نهاية حقبة جوش تايلور؟

في مسيرة كل مقاتل نخبوي، يأتي وقت يصبح فيه من المستحيل التوفيق بين الرغبة في الاستمرار وواقع الحلبة القاسي، إنها لحظة صادمة، كضربة غير متوقعة، تُذكّر الرياضيين بأن الزمن لا يرحم.
جوش تايلور، الذي كان ذات يوم واحداً من ألمع نجوم الملاكمة، بدا ليلة السبت مجرد ظلٍ لما كان عليه، خسارته أمام إيكو إيسومان بقرارٍ جماعي أكدت أن أيامه في القمة قد ولّت، وربما بلا عودة.
ساد الصمت قاعة "ذا هيدرو" في غلاسكو، فيما بدت على وجه تايلور علامات الارتباك والخذلان. ومع أن القرار لم يلقَ اعتراضاً منه، فإن الهزيمة لم تكن مجرد خسارة، بل إقرارٌ بأن الرحلة قد تكون شارفت على نهايتها.
في الرابعة والثلاثين، ومع ثلاث هزائم متتالية، تطرح الأسئلة نفسها: هل حان وقت الاعتزال؟ هل لا يزال بإمكان تايلور التنافس على أعلى مستوى؟
المؤشرات لا تبعث على التفاؤل. فتايلور، الذي غادر الحلبة دون الإدلاء بأي تصريح، تجاهل أيضًا المؤتمر الصحفي، ورفض التحدث لوسائل الإعلام التي ساندته منذ بداياته.
رغم أن الرياضي غير مُلزَم بالإدلاء بتصريحات، إلا أن طريقة تعامله مع الهزيمة أظهرت افتقاده للّباقة والاحترام، لا سيما تجاه الإعلام الاسكتلندي الذي وقف إلى جانبه لعقدٍ من الزمن.
جزء من الأزمة يعود إلى سوء إدارة مسيرته. التوقيع مع "توب رانك" عام 2020 كان خطأ استراتيجياً، إذ لم يحصل على الترويج الذي يليق بموهبته، حتى حين أصبح بطل العالم بلا منازع بعد فوزه على خوسيه راميريز، لم تُبَث مباراته في أي قناة رئيسية بالمملكة المتحدة.
ورغم انتقاله مؤخرًا إلى شركة "كوينزبيري" تحت إشراف فرانك وارين، فإن الوقت قد يكون قد فات. تايلور لم يعد في أوج عطائه، ولا يتمتع بنفس الجاذبية الجماهيرية.
في مواجهته الأخيرة ضد إيسومان، التي كانت أولى نزالاته في وزن الويلتر، قدّم أداءً باهتًا. رغم بدايته القوية في أول جولتين، تراجع بشكل واضح، وخسر أغلب الجولات لاحقًا. التحكيم كان حاسمًا، والنتيجة عادلة.
المدرب الجديد، جو ماكنالي، لم يُظهر أي تحسين ملموس في أداء تايلور منذ توليه المهمة في 2022، بل ربما تدهور مستواه أكثر منذ انفصاله عن المدرب شين ماكجويجان في 2020، الذي قاده لأفضل فتراته.
رغم حديثه لاحقًا لقناة IFL TV واعتذاره عن سلوكه، بدا تايلور مدركًا أن لحظته قد ولّت.
قال: "أنا محبط ومدمَّر، لكن هذا هو الواقع. لم أرد التحدث حتى لا أقول شيئًا أندم عليه".
إرث تايلور يجب أن يُصان، لا أن يُشوَّه بسلسلة هزائم إضافية، من الأفضل أن يُذكَر كبطل وحد ألقاب الوزن الخفيف المتوسط، لا كمقاتل عنيد رفض الاعتراف بأن الزمن تجاوزه.
في عام 2021، كان جوش تايلور من أفضل الملاكمين على وجه الأرض، اليوم، أصبح رمزًا لمأساة الرياضي الذي لم يعرف متى يتوقف.