ميسي يواجه باريس سان جيرمان لأول مرة: ذكريات باهتة

في مشهد استثنائي، يستعد ليونيل ميسي لمواجهة فريقه السابق باريس سان جيرمان، لأول مرة في مسيرته، ضمن دور الـ16 لكأس العالم للأندية.
مواجهة ليست عادية بالنسبة للأرجنتيني، بل تحمل طابعًا عاطفيًا خاصًا، إذ سيلاقي الفريق الذي شهد أسوأ فتراته على الصعيد الشخصي والرياضي.
خلال موسمين في باريس (2021–2023)، خاض ميسي 75 مباراة وسجل 32 هدفًا فقط، بمعدل أقل من هدف كل مباراتين، وهو رقم غير مألوف في مسيرته الحافلة. بعيدًا عن الأرقام، كانت تجربته في العاصمة الفرنسية غير مريحة له ولعائلته، حيث صرّح مؤخرًا: "قضيت عامين لم أكن سعيدًا فيهما، لا في التدريبات ولا في المباريات. لم أشعر أبدًا بالراحة، كان من الصعب جدًا التأقلم".
توتر مع الجماهير
رغم الترحيب الكبير عند وصوله، تغيّر موقف جماهير باريس لاحقًا، وبدأت معاملة ميسي تتخذ طابعًا عدائيًا، يقول النجم الأرجنتيني: "لم تكن نيتي أبدًا الاصطدام مع الجماهير، لكن ما حدث يذكرني بما جرى مع مبابي ونيمار. هذا أسلوبهم، وقد واجهته".
تألق دولي.. وخيبات محلية
المفارقة أن فترة ميسي الباهتة مع باريس سان جيرمان، كانت في المقابل من أنجح فتراته مع منتخب الأرجنتين، إذ توّج بكوبا أمريكا (2021)، ثم كأس العالم في قطر (2022)، وكأس الأبطال بين القارات في نفس العام.
أما مع ناديه الفرنسي، فقد اكتفى بلقبين في الدوري ولقب كأس السوبر، وفشل في تجاوز دور الـ16 في دوري الأبطال مرتين متتاليتين.
النهاية المرة
وصلت الأمور إلى ذروتها في مايو 2023، بعد خسارة باريس أمام لوريان، وسفر ميسي إلى السعودية في رحلة ترويجية مؤجلة، النادي اعتبرها "تغيبًا دون إذن"، ففرض عليه غرامة وأوقفه عن التدريبات.
في الخلفية، كان ملف تجديد عقده معلقًا، رغم ضغط الجانب القطري لتمديد التعاقد، طلب والد ميسي (خورخي) ضمانات حول مشروع النادي الرياضي، وهو ما لم يقتنع به النجم الأرجنتيني، فاختار الرحيل.
حادثة الغياب عن التدريب كانت غير مسبوقة في مسيرة ميسي، وقدّم لاحقًا اعتذارًا عبر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الضرر كان قد وقع، لتُغلق بذلك صفحة باهتة في مسيرته، شوهها بعض الألتراس بتصريحات مسيئة، وتوترات في غرفة الملابس، وانعدام الثقة مع الإدارة.
وداع غير مُعلن.. وتحية لاحقة
بعد عام تقريبًا، بعث باريس سان جيرمان رسالة تهنئة لميسي بمناسبة عيد ميلاده الـ38: "عيد ميلاد سعيد يا ليو! نراك يوم الأحد".
رسالة قصيرة، لكنها تختزل تاريخًا معقدًا.
الخليفي: "لن أنسى ما قدمه ميسي"
وفي تعليقه الأخير بعد فوز باريس بلقب دوري أبطال أوروبا تحت قيادة لويس إنريكي، لم يُغفل رئيس النادي ناصر الخليفي دور النجوم السابقين، حيث قال: "أشكر جميع من ساهموا في مشروعنا، من باستوري إلى زلاتان وتياغو سيلفا وكافاني... وأشكر ميسي ونيمار ومبابي على ما قدموه. لن أنسى دورهم في نجاح النادي".
بداية جديدة في ميامي
اليوم، يعيش ميسي فصلًا جديدًا أكثر إشراقًا مع إنتر ميامي، حيث وجد راحته واستقرار عائلته. أما الأحد، فستكون لحظة مواجهة الذات، واسترجاع التجربة الباريسية بمزيج من المرارة والحنين، لكنها مواجهة قد تكون أيضًا مناسبة للإغلاق الهادئ لملف مضطرب، لم يُكتب له النجاح.