مونديال السلة.. شرودر يوقد شعلة نوفيتسكي بذهبية تاريخية
من رجل تعرّض لسيل من الانتقادات في ألمانيا قبل أعوام معدودة إلى قائد حقيقي، لمع صانع الألعاب دنيس شرودر مع "دي مانشافت" ورفع معه لقب كأس العالم لكرة السلة للمرة الأولى في تاريخه، بعد الفوز على صربيا العريقة في نهائي مانيلا أمس الأحد.
بدأ مشوار تتويج المنتخب الألماني بلقب المونديال، على حدّ تعبير مدرّب المنتخب جوردون هربرت عام 2021، بعدما استلم مهام قيادة الجهاز الفني وقرّر لقاء شرودر، أحد أفضل لاعبي السلّة الألمانية آنذاك.
وقال هربرت بعد الفوز في النهائي: "تحدّثنا 3 أو 4 ساعات. أدركت التزامه تجاه زملائه في الفريق وبلاده".
قرّر المدرب الكندي أن يجعل شرودر الذي يلعب في دوري كرة السلة الأمريكي قائد المنتخب الجديد.
ووصف هربرت هذا القرار بأنّه "أحد أفضل القرارات التي اتخذتها"، مشيرا إلى أنّ شرودر يستحق الاحترام بنسبة 100% لما يفعله ويقدّمه للفريق.
وأضاف المدرّب خلال مؤتمر صحفي وشرودر جالس إلى جانبه: "إنه يفكر قبل كل شيء في الفريق".
ومع شرودر نفسه، أحرزت ألمانيا المركز الثالث في كأس أوروبا عام 2022 التي شاركت برلين في تنظيمها، إلا أنّ القائد أراد أكثر من ذلك.
وقال شرودر: "عند وصولنا إلى نهائيات كأس العالم في أوكيناوا (حيث كانت ألمانيا تلعب دور المجموعات)، سألَنا المدرب عن هدفنا. أجاب جميع اللاعبين (ميدالية). لكنني قلت (الميدالية الذهبية)".
الردّ على المشككين
بالفعل طابق شرودر أقواله مع الأفعال، إذ قدّم أداء رائعًا خلال مونديال 2023، وبشكل خاص في المباراة النهائية أمام صربيا، حيث سجّل 28 نقطة بما فيها آخر 5 نقاط لفريقه في المباراة.
وكان شرودر قد تعرّض لحملة انتقادات واسعة بعد فوز ألمانيا الصعب على لاتفيا 81-79 في مواجهة ربع النهائي، عندما عانى من إحدى أسوأ مبارياته مسجلا 9 نقاط، حيث نجح في 4 تسديدات فقط من أصل 26 محاولة وصفر ثلاثيات من أصل 8 محاولات.
إذ أثبت خلال مواجهتي نصف النهائي والنهائي أحقيته بنيل جائزة أفضل لاعب في البطولة.
ويأتي نجاحه الدولي منقطع النظير بعد موسم معقد في الدوري الأمريكي مع لوس أنجلوس ليكرز، ما دفع الأخير للتخلي عنه.
انتقل صانع الألعاب المهاري والسريع إلى تورونتو رابتورز لمواصلة مسيرته في أمريكا الشمالية، حيث لعب مواطنه وأسطورة اللعبة في ألمانيا ديرك نوفيتسكي طوال 20 عامًا مثّل فيها دالاس مافريكس والمنتخب الألماني.
وكتب نوفيتسكي على حسابه في منصة إكس (تويتر سابقًا): "أبطال العالم! غير واقعي! يا له من فريق!".
ويقول شرودر عن قائد منتخب ألمانيا السابق، الذي تجمعه به "علاقة جيدة للغاية": "عندما كنت أصغر سنا، لم يكن مثلي الأعلى، لأنني كنت أميل أكثر إلى لاعبين ككريس بول وتوني باركر".
إلا أنّه يتابع ليقول: "عندما وصلت إلى الدوري الأمريكي (عام 2013)، قال لي (خذ رقمي، اتصل بي إذا كنت بحاجة إلى أي شيء)".
وفيما لم يتوّج نوفيتسكي، المحاط بمجموعة أقل موهبة، بأي لقب كبير مع ألمانيا، واكتفى معه ببرونزية مونديال 2002 وفضية كأس أوروبا 2005، إلا أنّ شرودر قاد ألمانيا إلى القمة العالمية.