نهائي لا يمكن تصوره لأسينسيو

ليست هذه المباراة النهائية الأولى في مسيرة أسينسيو مع ريال مدريد، لكنها بلا شك الأشد مفاجأةً وإثارةK ليس لأنه لم يتخيل يوماً خوض نهائي كأس الملك، بل لأن الطريقة التي بلغ بها هذه اللحظة تجعله يعيش حلمًا غير متوقع.

لقد وصل إليها بسرعة، وبقدر كبير من الجدارة، مع فريق بحجم ريال مدريدK ويكفي لتقدير هذا الإنجاز أن نتذكّر أن أسينسيو، قبل ثلاث سنوات فقط، كان يخوض نهائي كأس الشباب.

في عام 2022، كان لا يزال يُلقب بـ"الطفل"، يلعب مع فريق الشباب، أما اليوم فهو يستعد لنهائي "الكبار" في 2025، بل وأمام الغريم التقليدي برشلونة.

في السادس عشر من أبريل عام 2022، وكان عمره آنذاك 19 عاماً، شارك أسينسيو في نهائي كأس الشباب بقميص ريال مدريد تحت 19 سنة، على ملعب "أنكسو كارو" في لوغو، أمام إسبانيول.

لعب كأساسي وشكّل ثنائياً صلباً في خط الدفاع الثلاثي إلى جانب كاييخا (الذي يمثل الآن ريال مدريد C) ومارفل (لاعب قرطبة)، ورافقهم على الأطراف أليكس خيمينيز (ميلان) وأوبرادور (ديبورتيفو لاكورونيا)، ضمّ الفريق أيضاً أسماءً مثل جونزالو، ومانويل أنخيل، وبينيرو، الذين يلعبون حالياً مع فريق كاستيا.

رغم التأخر في النتيجة، عاد الفريق في الوقت الإضافي، وتُوج أسينسيو باللقب، وها هو اليوم على بُعد خطوة من تكرار الإنجاز، لكن في مسرح مختلف وبوزن أكبر.

وبحسب المؤشرات، فمن المتوقع أن يكون أسينسيو ضمن التشكيلة الأساسية لكارلو أنشيلوتي في نهائي كأس الملك المرتقب على ملعب لا كارتوخا.

فقد أثبت جدارته إلى جانب روديغر في قلب الدفاع، وصمد أمام عودة ألابا، واستفاد أيضاً من غياب كامافينغا، مما يُبعد فكرة إشراك تشواميني مجددًا في الخط الخلفي.

كل هذه الظروف تجعل من أسينسيو المرشح الأبرز ليبدأ اللقاء، في تتويج مستحق لمسيرة صاعدة بدأت قبل ستة أشهر فقط.

منذ إصابة ميليتاو في نوفمبر الماضي، ظهر أسينسيو بشكل مفاجئ في الفريق الأول، وسرعان ما نال ثقة أنشيلوتي، بل ونال أيضًا ثقة الإدارة التي سارعت إلى تجديد عقده، كما أوردت صحيفة "ماركا".

في كل "نهائي".. كان حاضراً

هذه المباراة ستكون الأولى التي يشارك فيها أساسياً في نهائي مع الفريق الأول، بعد أن شارك كبديل في كأس الإنتركونتيننتال وكأس السوبر الإسباني، لكن منذ تلك المشاركات، ازدادت قيمته تدريجياً، حتى أصبح عنصراً أساسياً في جميع مباريات دوري الأبطال ضد مانشستر سيتي، أتلتيكو مدريد، وأرسنال. ستة "نهائيات" خاضها دون تردد من أنشيلوتي، ويبدو أن المدرب سيمنحه الفرصة ذاتها يوم السبت في لا كارتوخا.

أسينسيو الذي خاض 37 مباراة مع الفريق الأول منذ ظهوره الأول في 9 نوفمبر الماضي أمام أوساسونا، يقترب اليوم من لحظةٍ خاصةٍ قد تُغلق دائرة بدأت في نهائي الشباب.. وتنتهي في نهائي الحلم أمام برشلونة.