المعدن الأسود في كرة القدم: حكاية داريو دوبوا
داريو دوبوا، الذي وُلِد في 2 فبراير 1972 وتوفي في 17 مارس 2008، كان لاعب كرة قدم مميزاً في أندية ضواحي بوينس آيرس الكبرى.
عرّف نفسه بطريقة طريفة، قائلاً: "بالنسبة لـ A أنا غير موجود، بالنسبة لـ ناسيونال B لا أعمل، في B أنا لاعب جيد، في C أنا جيد جداً، وفي D أنا أفضل مدافع".
ورغم أنه كان يمكن أن يمر دون أن يُلاحَظ، إلا أن شغفه وحبه للموسيقى، وخاصةً أسلوب "البلاك ميتال"، جعلاه يبرز عن غيره.
تكريم "المعدن الأسود"
في عالم كرة القدم القاسي، حيث تتلاشى الأحلام مع مرور الوقت، كان دوبوا يسعى للتميز.
في أحد الأيام، قرر رسم وجهه بطريقة غريبة قبل مباراة لفريق أتلتيكو فيروكاريل ميدلاند، لقد استخدم المكياج الأبيض والأسود للتعبير عن شغفه بالموسيقى، وكرر ذلك لمدة 13 مباراة حتى حظر الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم هذا السلوك.
مسيرته الكروية
لعب دوبوا بين عامي 1994 و2005 لأندية مثل يوبانكي، ولوغانو، وميدلاند، وديبورتيفو ريسترا.
سجل 13 هدفاً في 146 مباراة، وكان يعتبر كرة القدم وسيلة للبقاء على قيد الحياة، بينما كان شغفه الحقيقي هو الموسيقى.
أخبرته شقيقته أليخاندرا أنه لم يشعر بالانتماء للأندية التي لعب لها، بل مارس كرة القدم من أجل التدريب البدني المجاني.
تحديات في عالم كرة القدم
كان دوبوا مغتاظاً من فساد النظام في عالم كرة القدم، في إحدى المباريات، تلقى بطاقة صفراء مزدوجة وأغضبه ذلك لدرجة أنه طارد الحكم في الملعب.
وعندما كان مع فريق لوغانو، حاول تغطية شعار الراعي بسبب عدم دفعه لمستحقاته، مما جعل النادي يرغب في إيقافه، لكنه حصل على مستحقاته في النهاية.
الإصابة والتقاعد
في عام 2005، أُجبر دوبوا على الاعتزال بسبب إصابة تمزق الرباط الصليبي، حيث لم يرغب ناديه في تغطية تكاليف العلاج.
لكن مأساة حياته حدثت في مارس 2008، عندما تعرض لمحاولة اعتداء في أحد الأماكن التي كان يعمل فيها كمشغل صوت، مما أدى إلى مقتله برصاصة في ساقه وأخرى في بطنه بعد معاناة استمرت أسبوعين.
قال ذات مرة: "أنا مهرج يرسم وجهي، لكنه يقتل من أجل قميصي".
رغم غرابته، ترك داريو دوبوا أثراً كبيراً في عالم كرة القدم، حيث جسّد روح "المعدن الأسود" في كل مباراة لعبها.