مفاتيح النهضة الكروية ليوفيتش

مرت ست سنوات منذ أن دفع ريال مدريد 63 مليون يورو لضم لوكا يوفيتش، كان قد خاض للتو أفضل موسم في مسيرته الشابة، حيث سجل 27 هدفًا في 48 مباراة مع آينتراخت فرانكفورت، وفي سن 21 عامًا، انتقل إلى سانتياغو برنابيو في صيف 2019.
يوفيتش لم يرق إلى مستوى التوقعات في القميص الأبيض، وبعد أن عاد على سبيل الإعارة إلى آينتراخت فرانكفورت في 2021 لمدة ستة أشهر، انتهى به الأمر في فيورنتينا في صفقة انتقال مجانية في 2022.
ورغم أنه استعاد بعض غريزته التهديفية بتسجيل 13 هدفًا، إلا أنه لم يتمكن من استعادة بريقه، لينتقل إلى ميلان بعد عام.
نحو التهميش مع وصول جواو فيليكس وخيمينيز
وكنتيجة لوضعه في ميلان، لم يتحسن وضع يوفيتش، حيث تم تهميشه لصالح لاعبين آخرين.
في الموسم الحالي، عانى ميلان من تراجع في نتائجه في الدوري الإيطالي، مما أدى إلى إقالة المدرب باولو فونسيكا في نهاية ديسمبر/كانون الأول بعد ستة أشهر فقط من تعيينه.
حل محل فونسيكا المدرب سيرجيو كونسيساو، ومعه تعاقد ميلان مع جواو فيليكس والمهاجم المكسيكي سانتياجو خيمينيز في فترة الانتقالات الشتوية.
هذا الثنائي كان السبب في المزيد من التهميش ليوفيتش، الذي أصبح بعيدًا عن حسابات المدرب. لكن سرعان ما تغيرت الأمور بشكل جذري.
كونسيساو المضطرب يضرب النغمة الصحيحة
بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا وكأس إيطاليا، وبسبب تراجع ميلان في الدوري الإيطالي، أصبح كونسيساو هدفًا لانتقادات شديدة.
كان المدرب البرتغالي يبحث يائسًا عن وسيلة تتيح له مغادرة الفريق بأفضل صورة ممكنة، وظهر أن تلك الوسيلة كانت من خلال تغيير تكتيكي أدى إلى منح يوفيتش فرصة جديدة.
في المباريات الثلاث الأخيرة، انتقل يوفيتش من مقاعد البدلاء إلى التشكيلة الأساسية، مما أدى إلى استبعاد تامي أبراهام، الذي تم التعاقد معه في بداية الموسم، إضافة إلى جواو فيليكس وخيمينيز، بعد أن تراجع مستوى الأولين، خاصة في مباراة نابولي التي خسرها ميلان 2-0 في أول 20 دقيقة.
أربعة أهداف في خمس مباريات
وفي النهاية، ثبت كونسيساو على قرار الدفع بيوفيتش الذي ساعد الفريق في الفوز بهدفه (2-1) في المباراة ضد نابولي.
وفي اليوم التالي، كرر يوفيتش تاريخًا مشابهًا في مباراة فيورنتينا، حيث دخل كبديل بعد أن تأخر ميلان 2-0، ليتمكن من إدراك التعادل 2-2.
منحه كونسيساو مكانًا أساسيًا ضد أودينيزي (الذي انتهت بفوز ميلان 0-4)، وأيضًا في مباراة أتالانتا (التي انتهت بهزيمة ميلان 0-1).
ورغم عدم تسجيله أهدافًا في تلك المباراة، إلا أن كونسيساو أبقى ثقته في يوفيتش في مباراة إياب نصف نهائي كأس إيطاليا ضد إنتر ميلان.
عودة قوية مع هدفين في كأس إيطاليا
في مباراة الذهاب ضد إنتر (1-1)، لم يُمنح يوفيتش أي فرصة للعب، لكنه في مباراة الإياب أظهر مهاراته بشكل رائع وسجل هدفين برأسيتين ليمنح ميلان التقدم 3-0، قبل أن يضيف تيجاني رايندرز الهدف الثالث.
لقد استعاد يوفيتش، الذي سجل أربعة أهداف في آخر خمس مباريات، ثقته وجاء بمستوى لافت في منطقة الجزاء، رغم أن كونسيساو لا يضعه كمهاجم صريح بل كمهاجم خلفي، تمامًا كما كان في آينتراخت فرانكفورت خلف سيباستيان هالر.
التحول الجسدي والعقلي
أشاد المدرب البرتغالي كونسيساو بلاعبه بعد التأهل إلى نهائي كأس إيطاليا، مشيرًا إلى التزام يوفيتش ومهاراته.
وأوضح أن أحد الأسباب الرئيسية وراء تحسن أداء اللاعب هو أنه فقد بعض الوزن، وهو ما أصبح ملحوظًا ليس فقط في مظهره الجسدي بل أيضًا في أدائه الكروي.
من الواضح أن يوفيتش استعاد دوافعه وأصبح أكثر تركيزًا من الناحية العقلية، كما كان في بداياته، وبات الحديث في ميلانو يدور حول إمكانية تجديد عقده، الذي سينتهي في 30 يونيو المقبل.