كذبة ولا كل الكذب
قرأت العديد من الكذبات والكذابين !! أول كذبة لهذا العام أقرأها أن الشاعر الشيخ دعيج الخليفة الصباح سيستنسخ نفسه !!! صدقت بالوهلة الأولى .. وقلت بداخلي ..هل سيأتي لاجيء عاطفي جديد يحب كل شيء الكرة الأدب والثقافة !!
حتى توجهت عيني إلى ساعة يدي وإذا بها تشير إلي الأول من ابريل فهو عيد (الكلكجيه) وتعني بالكويتي الفصيح الكذابين .
فذهبت برحلة داخل نفسي وبخيالي !! فأعجبتني فكرة الاستنساخ !! فقلت لنفسي ما دام أستطيع أن أتخيل فلأتخيل وأتخيل !!
فتخيلت أننا أبرمنا عدة عقود استنساخ !!! منها 3 نسخ من رونالدينو ونسختين من زيدان !! ومثلهم لتيري أونري ونسخة واحدة من روبيرتو كارلوس وشفشنكو و بوفون !! وقمنا بتغذيتهم وهم أطفال بإرضاعهم الحليب المستورد الاصطناعي!! حتى يكبروا قليلا، لنذيقهم أجود أنواع (المجاببيس والقبوط واللقيمات) حتى تنتفخ كل أعضائهم الجسمية!! ونقوم بتربيتهم في مدارسنا الابتدائية تحت إشراف مدرسات فذات !! لا يعرفن عن الكرة إلا أنها مدورة !! ولا يعرفن السبب الحقيقي لتعذيبها بقسوة بركلها بالقدم !!! ففي حصة الرياضة يرمين الكرة للأطفال ويعدنا ليمارسنا مشوار أحاديثهن حول آخر الموضة .. الخ !!!
ويتركن الطفل أونري والذي أعطوه اسما جديدا حتى يتناسب وثقافتنا العربية (جسوم) والطفل روبرتو كارلوس (خلَودي) و رونالدينو (بدّور) و زيدان (زويد)!! و شفشنكو(شافي) و بوفون (هاني)!! ليلعبون دون إشراف ولا إهتمام !!
وبعد إن يكبروا قليلا يذهبون لأقرب نادي إلى منزلهم ويوقعون على ورقة التملك وهي تملك النادي لمجهودهم للأبد !! ليمارسوا اللعب بالنادي تحت قيادة مدرب لا يحمل إلا شهادة خبرة كونه أحد أبرز المتواجدين بدكة الاحتياط سابقا !! يتقاضى راتب مئة دينار!!! منها 35 دينار تكلفة وقود السيارة !! وعشرون دينار خصم تأخير عن التدريب !! يدربهم بأرضية ملعب لا تصلح إلا لزرع البطاطس !! ولا تساعد إلا على الإصابة !! يقدم لهم النصائح الفذة بضرب مهاجم الخصم وتخويفه !!!
توقفت وأنزلت طائرة أحلامي بهبوط اضطراري لنفاذ الوقود ولتعكر مزاج الطيار !!
وقلت كفا وكفا لسنا بحاجة للاستنساخ ولا للتجنيس إنما بحاجة للتأسيس الجاد !! فلن يصبح زيدان (زويد) وزملائه المستنسخين كزيدان وزملائه الأصليين أبدا !! لاختلاف الزمان والمكان والبيئة الاجتماعية والثقافة الرياضية !!
live-alsahli@hotmail.com