الأحواض السريعة تشعل منافسة السبّاحين في ريو
مع اقتراب أولمبياد ريو 2016 قد يبدو غريبا للمهتمين بمنافسات السباحة أن يطالعوا وصف بعض الأحواض بأنها "سريعة" في حين أنها تبدو متشابهة.
وبينما يزرع المدربون في عقول مواهبهم الشابة فكرة أن السباحين الذين يتميزون بالسرعة يجعلون أحواض السباحة أسرع إلا أن بعض الأحواض أسرع بالفعل من أحواض أخرى حتى مايكل فيلبس يصبح أسرع بفضل العلم.
وبعدما أخفق السباحون البريطانيون في أولمبياد لندن 2012 وفي بطولة العالم التي تلتها ألمح المدرب بيل فورنيس إلى أن حوض السباحة القياسي الأولمبي حال دون تحقيق فريقه نتائج طيبة لأن الحوض "سريع للغاية".
وفتح هذا التلميح الباب أمام عناوين ساخرة تقول بأن السباحين كانوا يتدربون "في النوع الخاطئ من المياه."
وحوض السباحة الأولمبي الجديد الذي يبلغ طوله 50 مترا في ريو سريع للغاية لدرجة تجعله مثل سيارة فيراري بين سيارات عائلية.
وصمم هذا الحوض باستخدام تقنيات حديثة تعمل على امتصاص الطاقة في الحارات وتراعي صرف مياه الأمواج الناجمة عن حركة السباحين بطريقة جيدة اضافة الى معايير أخرى خاصة بعمق الحوض ودرجة حرارة المياه لمساعدة أفضل سباحي العالم على الوصول إلى سرعة لم يبلغوها من قبل.
وقال البريطاني كريس ووكر هيبورن الفائز بميدالية ذهبية في سباق التتابع المتنوع أربعة في مئة متر لرويترز خلال حدث نظمته شركة أديداس "قبل سنوات طويلة عندما كانت هناك مصارف مياه تقليدية على جوانب أحواض السباحة .. كانت الأمواج ترتد وتصطدم بك."
وأضاف "ذلك كان مفهومي لأحواض السباحة البطيئة آنذاك."
وتابع "في كل أحواض السباحة الان هناك نظام لصرف المياه التي تخرج من الحوض لذا فأنت لن تعاني بصورة أكبر اذا كنت في الحارة الثامنة مقارنة بباقي السباحين في الحارات الأخرى."
واعتبر حوض السباحة في مجمع الألعاب المائية في بكين هو الأسرع في العالم بعدما شهد تحطيم 25 رقما قياسيا عالميا في أولمبياد 2008 وساهمت عوامل عدة في ذلك.
ولعبت ملابس السباحة القديمة المحظورة حاليا والمزودة بتكنولوجيا فائقة والتي ارتداها فيلبس خلال فوزه بثماني ميداليات ذهبية دورا كبيرا في هذا التألق لكن حوض السباحة كان كذلك أعرض وأعمق بنسبة كبيرة مقارنة بالحوض الذي استضاف منافسات أولمبياد أثينا 2004.
ولابد من أن تتراوح درجة حرارة المياه – التي تصل إلى 3.7 مليون لتر في الحوض - بين 25 و28 درجة مئوية. فإذا كانت دافئة أكثر من اللازم يمكن للجسد أن يتراخى بصورة أكبر من المطلوب. وإذا كانت باردة أكثر من اللازم فإن العضلات قد تكون مشدودة.
والاضاءة والجمهور ومستوى الصوت عوامل تساعد في خلق أجواء تؤثر في الجانب الذهني. وفي ريو سيكون الصف الأمامي من المقاعد على بعد 10 أمتار فقط من حوض السباحة.
وقال السباح البريطاني آدم بيتي – الذي سجل زمنا قياسيا عالميا في سباق 100 متر لسباحة الصدر بلغ 57.92 ثانية في لندن العام الماضي – إن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا لأن السباحين يعرفون انهم مقبلون على السباحة في أحواض حديثة جدا.
وقال بيتي بعد بطولة اوروبا هذا العام "الأمر متعلق بفكرة أكثر من أي شيء اخر. فكرة المشاركة في الأولمبياد وأنت أحد أفضل السباحين في العالم وحوض السباحة هذا هو الفكرة."
وأضاف "يبدو الأمر مجازيا ولكن في كل مرة أرى حوض السباحة (بلندن) أريد فقط أن أكون الأفضل في العالم."