مرات وقد قاد المدرب السيد هادي مطنش الفريق في هذه النهائيات قدم المنتخب العراقي للشباب في مجموعته التي ضمته بجانب كل من كوريا الجنوبية (الذي فاز باللقب فيما بعد) وتايلند واليمن مستوىً جيدا وتمكن من تحقيق فوز قوي على منتخب كوريا الجنوبية في اول لقاء 3-0 لكن الاداء بدء يهبط تدريجيا رغم تحقيقه الفوز على تايلند واليمن وتصدر منتخبنا مجموعته وصعد الى دور الثمانية ليلاقي منتخب سوريا الذي لم يكن بالفريق المخيف ولكنه فريق مستعد بشكل جيد للبطولة وتعامل مع المباراة بشكل ممتاز واستطاع من تحقيق الفوز واخراج منتخبنا الذي على العكس تماما لم يعرف كيف يتعامل مع المباراة ومع الفريق المنافس والسبب الاول حسب تقديري الشخصي
هو ضعف خبرة المدرب في مثل هكذا منافسات وكما كنت قد تطرقت سابقا الى ان اللعب في الادوار الاقصائية يختلف عن اللعب في المجموعات وتقريبا لحد الان في السنوات الاخيرة لم يبرز مدرب ذو حنكة كروية كافية قادر على التعامل مع مفردات هذه المراحل من البطولات التي تتطلب تخطيطا وتكتيكا واعدادا نفسيا مختلفا.
خاض المنتخب الشبابي العراقي اربعة مباريات , فاز ب 3 مباريات وخسر واحدة اي انه تمكن من حصد 9 نقاط من اصل 12 نقطة ولكنه لم يفلح في الاستمرار في البطولة.
4. منتخب الناشئين تحت 17 عاما
لم يختلف الحال كثيرا بالنسبة لمنتخب الناشئين تحت 17 عاما عن حال نظيره منتخب الشباب
حيث شارك في النهائيات الاسيوية في اليابان وخرج من دور الثمانية وقد قاد المدرب صالح راضي منتخب الناشئين في هذه البطولة وبنفس طريقة زميله هادي مطنش لم يعرف كيفية النفاذ من دور الثمانية الى دور شبه النهائي بسبب قلة الخبرة. لعب منتخبنا للناشئين في مجموعة
ضمته الى جانب كل من منتخب قطر ومنتخب اوزبكستان ومنتخب بنجلاديش خسر المباراة الاولى امام قطر وفاز باللقائين الاخيرين وتأهل لدور الثمانية كثاني للمجموعة وتقابل مع منتخب ايران
وخسر معه 0-3 وخرج من البطولة. خاض منتخب الناشئين اربعة مباريات فاز باثنتين وخسر
مثلهما وحصد ستة نقاط من اصل 12 نقطة.
الخاتمة :
بصورة عامة خاضت منتخباتنا العديد من المنافسات العالمية والقارية والاقليمية وقد وضح ان هناك تباين في اداء هذه المنتخبات نفسها فهي احيانا تقدم مستوى مرتفع واحيانا تهبط الى ما دون الوسط وبالطبع فان هذا التباين لن يمكن اي منتخب عراقي من الظفر بلقب بطولة معينة او حتى المنافسة على اللقب طبعا يعود السبب الاول الى فقدان الاستقرار في البلد وانعدام القاعدة
الصحيحة التي تم تدميرها عبر السنين الماضية والتي ادت الى عدم وجود دوري منتظم ودوري قوي مثلما كان في العقود الماضية حين كانت مباريات الفرق الجماهيرية كالزوراء والجوية والطلبة والشرطة وغيرها ترتقي في ادائها الى اعلى الدرجات من الفن والجمال والاثارة وكان هناك تنافس شديد بين هذه الفرق نفسها او بينها وفرق المحافظات الاخرى للظفر بلقب الدوري او الكأس والتي انعكست ايجابا على اداء المنتخبات الوطنية ولنفس الاسباب يضاف لها هجرة الكفاءات التدريبية خارج البلد لم يظهر مدربين قادرين على مواكبة التطور الحاصل في كرة القدم العالمية.
طبعا لم نتطرق هنا لنتائج الاندية العراقية في البطولات العربية والاسيوية والتي كانت احيانا في اسوأ حالاتها كما حصل مع الجوية والشرطة في بطولة دوري ابطال اسيا. كرة القدم العراقية بحاجة لتغيير جدري والا لن نحصد الا نفس النتائج المخيبة كما جرى هذا العام.