"لا روخا" في مواجهة نارية مع فرنسا بحثًا عن اللقب

تتوجه إسبانيا إلى ألمانيا للمشاركة في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية بثقة كبيرة وطموح واضح لاستعادة اللقب الذي فازت به قبل عامين في روتردام.
منتخب "لا روخا"، بقيادة المدرب لويس دي لا فوينتي، يدخل البطولة بلا عقد ولا خوف، معتمدًا على جيل شاب يعكس تحولًا واضحًا في هوية الفريق.
بداية دي لا فوينتي مع المنتخب جاءت من بوابة الفوز على كرواتيا بركلات الترجيح، ومنذ ذلك الحين وضع بصمته عبر تجديد دماء الفريق.
في عام واحد فقط، توّج منتخب إسبانيا بلقب دوري الأمم، ثم حقق بطولة أوروبا، ليُثبت أن مشروعه يسير في الاتجاه الصحيح.
جيل جديد يقود الطريق
أبرز ما يلفت الانتباه في تشكيلة المنتخب هو التغيير الكبير في العناصر الأساسية، فقط 10 لاعبين من فريق روتردام لا يزالون حاضرين: أوناي سيمون، ديفيد رايا، لو نورماند، فابيان، جافي، موراتا، ييريمي بينو، زوبيمندي، ميرينو، وداني أولمو. أما البقية، فهم شباب جدد يصنعون الحاضر، وعلى رأسهم الوافد "العائد" إيسكو، في مفاجأة أضفت نكهة خاصة على القائمة.
لكن الاسم الأبرز يبقى لامين يامال، النجم الواعد البالغ من العمر 17 عامًا فقط، أصبح قائدًا للهجوم الإسباني، ما قدمه في بطولة أوروبا الأخيرة، وخاصة هدفه الخرافي في نصف النهائي ضد فرنسا، جعله أحد أبرز الأسماء الصاعدة عالميًا، موسمه الاستثنائي مع برشلونة أكّد أنه ليس مجرد موهبة مؤقتة، بل نجم في طور الاكتمال.
مشوار صلب... وتحدٍّ قادم
منتخب إسبانيا شق طريقه إلى نصف النهائي بثقة، بعد تعادل افتتاحي في دور المجموعات، حقق الفريق انتصارات متتالية، وفي ربع النهائي تجاوز هولندا العنيدة بعد تعادلين مثيرين (2-2) في روتردام وفالنسيا، وحسم اللقاء بركلات الترجيح، الأداء القوي في ملاعب صعبة عزز ثقة الفريق في قدرته على المنافسة حتى النهاية.
الاختبار القادم سيكون أمام فرنسا، الساعية للثأر بعد الخروج على يد "لا روخا" في بطولة أوروبا، مواجهة منتظرة بين اثنين من أقوى المنتخبات، ستُسلّط فيها الأضواء على صراع فردي بين لامين يامال، ونجمي "الديوك" كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي، في مباراة قد تكون حاسمة أيضًا في سباق الكرة الذهبية.
من الجانب الآخر: البرتغال وألمانيا
في الجهة الثانية من نصف النهائي، تتنافس ألمانيا، مستضيفة البطولة، مع البرتغال.
يسعى الألمان لاستغلال عاملي الأرض والجمهور لحصد اللقب، فيما تطمح البرتغال لإضافة لقب ثانٍ في البطولة بعد تتويجها الأول عام 2019، لقاءات هذا الدور تعد بقمم نارية لا تقل أهمية عن النهائي نفسه.
نحو التتويج... بثقة الشباب
إسبانيا اليوم هي فريق شاب، ناضج، وطموح. لا يخشى التحديات، ولا يرهب الكبار، مشروع دي لا فوينتي يسير بثبات، وأفراده يلعبون بإيمان عميق بأن النجاح ممكن، وأن حمل الكأس ليس حلمًا بعيد المنال... بل هدف يقترب.