تغييرات لوائح الفورمولا 1 لعام 2026: سيارات أصغر ومحركات معقدة

تستعد الفورمولا 1 لعام 2026 لثورة في اللوائح، مع تقديم سيارات جديدة ذات قوة دفع سفلية ديناميكية هوائية أقل وأداء محرك معقد، هذه التغييرات تهدف لتحسين العرض الرياضي، ولكنها تثير العديد من التساؤلات والشكوك داخل الحظائر.
محركات أكثر قوة وتعقيدًا
أكبر تغيير سيكون في المحركات، حيث سيتم زيادة القوة الكهربائية بشكل كبير من 120 كيلو واط (163 حصانًا) إلى حوالي 350 كيلو واط (475 حصانًا)، مما سيزيد من إجمالي قوة المحرك إلى أكثر من 1000 حصان.
الانتقال من 20٪ كهرباء و80٪ محرك احتراق إلى 45٪ كهرباء و55٪ محرك احتراق سيكون خطوة ضخمة، مما يتيح للطاقة الكهربائية الاستجابة الفورية.
تحديات تجديد الطاقة
إحدى النقاط الحاسمة هي تجديد الطاقة الكهربائية، حيث لن يتمكن السائقون من تجديدها إلا عن طريق الكبح، بعد أن تم إلغاء الشحن التوربيني، هذا سيتطلب منهم إدارة الطاقة بعناية طوال السباق، مما قد يخلق تحديات كبيرة في كيفية إدارة السرعة والكبح أثناء المنافسات.
ولتجنب الحوادث الخطرة، وضع الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) قواعد صارمة لاستعادة الطاقة على المسارات السريعة، مع تحديد حدود للطاقة التي يمكن استعادتها من خلال الكبح خلال اللفات.
حدود جديدة على المسارات السريعة
على المسارات المستقيمة، سيتم تحديد فقدان طاقة محرك الاحتراق الداخلي تدريجيًا إلى حوالي 100 كيلوواط/ثانية، بينما سيتم تطبيق حد أدنى للطاقة المفقودة على الحلبات فائقة السرعة.
كما ستُحدد حدود للطاقة القابلة للاستعادة عبر الكبح، مع تخصيص 9 ميغا جول للسباقات و6 ميغا جول للتصفيات على الحلبات السريعة مثل مونزا.
وهذا يشير إلى أنه سيتعين على الفرق البحث عن أفضل طريقة لتجديد الطاقة دون التأثير على أداء المحرك.
أسلوب القيادة الجديد
تلك التغييرات ستؤثر بشكل كبير على أسلوب القيادة. كما أشار فرناندو ألونسو وكارلوس ساينز، فإن السائقين سيواجهون تحديات في دخول المنعطفات، حيث ستختلف السرعة القصوى ويجب عليهم التكيف مع انخفاض السرعة بسبب استنزاف الطاقة الكهربائية.
ستصبح إدارة الطاقة الكهربائية أحد العوامل الرئيسية في السباقات، مما يجعلها أكثر إرهاقًا ذهنيًا للسائقين، هذه التغييرات قد تؤدي إلى اختفاء الفروق بين السائقين داخل الفرق، ما يجعل السباقات أكثر تنافسية.
التحديات المستقبلية
بالرغم من المخاوف الحالية من تعقيد اللوائح، يتوقع البعض أن الأمور قد تصبح أكثر سهولة مع مرور الوقت، كما حدث مع محركات الجيل الهجيني في 2014.
على الرغم من القلق بشأن زيادة الطاقة الكهربائية، يرى البعض أن الاتحاد الدولي للسيارات قد بالغ في هذه التغييرات، خاصة مع الإيمان بأن اللوائح قد تستمر في التعديل بما يتماشى مع تطور الفرق.
في النهاية، قد تكون هذه التغييرات بداية جديدة لفورمولا 1، لكنها تثير تحديات كبيرة على مستوى الإدارة والطاقة، وهو ما سيجعل البطولة أكثر إثارة للجدل والمفاجآت.
ساينز يدعو للتفاؤل
رغم كل هذه المخاوف، يدعو كارلوس ساينز إلى التفاؤل قائلاً: "اللفّات الأولى كانت مفاجئة في جهاز المحاكاة، لكن من المبكر الحكم مع مرور الوقت، سنعتاد على هذه التغييرات كما اعتدنا على محركات 2014."