خورخي لورينزو: السباق الذي حوّل الألم إلى إنجاز

يُعدّ الإسباني خورخي لورينزو أحد أعظم الأسماء التي مرت بتاريخ سباقات "موتو جي بي"، بخمسة ألقاب عالمية صنعت منه أسطورة خالدة في عالم الدراجات النارية، قلة هم من تركوا بصمة كتلك التي خلّفها ابن جزر البليار في بطولة العالم، لكن أحيانًا، لا تُخلَّد الأساطير بالإنجازات فقط، بل بلحظات استثنائية لا تُنسى، كما حدث في جائزة هولندا الكبرى عام 2013.
في ذلك الموسم، كان لورينزو يتصدر ترتيب البطولة ويعيش واحدة من أزهى فترات مسيرته. حلبة "أسن"، الساحرة والمليئة بالتاريخ، لطالما كانت من المسارات المفضلة لديه، لكن الظروف الجوية كانت غادرة.
خلال التجارب الحرة انزلق لورينزو فوق خط أبيض مبتل، ما أدى إلى سقوطه العنيف من دراجته "ياماها"، ليُصاب بكسر معقد في عظمة الترقوة.
يستعيد لورينزو تلك اللحظة في بودكاست "ميغ بابول" مع الدراج السابق أندريا ميغنو قائلًا: "الترقوة انكسرت إلى سبع قطع. سبع قطع كاملة. الصور الشعاعية كانت مرعبة، والألم لا يُحتمل حتى مع المورفين. أخبرني الدكتور مير أن الجراحة ستكون بعد ثلاثة أيام، لكنني لم أستطع الانتظار. كان لا بد أن أفعل شيئًا".
في لحظة قرار مصيرية، استقل لورينزو طائرة خاصة إلى مستشفى آخر لإجراء العملية الجراحية فورًا صباح اليوم التالي، بعد ساعات فقط، استيقظ من التخدير بألم أقل وذهن أكثر صفاء، وفكر مباشرة في العودة إلى "أسن"، لم يكن الأمر عقلانيًا بالنسبة للكثيرين، بمن فيهم والدته وفريقه الذين حاولوا ثنيه، لكنه أصرّ.
"ظنّوا أنني فقدت عقلي، لكنني كنت مقتنعًا أنني أستطيع فعلها"، يقول لورينزو.
عاد بالفعل إلى الحلبة، وبعد يومين فقط من كسر الترقوة وخضوعه للجراحة، شارك في السباق وأنهاه في المركز الخامس، متفوقًا على كل التوقعات، ولم يخسر سوى نقاط قليلة لصالح منافسه الرئيسي داني بيدروسا، الذي أنهى السباق في المركز الرابع.