لماذا تأخرت عقوبة هاميلتون في زاندفورت؟ التفاصيل الكاملة خلف القرار المثير للجدل

ليس من غير المألوف في الفورمولا 1 أن يُخطئ السائقون في إجراءات ما قبل السباق ويتعرضوا للعقوبات، حتى لويس هاميلتون نفسه تلقى عقوبتين في سوتشي عام 2020 بسبب سوء فهم لتعليمات مدير السباق آنذاك، مايكل ماسي، عند انطلاق التجارب.
نفذ هاميلتون التجربة في مكان غير مصرح به، ما كلفه حينها عقوبتي توقف لخمس ثوانٍ أثناء السباق.
وفي حين تكررت مثل هذه الحالات في السنوات الأخيرة، فإن ما حدث لهاميلتون في سباق زاندفورت الأخير كان مختلفًا، إذ أُعلن عن العقوبة فقط بعد نهاية السباق ما أثار الكثير من التساؤلات.
ما الذي ارتكبه هاميلتون تحديدًا؟
عُوقب السائق البريطاني لتجاوزه السرعة المسموح بها خلال اللفات الاستطلاعية، وتحديدًا في المنعطف الأخير المؤدي إلى شبكة الانطلاق.
ووفقًا لتعليمات مدير السباق روي ماركيز، كان من المفترض أن تظهر لوحة الضوء رقم 18 إشارة صفراء مزدوجة، ما يُلزم السائقين بتقليل السرعة بشكل ملحوظ والاستعداد للتوقف، حسب لوائح الاتحاد الدولي للسيارات (FIA).
وبحسب وثيقة قرار الحكام، فقد خفّض هاميلتون سرعته بمقدار 20 كم/ساعة مقارنة بلفات التدريب، لكن هذا لم يُعتبر كافيًا. كما خالف المادة 44.1، التي تنص على ضرورة دخول السائقين الذين يقومون بأكثر من لفة استطلاعية إلى منطقة الصيانة بسرعة "منخفضة جدًا".
تبين أن هاميلتون لم يُبطئ بالقدر المطلوب، حيث خفّض ضغطه على دواسة الوقود بنسبة 10 إلى 20% فقط، وكبح قبل 70 مترًا من المنعطف، ما اعتبره الحكام سلوكًا غير كافٍ لتلبية متطلبات السلامة.
لماذا تأخر صدور العقوبة؟
اللافت في هذه الحالة أن المخالفة وقعت قبل أكثر من 30 دقيقة من بداية السباق، وكان هناك وقت نظري كافٍ لاتخاذ القرار.
عادة، يُعاقب السائق في مثل هذه الحالة بـ10 ثوانٍ "توقف وانطلاق"، وهي عقوبة موضحة بوضوح في دليل العقوبات الخاص بـFIA.
لكن المشرفين في زاندفورت – وهم نيش شيتي، ماثيو سيلي، ناتالي كورسميت، والسائق السابق بيدرو لامي – برروا التأخير في إصدار القرار بأنهم كانوا بحاجة إلى مراجعة بيانات القياس عن بُعد من FIA ومن فريق فيراري نفسه، وهو ما استغرق وقتًا أطول من المتوقع.
وأوضحوا في بيانهم "اطلعنا على بيانات القياس عن بُعد من نظام FIA، وطلبنا بيانات إضافية من الفريق، مما أدى إلى تأخير اتخاذ القرار حتى ما بعد السباق."
تناقض البيانات وتأثيره على القرار
البيانات التي قدمها فريق فيراري كانت مختلفة عن تلك المتوفرة لدى الاتحاد الدولي، ما دفع الحكام إلى التريث حتى نهاية السباق لاستدعاء المهندسين ومراجعة المعلومات بشكل دقيق.
وتم استدعاء فيراري للتحقيق في الساعة 17:05 بالتوقيت المحلي، أي بعد نحو نصف ساعة من نهاية السباق.
حينها، شعر الحكام أن لديهم ما يكفي من المعطيات لاتخاذ القرار، لكن بدلاً من فرض العقوبة الكاملة، أخذوا في الاعتبار "الظروف المخففة"، مثل تقليل السرعة الجزئي من قبل هاميلتون، فتم تخفيف العقوبة.
العقوبة النهائية وتأثيرها
بما أن تنفيذ عقوبة "التوقف والانطلاق" لم يعد ممكنًا بعد نهاية السباق، تم استبدالها بعقوبة التراجع خمسة مراكز على شبكة الانطلاق في السباق التالي، وهو ما يُعدّ تخفيفًا من العقوبة الأصلية التي تبلغ عادة عشرة مراكز في مثل هذه الحالات.
كما تم منح هاميلتون نقطتي جزاء فقط على رخصته، بدلًا من ثلاث نقاط.
النتيجة والتداعيات
لو كانت العقوبة قد فُرضت خلال السباق، لما أثرت على نتيجته كثيرًا، أما الآن، فنتيجتها المباشرة ستكون على سباق مونزا، والذي يُعد أول سباق لهاميلتون مع فيراري على أرضها، وهو ما يجعل هذه العقوبة مؤثرة بالفعل، ليس على سباق انتهى، بل على ما هو قادم.