ايطاليا إلى نهائي كأس ديفيز
تأهلت إيطاليا إلى نهائي كأس ديفيز للمرة الثانية على التوالي بعد فوزها على أستراليا 2-0 في ملقة.
وتغلب ماتيو بيريتيني على ثاناسي كوكيناكيس 6-7 (6) و6-3 و7-5 في ساعتين و43 دقيقة، ليضع إيطاليا في المقدمة قبل أن يضمن المصنف الأول عالميا يانيك سينر الفوز بفوزه على أليكس دي مينور 6-3 و6-4.
ويعني هذا أن إيطاليا ستواجه هولندا للمرة الثانية هذا الموسم، حيث التقيا أيضا في مرحلة المجموعات في أيلول، مع فرصة أن تصبح أول دولة تدافع بنجاح عن لقب كأس ديفيز منذ فوز جمهورية التشيك في عامي 2012 و2013.
وقال سينر "من الرائع أن أكون جزءًا من هذا مرة أخرى، لأن المشاركة في نهائي كأس ديفيز يعد إنجازًا كبيرًا. سيكون غدًا آخر يوم رسمي في البطولة لنا جميعًا هذا الموسم. الفوز يعني الكثير بالنسبة لنا، ليس فقط فوزا، بل يعني أيضًا أننا دافعنا عن لقبنا".
وكانت المباراة بمثابة إعادة لنهائي العام الماضي، عندما هزمت إيطاليا أستراليا 2-0، في ذلك اليوم، تم ترشيح أليكسي بوبيرين وماتيو أرنالدي لمباراة الفردي الافتتاحية.
وبعد اثني عشر شهرًا، تغير الكثير بالنسبة لكلا الفريقين في هذا المركز، ولم يعد أرنالدي جزءًا من تشكيلة إيطاليا وظل بوبيرين على مقاعد البدلاء طوال هذه النهائيات.
وبدلاً من ذلك، تمسك ليتون هيويت بكوكيناكيس بعد فوزه المثير على بن شيلتون في ربع النهائي، بينما اختار فيليبو فولاندري تغيير اختياراته، حيث أشرك ماتيو بيريتيني بدلاً من لورينزو موزيتي.
ومع الأداء الرائع الذي قدمه سينر في الآونة الأخيرة، فقد كان هناك شعور دائم أن ضربات الفردي الافتتاحية ستكون حاسمة لنتيجة المباراة.
وأمام آلاف المشجعين الإيطاليين الذين احتشدوا داخل ملعب مارتن كاربينا، أظهر كوكيناكيس مرونة استثنائية في بداية المباراة، وتعرض لضغط شبه مستمر من بيريتيني واضطر إلى الحفاظ على إرساله من 0-30 عند 2-2، ومن 0-40 عند 3-3، ومن 30-40 عند 4-4.
وفي النهاية نجح بيريتيني في الضغط وكسر إرسال كوكيناكيس عندما كانت النتيجة 5-5، ما منحه فرصة الإرسال للفوز بالمجموعة.
ورغم أن إرسال كوكيناكيس ربما يكون قد كسره في النهاية، إلا أن مقاومته لم تستسلم، وتمكن من حسم المجموعة إلى شوط فاصل عندما أخطأ بيريتيني في تسديد ضربة أمامية.
وفي الشوط الفاصل، أنقذ كوكيناكيس نقطتين لحسم المجموعة، الأولى بتمريرة خلفية مذهلة على خط الملعب. وبدا أن بيريتيني تخلى عن الكرة، حيث ظلت معلقة في الهواء لفترة طويلة، ثم هبطت على خط الملعب.
وكانت تسديدة رائعة وأثبتت أنها الضربة الحاسمة للمجموعة. وبعد لحظات، سدد بيريتيني ضربة أمامية في الشبكة عند أول نقطة لحسم المجموعة لكوكيناكيس.
لا بد أن بيريتيني كان يتساءل كيف خسر المجموعة، ويبدو أنه عانى من هدوء في بداية المجموعة الثانية، حيث سدد كوكيناكيس بعض الضربات القوية ليحصل على نقطة كسر الإرسال عند التعادل 1-1، لكن بيريتيني صمد.
وتغير نمط المباراة عن المجموعة الأولى، ولم يعد بيريتيني يشكل تهديدًا في كل أشواط إرسال كوكيناكيس، لكن ضربة أمامية قوية على الخط ساعدته في الحصول على نقطة كسر بينما كان كوكيناكيس يرسل عند 3-4.
وأطلق الإيطالي صرخة ارتياح عندما نجح في تحويل إرساله، ولم يرتكب نفس الخطأ الذي ارتكبه في المجموعة الأولى، حيث أرسل إرساله بشكل حاسم هذه المرة.
كانت المجموعة الأخيرة مثيرة إلى حد كبير ومعتمدة على الإرسال، والمشاهدة كانت مثيرة حيث ارتقى اللاعبان إلى مستوى أعلى في مواجهة لحظات الخطر.
وتمكن كوكيناكيس من الحفاظ على إرساله من 15 إلى 40 في أول شوط إرسال له في المجموعة، ثم تمكن من الحفاظ على إرساله من 0 إلى 30 عند التعادل 4-4.
ولكن المباراة بأكملها بدت وكأنها توقفت على ضربة مذهلة من بيريتيني عندما كان كوكيناكيس يعادل النتيجة 5-5، فسدد اللاعب الإيطالي ضربة أمامية مذهلة بعد أن أطلق كوكيناكيس ضربة أمامية قوية في الزاوية.
وقال كوكيناكيس في وقت لاحق "أعتقد أنه يفعل ذلك ربما مرة واحدة من كل 100 مرة"، وكانت تلك اللحظة هي التي غيرت الطاقة داخل الملعب حيث تحولت الهتافات "إيطاليا" إلى "ماتيو".
وفي النقطة التالية، وضع كوكيناكيس تحت الضغط بعد خطأ ارتكبه، ثم حصل بيريتيني على نقطة الكسر بضربة أمامية قوية، وكان لدى الإيطالي زخم لا يمكن إيقافه واستغل الفرصة، وفي الشوط التالي، فاز بضربة إرسال رائعة.
وقال بيريتيني "أعتقد أنني لعبت اليوم واحدة من أفضل مبارياتي، كان ينبغي لي أن أفوز بالمجموعة الأولى، ولعب ثاناسي بشكل جيد للغاية. أعلم أنني بذلت قصارى جهدي في الملعب اليوم، ولعبت بشكل جيد للغاية".
وبهذا خرج سينر من البطولة بفرصة إرسال إيطاليا إلى المباراة النهائية، ومنذ تقدمه بكسر إرساله في المجموعة الأولى، لم تكن النتيجة موضع شك على الإطلاق، ونجح في التغلب على دي مينور للمرة التاسعة على التوالي.
وكانت سرعة تسديداته أكبر من أن يتمكن دي مينور من التعامل معها، وقدم أفضل ما لديه من تنس في اللحظات الحاسمة، حيث نجح ببراعة في القضاء على نصف فرص دي مينور.
وضغط عليه الأسترالي في المجموعة الثانية لكن سينر حافظ على سلسلة انتصاراته الأخيرة التي لم يخسر فيها أكثر من أربع أشواط في المجموعة.
ومع تقدم دي مينور 4-4، نجح سينر في ترسيخ العقدة وأثار حماسة الجماهير الإيطالية، وعندما حسم سينر الفوز، ارتطم مضربه بالأرض من شدة الإحباط، لكنه لم يستطع أن يقدم المزيد.
ومدد سينر مسيرته الخالية من الهزائم في مباريات كأس ديفيز إلى ثمانية، وسلسلة انتصاراته على مستوى الجولة إلى 14، بعد أن فاز الآن بـ 26 مجموعة متتالية في 13 مباراة.