ماركو فيراتي وحلم برشلونة الضائع: قصة انتقال لم تكتمل

كرة القدم لحظات فارقة، وغالبًا ما يكون التردد أو التوقيت الخاطئ كافيًا لتغيير مسار لاعب بالكامل، بين النجاح والفشل، وبين الوعود والتنازلات، وُلدت العديد من الصفقات… بعضها تحقق، وأخرى بقيت حلمًا، مثل صفقة ماركو فيراتي وبرشلونة.
في صيف 2017، بدا أن فيراتي يقترب من ارتداء قميص برشلونة، حيث رآه النادي الكتالوني الخليفة المثالي لتشافي هيرنانديز.
أبدى برشلونة استعدادًا لدفع ما يقارب 100 مليون يورو للحصول على توقيعه من باريس سان جيرمان، لكن الصفقة لم تكتمل. السبب؟ معركة خفية بين الولاء، والإغراءات، والضغوط من جميع الأطراف.
وكشف وكيل أعماله السابق، دوناتو دي كامبلي، في حديثه لصحيفة *ليكيب* (فبراير 2021) أن باريس سان جيرمان استغل نفوذه لإبقاء اللاعب، قائلاً: "قالوا له: سنجلب نيمار، وسنجدد عقدك، لكن عليك طرد وكيل أعمالك"، وهذا ما حدث بالفعل.
وفي مفارقة تاريخية، بعد أسابيع فقط، دفع النادي الباريسي الشرط الجزائي لنيمار، 222 مليون يورو، ليخطف النجم البرازيلي من برشلونة، ويُنهي تمامًا حلم فيراتي في الانتقال إلى "كامب نو"، وبدلاً من ذلك، أغرقه باريس بالذهب، وأبقاه في "القفص الذهبي".
"البومة الصغيرة" (Le petit hibou) كما يُلقّب، لعب 416 مباراة مع باريس سان جيرمان على مدار 11 موسمًا، ليُصبح ثاني أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ النادي.
قدم 11 هدفًا و61 تمريرة حاسمة، وكان عنصرًا ثابتًا تحت قيادة عدة مدربين كبار، من أنشيلوتي إلى بوتشيتينو، لكن كل شيء تغيّر بوصول لويس إنريكي، الذي أخبره صراحة بأنه لا يدخل ضمن خططه للمستقبل.
في سبتمبر 2023، غادر فيراتي إلى نادي العربي القطري، بعدما قرر باريس أنه استنفد كل ما يمكن أن يقدمه.
وقال ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان: "سيظل دائمًا جزءًا من تاريخ نادينا".
لكن الحلم المحبط خلّف ضحايا: خسر برشلونة صفقة "تشافي الجديد" بعد أن تصدرت صور فيراتي أغلفة الصحف الإسبانية أثناء عطلته في إيبيزا؛ وخسر وكيله وظيفته؛ بينما فقد برشلونة نيمار في واحدة من أكثر الصفقات جدلًا في تاريخ اللعبة.
وبعد سنوات من الإصابات والتراجع التدريجي، أنهى فيراتي عقده مع العربي القطري في يونيو الماضي.
اللاعب الذي كان يُنظر إليه كأحد أفضل لاعبي الوسط في جيله، بات اليوم خارج دائرة الأضواء، بعيدًا عن المنتخب الإيطالي، وبقيمة سوقية شبه معدومة.
وحتى حين عاد إلى إيبيزا هذا الصيف، لم تعد الأندية التي تُلاحقه تحمل الطموحات التي كانت تميّزه سابقًا.
ما بين الطموح والخسارة، تبقى قصة فيراتي وبرشلونة واحدة من أكثر الصفقات التي لم تتم، تأثيرًا وندمًا، في تاريخ الانتقالات الأوروبية.