من هيريرا إلى إنريكي: إرث برشلونة في صناعة مدربي الأبطال

يُعد نادي برشلونة أكثر الأندية تتويجًا بجوائز الكرة الذهبية، حيث حصد لاعبوه ولاعباته 12 كرة ذهبية، من بينهم 8 لليونيل ميسي، و2 لأليكسيا بوتياس، و2 لأيتانا بونماتي.
لكن إنجازات النادي لا تقتصر على اللاعبين فحسب، بل تمتد أيضًا إلى المدربين. فبرشلونة كان منصة الانطلاق لثلاثة مدربين فازوا لاحقًا بثلاثيات تاريخية (الدوري، الكأس، ودوري الأبطال): بيب غوارديولا، ولويس إنريكي، وأخيرًا، وبعد تتويج باريس سان جيرمان في 2025، انضم إنريكي رسميًا لقائمة من فازوا بدوري الأبطال مع نادٍ آخر بعد تدريب برشلونة.
السابقة التاريخية: هيلينيو هيريرا
كان أول من فتح هذا الباب هو المدرب الأسطوري هيلينيو هيريرا (1910–1997)، المعروف بلقب "الساحر"، والذي امتلك تأثيرًا قويًا بفضل براعته في علم النفس الرياضي أكثر من أفكاره التكتيكية.
بعد مروره على عدد من الأندية، تولى تدريب برشلونة بين 1958 و1960، في مرحلة انتقالية شهدت نهاية عهد كوبالا وبروز لويس سواريز ميرامونتس، إلى جانب كوكبة من النجوم مثل كوتشيس، تشيبور، إيفاريستو، وإيلوجيو مارتينيز.
تُوّج هيريرا بكأس المعارض عام 1958، والدوري عامي 1959 و1960، وكأس إسبانيا عام 1959 بعد الفوز على ريال مدريد، لكنه أقيل عقب الخروج من نصف نهائي كأس أوروبا أمام الغريم نفسه.
ومع ذلك، كان قد وقّع بالفعل مع إنتر ميلان، آخذًا معه سواريز لبناء "الإنتر العظيم"، الذي سيُتوَّج لاحقًا بكأس أوروبا عامي 1964 و1965، وينتقم من ريال مدريد على طريقه.
بيب غوارديولا: التتويج مجددًا خارج كتالونيا
بعد 58 عامًا، أصبح بيب غوارديولا ثاني مدرب سبق له تدريب برشلونة ينجح في التتويج بدوري الأبطال مع نادٍ آخر، فبعد أن قاد برشلونة إلى المجد الأوروبي مرتين (2009 و2011)، فشل في تكرار النجاح مع بايرن ميونيخ، قبل أن يحقق الثلاثية الثانية في مسيرته عام 2023 مع مانشستر سيتي، عقب فوزه في النهائي على إنتر ميلان بهدف نظيف.
لويس إنريكي: ثلاثية جديدة ومجد أبدي في باريس
لويس إنريكي، الذي قاد برشلونة إلى ثلاثية تاريخية عام 2015 (بفوز 3-1 على يوفنتوس في النهائي)، عاد ليحقق إنجازًا مماثلًا بعد 10 سنوات، ولكن هذه المرة مع باريس سان جيرمان.
في 31 مايو 2025، قاد الفريق الباريسي إلى أول لقب دوري أبطال في تاريخه، بعد فوز ساحق على إنتر 5-0، في نهائي يُعد من بين الأكبر في البطولة، ليصبح ثالث مدرب يحقق المجد الأوروبي بعد مسيرته في برشلونة.
وقد يكون إنريكي اليوم أعظم مدرب في تاريخ باريس سان جيرمان، ليس فقط بسبب اللقب الأوروبي، بل لأنه أعاد تشكيل هوية الفريق وقيادته نحو ثلاثية تاريخية أخرى.
لويس فان غال ومورينيو: تجربة لم تكتمل
من جانب آخر، يبقى لويس فان غال مثالًا على المدرب الذي لم يستطع نقل نجاحه الأوروبي إلى برشلونة، رغم فوزه بدوري الأبطال مع أياكس عام 1995.
وخلال فترتيه مع برشلونة (1997–2000 و2002–2003)، لم يحقق اللقب القاري، وفي عام 2010 خسر النهائي كمدرب لبايرن ميونيخ أمام إنتر مورينيو، الذي كان قد عمل مساعدًا له في كامب نو.