محمد علي.. المقاتل داخل الحلبة وخارجها

لم يكن محمد علي مجرد أسطورة في عالم الملاكمة، بل رمزًا عالميًا تجاوز حدود الرياضة، خاصة في زمن لم تكن فيه وسائل الإعلام تنتشر بسرعة كما اليوم.
كان أول رياضي يحظى بشهرة عالمية بهذا الاتساع، قبل زمن الإنترنت ووسائل التواصل.
إحدى أبرز محطات حياته كانت رفضه الانضمام للجيش الأمريكي خلال حرب فيتنام. ففي 14 مارس 1967، رفض علي توقيع بطاقة التجنيد، مؤكداً أنه لا يمكنه المشاركة في حرب لا يؤمن بها.
في يوم تجنيده الرسمي، رفض التقدم ثلاث مرات، مما أدى إلى محاكمته في هيوستن وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات وغرامة 10,000 دولار.
أُوقفت العقوبة مؤقتًا بانتظار الاستئناف، لكن عوقب بطرق أخرى: سُحبت رخصته وجُرّد من لقبه العالمي.
علي وصف الحرب بأنها "إبادة جماعية"، وسأل في أحد تصريحاته الشهيرة: "لماذا يُطلب مني قتل الفيتناميين، بينما يُعامل السود في لويزفيل كالكلاب"؟
رغم محاولاته لإعادة تصنيفه كوزير مسلم، قوبلت بالرفض. لكن في عام 1971، ألغت المحكمة العليا إدانته، ليصبح رمزًا للنضال من أجل العدالة والحرية، لا سيما في أوساط المعارضين للحرب.
سنوات لاحقة، قال علي: "لم أندم. لم أكن أريد أن أكون قائدًا، فقط أردت أن أكون حرًا. لم يكن الفقراء فقط من ذهبوا للحرب، بل كان هذا هو النظام: ابن الغني يدرس، وابن الفقير يُقاتل".
اليوم، تُعرض بطاقة التجنيد التي رفض توقيعها في مزاد كريستيز، بسعر متوقع بين 3 و5 ملايين دولار، بعدما انتقلت من عائلته إلى دار المزادات، وتُعرض حاليًا في مركز روكفلر في نيويورك.