ليلة إنجلترا الرائعة تترك توخيل في مأزق الاختيار

تحدث توماس توخيل مثل رجل أدرك أن أفضل ليلة في عهده مع منتخب إنجلترا ستأتي منذ اللحظة التي وصل فيها إلى بلغراد.
واستمع المدرب الألماني لأسئلة حول أساليبه بعد الفوز الصعب في تصفيات كأس العالم على أندورا يوم السبت - وهو الفوز الرابع على التوالي في المسابقات الرسمية، لكنه انتهى بآلاف المشجعين في فيلا بارك بالتصويت بأقدامهم قبل وقت طويل من النهاية.
وقال قبل مباراة صرييا "أرى ما أرى. أشعر بما أشعر. أنا مقتنع بأننا سنتحسن، ثم سنصبح أفضل فأفضل"، وردد هذه التصريحات وهو يستمتع بفرحة الانتصار 5-0 ليلة الثلاثاء.
وفي المقابل، أوفى فريق توخيل بهذا الوعد ــ بل وأكثر من ذلك ــ بأداء مذهل اكتسح به صربيا في معقله في بلغراد، حيث تم إسكات الجمهور المعادي المتوقع منذ صافرة البداية تقريبا بأداء سيطر عليه تماما.
وفي الليلة المثالية لتوخيل، لم يحقق الفوز الحاسم الذي وضع إنجلترا على بعد خمس نقاط فقط من التأهل لكأس العالم مع تبقي ثلاث مباريات فحسب، بل غادر بلغراد وهو يواجه صداعًا ممتعًا للغاية فيما يتعلق بالاختيار.
وأظهرت إنجلترا أخيرًا مهارة هجومية، حيث غاب عنها جود بيلينجهام لاعب ريال مدريد وبوكايو ساكا لاعب أرسنال، واللذان يُنظر إليهما كلاعبين أساسيين في التشكيلة الأساسية برأي معظم المراقبين. كما غاب عن التشكيلة كول بالمر، مهاجم تشيلسي، وفيل فودين، الذي يأمل في إعادة بناء مسيرته الدولية من خلال عروضه المميزة مع مانشستر سيتي.
وفي غيابهم، تألق نوني مادويكي بهدفٍ وأداءٍ فرديٍّ رائع. وقد ساهم الآن بخمسة أهدافٍ في تسع مبارياتٍ مع إنجلترا.
وبنى إليوت أندرسون على الانطباع الجيد الذي تركه في أول ظهور له أمام أندورا، فيما كان مورجان روجرز لاعب أستون فيلا بمثابة تأثير متزايد، حيث كان يتطلع إلى اللعب على أرضه في هذا المستوى النخبوي.
ويُنظر دائمًا إلى بيلينجهام على أنه الخيار الطبيعي لمركز صانع الألعاب رقم 10 في منتخب إنجلترا، لكن روجرز أثبت جدارته وأظهر لتوخيل أنه لديه بدائل إذا أراد الاستفادة منها.
كما تلقى أندرسون إشادة كبيرة من توخيل، حيث أظهرت الإحصائيات التأثير الذي أحدثه لاعب خط وسط نوتنغهام فورست أثناء تأقلمه مع كرة القدم الدولية.
وأكمل 182 تمريرة في أول مباراتين له مع منتخب إنجلترا - 107 منها ضد أندورا و75 أمام صربيا، وهو أعلى رقم للاعب وسط إنجليزي في أول مباراتين له مع المنتخب يسجله أوبتا منذ أغسطس/آب 2008.
ولم يضم تشكيل إنجلترا سوى أربعة لاعبين شاركوا في 25 مباراة دولية أو أكثر، في حين كان أربعة لاعبين آخرين في خانة العشرات.
وهي مباراة واحدة فقط، لكنها كانت بمثابة دفعة معنوية هائلة لتوخيل ونهجه. كانت فترة توليه المسؤولية بطيئة، لكن إنجلترا كانت في قمة تألقها في بلغراد.
وتعد مشكلة عانى منها أسلاف توخيل، وخاصة سفين جوران إريكسون، الذي اختار النجوم المتميزين وزج بأكبر الأسماء في فريقه، بعضهم مثل بول سكولز خارج موقعه على الجانب الأيسر، لكنه فشل في تحقيق النجاح.
وقال توخيل "أكرر أننا قدمنا معسكرًا رائعًا. الآن، عليّ اتخاذ بعض القرارات بشأن المراكز، لكن هذه هي كرة القدم الدولية. أثبت هؤلاء اللاعبون جدارتهم كل يوم في المعسكر، وكرر الفريق ذلك بأدائهم المميز".
وقال حارس مرمى منتخب إنجلترا السابق، بول روبنسون، لإذاعة بي بي سي "عندما يغيب عن الفريق أسماء كبيرة، يصبح النجم هو اللاعب. كان الفريق متحدًا وكان هناك تماسك كبير".
وأضاف "لقد نفدت كل الكلمات التي تُقال لإنجلترا. كل ما قاله توماس توخيل عما أراده من فريقه، نفّذوا ذلك ببراعة. كان هذا أداءً رائعًا ومؤثرًا للغاية".
وقال توخيل إنه استخدم معسكريه الأولين مع منتخب إنجلترا للتعلم، ولكن من الآن فصاعدا في المعسكرات الثالثة والرابعة والخامسة سيكون الأمر متعلقا بزيادة المنافسة، ثم تضييق نطاق تشكيلته.
لذا فلا عجب أن يكون مدرب منتخب إنجلترا مبتسما على نطاق واسع أثناء مغادرته المؤتمر الصحفي بعد الأداء الأكثر إرضاءً منذ توليه خلافة غاريث ساوثجيت
وأصبحت إنجلترا أول فريق يسجل خمسة أهداف في مباراة تنافسية خارج أرضه ضد صربيا.
وفازوا الآن بثمانية مباريات تنافسية متتالية، وحافظ حارس المرمى جوردان بيكفورد على نظافة شباكه للمرة السابعة على التوالي.
وضغطت إنجلترا جاهدة على صربيا وفشل أصحاب الأرض في تسديد أي من تسديداتهم الثلاث على المرمى، ليظل بيكفورد دون تصدي لأي فرصة.
وسددت إنجلترا 24 تسديدة، منها 12 على المرمى، بينما لمست الكرة 42 مرة داخل منطقة جزاء المنافس، بينما لم تلمس صربيا الكرة إلا أربع مرات فقط.
وسجل مادويكي وثنائي الدفاع إزري كونسا ومارك جوهي أول أهدافهم مع إنجلترا في ليلة تاريخية.
وصلت الأخبار الجيدة إلى إنجلترا وتوخيل، ويستطيع توخيل أن يلتهم تقريبًا الطعام الذي قدمته له هذه المباراة.
وتم تحذير المنتخب الإنجليزي من أن ملعب راجكو ميتيتش ذو الأجواء المثيرة سيكون أرضًا معادية، حيث يتعين على اللاعبين السير لمسافة 240 مترًا في نفق الملعب الشهير.
وبدلاً من ذلك، نجحت إنجلترا في إسكات جماهير صربيا منذ البداية، حيث سيطرت على الكرة، ولم تمنح هؤلاء المشجعين المنتظرين أي فرصة لزيادة حماسهم.
لقد كانت هناك بعض الحوادث المؤسفة، وتوقفت المباراة في الشوط الأول عندما تم تسليط أشعة الليزر الخضراء على كونسا، فيما اندلعت اشتباكات بين مشجعي الفريق المضيف في الشوط الثاني، حيث احتج بعض المشجعين ضد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش.
وتعرضت صربيا وجماهيرها المتحمسة للهزيمة منذ اللحظة التي وضع فيها قائد الفريق هاري كين إنجلترا في المقدمة، حيث أظهر الهداف التاريخي للمنتخب أنه لا يوجد منافسين جادين على مكانه بعد تسجيله هدفه رقم 74 في 109 مباريات دولية، وهو رقم قياسي رائع.
ولكن لم يواجه توخيل وإنجلترا مثل هذه المشاكل، حيث قدما أداءً مبهرًا وانتصارًا كبيرًا كان أنصارهما ينتظرونه منذ تعيينه.
وتحدث توماس توخيل مثل رجل أدرك أن أفضل ليلة في عهده مع منتخب إنجلترا ستأتي منذ اللحظة التي وصل فيها إلى بلغراد.
واستمع المدرب الألماني لأسئلة حول أساليبه بعد الفوز الصعب في تصفيات كأس العالم على أندورا يوم السبت - وهو الفوز الرابع على التوالي في المسابقات الرسمية، لكنه انتهى بآلاف المشجعين في فيلا بارك بالتصويت بأقدامهم قبل وقت طويل من النهاية.