داستن بورييه وكونور مكجريجور: عداوة صنعت تاريخ UFC

تُرتكز فنون القتال المختلطة على تنافسات أبدية وصراعات متجددة بين أعداء تاريخيين، حيث كل مواجهة تُشعل حماسة الجماهير وتُبرز قوة الرياضة الحقيقية، لا مجال للكذب أو التظاهر في الحلبة المثمنة، إذ تنهار كل الأوهام، ويتحدث القتال بصدق صارم. ومن بين هذه العداوات التي خلدتها الرياضة، تبرز عداوة داستن بورييه وكونور مكجريجور كواحدة من أشهر وأشد المنافسات في تاريخ UFC.
بداية العداوة في 2014.. ومسرحها لاس فيغاس
في عام 2014، كانت لاس فيغاس مسرحًا لصراع قوي بين داستن بورييه وكونور مكجريجور على مركز ضمن أفضل خمسة مقاتلين في فئة وزن الريشة، في وقت كان فيه خوسيه ألدو يهيمن على البطولة بشكل مطلق.
ظهر مكجريجور كنجم صاعد في عالم الفنون القتالية المختلطة، ليس فقط بمهاراته في القتال، بل بذكائه وحضوره الإعلامي اللافت، حيث كان بارعًا في استخدام الميكروفون للتأثير على خصومه ورفع شعبيته.
أما بورييه، فكان صامتًا ومتأثرًا بهجمات مكجريجور الإعلامية التي وصفها بالمذلة.
UFC 178.. قمة التوتر والانفجار
في مؤتمرات بطولة UFC 178، كانت الإهانات والتحديات تصب كلها في صالح مكجريجور، الذي نجح في تحطيم معنويات بورييه بشكل واضح.
وفي الحلبة، لم تستغرق المواجهة سوى دقيقتين فقط ليُسقط مكجريجور خصمه أرضًا، ما فتح له الطريق نحو فرصة الفوز باللقب الذي كان يحمله خوسيه ألدو.
وبعد عام فقط، أُطاح بألدو نفسه بضربة قاضية من مكجريجور في واحدة من أكثر المعارك شهرة في تاريخ UFC.
مسيرة مكجريجور... من القمة إلى التراجع
بعد تحقيقه النجاح الكبير، بدأ مكجريجور في التراجع بعد خسارته أمام مايويذر في نزال تاريخي خارج عالم الفنون القتالية، وهو الحدث الذي رفع من شعبيته ولكنه أبعده لفترة عن الحلبة.
عاد مكجريجور إلى UFC في 2020 بهدف استعادة مكانته، وبدأ بقوة بفوزه على دونالد سيروني، لكن جائحة كورونا عطلت نشاطه ولم يستطع الاستمرار بنفس القوة.
2021.. عودة العداوة على جزيرة أبوظبي
بعد اعتزال خبيب نورمحمدوف في يناير 2021، فتحت فئة الوزن الخفيف الباب لمقاتل جديد لاعتلاء القمة، حيث أُعلن عن مواجهة إعادة بين بورييه ومكجريجور في أبوظبي.
كانت المباراة فرصة ذهبية للعودة إلى المنافسة على اللقب، وكان على كل منهما إثبات نفسه أمام الجماهير والعالم.
انتقام بورييه.. نهاية عودة مكجريجور
بكل قوة وتركيز، استغل داستن بورييه حياة مكجريجور الجديدة وعاداتها ليجعله يدفع الثمن، حيث سدد له ضربة ملاكمة قاتلة أنهت المباراة بالضربة القاضية، مما كسر سلسلة مكجريجور وخسارته الأولى بهذه الطريقة.
كانت الإصابة مروعة، إذ تعرض مكجريجور لكسر في قصبة الساق والشظية، وهو ما أثر على مسيرته بعد ذلك بشكل كبير.
النهاية وإرث بورييه
سمح هذا الانتصار لبورييه بفتح طريق جديد في مسيرته، رغم خسارته لاحقًا أمام تشارلز أوليفيرا.
الآن، يُختتم تاريخ داستن بورييه المميز في عالم الفنون القتالية المختلطة بنزال مرتقب أمام ماكس هولواي في نيو أورلينز، حيث سيُودع الجمهور واحدًا من أعظم أساطير هذه الرياضة.