ما هي فرص تيم ماير في الفوز برئاسة الاتحاد الدولي للسيارات؟

قد يكون الجانب الأكثر لفتًا للانتباه في ترشّح تيم ماير لرئاسة الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) هو مدى تشابه خطابه الانتخابي مع ذاك الذي قدّمه محمد بن سليم قبل أربع سنوات.
ماير نفسه أقرّ بذلك، خلال مؤتمر صحفي عُقد عشية سباق الجائزة الكبرى البريطاني.
قال ماير: "بنى محمد بن سليم حملته على مبادئ جيدة: دعم الأندية الصغيرة، الشفافية، والإصلاح. كانت الرسالة صحيحة، لكن التنفيذ لم يكن على المستوى المطلوب. بدلاً من الإصلاح، شهدنا فقط أداءً جيدًا هنا وهناك".
واتهم ماير الإدارة الحالية بقيادة بن سليم بـ"الخداع" وخلق "وهم التقدّم"، حتى إنه وصف التحسّن المالي الذي يتباهى به الرئيس الحالي بأنه غير حقيقي — وهو أمر قال إنه يعود للتحقيق فيه من قبل المحاسبين القانونيين.
اللعبة الانتخابية... معادلة أرقام لا مبادئ فقط
رغم أن تيم ماير يسعى للظهور كبديل إصلاحي، فإن نظام انتخابات FIA ليس ساحة متكافئة.
العملية قائمة على "قائمة" انتخابية كاملة يجب على المرشح تشكيلها، وتضم رئيسًا لمجلس الشيوخ، ونائبًا للرئيس، وسبعة نواب للرياضة، ونائبًا للسيارات والسياحة، يجب تمثيل مناطق مختلفة جغرافيًا، بما في ذلك أوروبا، أفريقيا، آسيا، الأمريكتين، والشرق الأوسط.
بهذا النظام، يستطيع الرئيس الحالي تأمين أصواته عبر ضمان دعم منطقة واحدة فقط، كما حدث في 2013 حين انسحب ديفيد وارد من سباق الرئاسة بعد إعلان 11 من أصل 12 نادياً في أمريكا الشمالية دعمهم لجان تود.
الاتحاد يضم 245 منظمة عضوة من 149 دولة، وكل دولة لها 24 صوتًا موزعة بين أندية التنقل وأندية الرياضة، ما يمنح بعض الدول ثقلاً انتخابيًا أكبر.
كارلوس ساينز... "حصان المطاردة"
أثبتت الأحداث أن ترشيح كارلوس ساينز الأب لم يكن جديًا، بل كان أقرب إلى "حصان المطاردة" — مصطلح سياسي يُستخدم للدلالة على مرشح غير جاد يُدفع إلى الواجهة لاختبار مدى المعارضة لمرشح قوي.
ساينز أرغم بن سليم على إعلان قوته من خلال إظهار دعم كبير، خاصة من أندية ناطقة بالإسبانية.
ماير نفى وجود أي تنسيق بين حملته وحملة ساينز، لكنه من خلال إعلان ترشحه رسميًا وتقديم برنامجه، تقدّم خطوة إضافية.
ومع ذلك، ما زال بحاجة إلى تشكيل قائمته الكاملة، وتجاوز عملية تدقيق "النزاهة المهنية" التي أقرّتها الجمعية العامة للاتحاد هذا الصيف.
حتى الآن، لم يُعلن عن أعضاء قائمته، رغم تردد أسماء مثل روبرت ريد (الذي استقال من منصبه كنائب رئيس للرياضة تحت إدارة بن سليم) وديفيد ريتشاردز، رئيس Motorsport UK، كمستشارين محتمَلين.
قال ماير: "أنا محظوظ بالحصول على نصائح عالية المستوى حول ما نحتاج إلى فعله. بعض المقاعد في القائمة لا تزال شاغرة، وقد أبقينا الحملة بعيدة عن الأضواء عمدًا:.
وأضاف أن الرئيسة التنفيذية السابقة للاتحاد، ناتالي روبين، التي غادرت المنصب في 2024 بعد فترة قصيرة، ستكون ضمن خياراته لإعادتها: "سأُعيدها غدًا لو أمكن".
"عهد إرهابي" وتصريحات لافتة
ماير لم يتردد في استخدام تعبيرات قوية، إذ وصف إدارة بن سليم بأنها "عهد إرهابي" — تعبير يعود إلى مرحلة عنيفة من الثورة الفرنسية، وهي مفارقة تاريخية مثيرة نظرًا لكون مقر FIA يقع في ساحة الكونكورد بباريس، حيث أُعدم الملك لويس السادس عشر وماري أنطوانيت.
الخطاب الناري وحده لا يكفي. فكما أشار ماير، فإن FIA ليست منظمة رياضية فقط، بل هيئة ذات نطاق واسع، يشمل قطاع السيارات والتنقل.
وبالتالي، فإن فوز أي مرشح يتوقف على مدى قدرته على إقناع الأندية الأعضاء بأنهم سيحصلون على قيمة أفضل مما يحصلون عليه الآن.
وقال ماير: "يجب أن تشعر الأندية بأن لها قيمة حقيقية في هذا النظام. محمد كان بارعًا في شرح ما يفعله لهم، لكن عليه أن يطبق ذلك فعليًا، على كل المستويات، داخل المنظمة وخارجها".
في النهاية، تبقى هذه الانتخابات لعبة أرقام، ومن يحسن إدارة هذه اللعبة هو من سيصل إلى القمة.