السيارة التي تعمل بمياه الصرف الصحي هل تصبح حلاً مستدامًا لرياضة السيارات؟
في حين تحاول رياضة السيارات تقليل انبعاثات الكربون وتصبح أكثر استدامة من الناحية البيئية، ربما توصلت مجموعة من المهندسين إلى حل جديد، وقد تم العثور على هذا الحل في النفايات البشرية.
وتم تطوير نموذج أولي لسيارة سباق مصنوعة من مواد مستدامة، تعمل بواسطة، مياه الصرف الصحي.
أو بالأحرى، تكنولوجيا معالجة مياه الصرف الصحي التي تنطوي على ميكروبات تتغذى على النفايات وتنتج الهيدروجين كمنتج ثانوي، وهذا الهيدروجين هو الذي ينتج الوقود للسيارة.
وتقف وراء النموذج الأولي مجموعة وارويك للتصنيع (WMG)، التي تضم طلابًا من جامعة وارويك، حيث تعمل على استخدام تكنولوجيا معالجة مياه الصرف الصحي التي يتم تجربتها في شركة Severn Trent Water.
ويعتقدون أن السيارة قد تصبح متاحة للاستخدام في السوق خلال خمس سنوات فقط، على الرغم من أنهم يعترفون بأن هناك عقبات كبيرة لا تزال بحاجة إلى التغلب عليها.
وقال الدكتور جيمس ميريديث، كبير المهندسين في WMG، لهيئة الإذاعة البريطانية "لقد كان هناك دفع حقيقي للسيارات الكهربائية ومن الواضح تمامًا أنه يجب أن يكون هناك نوع آخر من الطاقة في المزيج أيضًا، لذلك يلعب الهيدروجين دورًا".
وأوضح "إن هذا الاختراع نتاج فترة طويلة من البحث. إن خلية التحليل الكهربائي الميكروبية هي في الأساس جهاز يستخدم لتنظيف المياه، وتنمو الميكروبات على ألياف الكربون المعاد تدويرها، فتتغذى على مياه الصرف الصحي. وخلال هذه العملية، تنتج الميكروبات الهيدروجين كمنتج ثانوي".
وستستخدم شركة WMG السيارة لمحاولة تحطيم العديد من أرقام السرعة الأرضية، بما في ذلك أسرع انطلاقات ثابتة وتحليقية على مسافة ميل وكيلومتر واحد.
ويأمل الدكتور ميريديث أن تنتج تكنولوجيا الهيدروجين نفس القدر من الطاقة الذي ينتجه البنزين. ولكن التحدي، وخاصة عند تطوير سيارة مناسبة للسباقات، يتمثل في تقليص حجم خزانات التخزين.
وأضاف أن "الهيدروجين وقود جيد، فهو يحترق بشكل نظيف، لقد بدأنا في توسيع نطاق العملية ونرى ما يمكننا القيام به على نطاق صناعي".
وأوضح "لذا، فيما يتعلق بتشغيل السيارة بالهيدروجين في سباق، فإن التحدي الأكبر مع الهيدروجين هو شكل خزانات التخزين ومدى الحجم الذي تشغله."
واتخذت الفورمولا 1 خطوات نحو جعل الرياضة أكثر استدامة في السنوات الأخيرة، بعد أن أعلنت في عام 2019 أنها تأمل في أن تصبح خالية من الكربون بحلول عام 2030.
ويتضمن ذلك محركات أكثر كفاءة وتعديلات على التقويم لتقليل مسافة نقل البضائع بالطائرة.
في عام 2026 سيتم تقديم لوائح جديدة، تشمل سيارات أصغر وأكثر رشاقة ووقود مستدام بنسبة 100%.
في شهر نيسان، ستتحول سلسلة سباقات السيارات الكهربائية Extreme E من السيارات الكهربائية إلى السيارات التي تعمل بالهيدروجين، وستُطلق على نفسها اسم Extreme H.
وأعلنت شركة بي إم دبليو الألمانية لصناعة السيارات عن خططها لطرح سيارة تعمل بالهيدروجين للاستخدام المنزلي للبيع اعتباراً من عام 2028.