مستقبل فاسور ولوكلير في فيراري تحت المراقبة

تمر فيراري بواحدة من أصعب الفترات في تاريخها الرياضي، مع موسم 2024 الذي بدأ بشكل كارثي على الرغم من الآمال الكبيرة المعقودة على مشروع 2025.
كان من المتوقع أن تقدم السيارة المُعاد تصميمها، المبنية على سيارة المقعد الواحد، أداءً مميزًا يسمح للفريق بالمنافسة على الفوز ومنصات التتويج، إلا أن الواقع كان مختلفًا تمامًا.
انضمام لويس هاميلتون إلى سكوديريا لم يُغير من الوضع، بل أضاف تحديات جديدة، حيث لم يتمكن الفريق الأحمر من تحقيق أكثر من فوز وحيد في أول ثمانية سباقات، كان الفوز في سباق السرعة في الصين بقيادة هاميلتون واحة وحيدة في صحراء الأداء الباهت.
أما شارل لوكلير، نجم الفريق، فقد حقق ثلاث منصات فقط، فيما تفوقت مكلارين بشكل واضح وابتعدت بفارق يقارب أربعة أعشار الثانية.
اللوائح الفنية الجديدة، التي تم تطبيقها أول مرة في جائزة برشلونة الكبرى لتقليل انثناء الأجنحة الأمامية، كانت من المتوقع أن تساعد في تحسين أداء فيراري، لكنها لم تحقق الأثر المرجو، مما زاد من أزمات الفريق.
في ظل هذه الظروف، تزايدت التكهنات حول مستقبل مدير الفريق فريديريك فاسور، الذي يُقال إن مستقبله قد يتوقف على نتائج السباقات الثلاثة القادمة، مع ضغوط لتسريع وتيرة تطوير السيارة التي لا تزال غير مكتملة.
تقارير إيطالية تحدثت عن احتمال رحيله إلى جانب احتمال مغادرة لوكلير، الذي فقد ثقته بالفريق بعد سنوات من الانتظار دون الحصول على سيارة تنافسية تحقق طموحاته.
صحيفة "إل كورييري ديلا سيرا" كشفت عن أسماء محتملة لخلافة فاسور، بينها أنطونيلو كوليتا، رئيس مشروع الفريق في بطولة التحمل والذي قاد فيراري للنجاح في سباق لومان 24 ساعة، بالإضافة إلى اسم كريستيان هورنر، رئيس فريق ريد بُل، الذي يبدو مرشحًا قويًا للمنصب.
أما لوكلير، فيبدو أن قلقه يتصاعد بسبب الأداء المتذبذب للفريق، مع وجود بنود في عقده تسمح له بالرحيل، خاصة إذا لم يتحسن الوضع مع بداية قواعد 2026 الجديدة.
هناك خشية من أن يبقى عالقًا مع فريق لا يستطيع منافسة الأندية الكبرى، بينما ترصد فرق مثل مرسيدس التي لم تجدد عقد جورج راسل، وريد بُل التي تمتلك فيرستابن بعقد طويل، فرصًا لتعزيز تشكيلتها.
من جهة أخرى، يعاني لويس هاميلتون من أزمة تكيف مع السيارة الحمراء، حيث ظهر عليه الإحباط مرات عدة بعد عدم قدرته على تحقيق أداء مرضٍ، حتى أنه أعجب بمنشور ينتقد وضع فيراري، مما أثار جدلاً داخل الفريق.
وتشير التقارير إلى أن علاقته مع الإدارة متوترة، فهو يشعر بعدم الاستماع إليه أو تقدير آرائه، ما يفاقم الأزمة.
باختصار، فيراري تواجه حالة من الضبابية وعدم الاستقرار الإداري والفني، مع تحديات كبيرة من الناحية البشرية والتقنية.
ومع اقتراب سباق الجائزة الكبرى الكندي، الجولة التاسعة من بطولة العالم للفورمولا 1، يبدو أن الفريق تحت ضغط هائل لإثبات جدارته واستعادة قوته.