الأقدام البرتغالية تخطف الأعجاب وتوقف تقدم نجوم عاصمة الضباب
مرة أخرى تجرع المنتخب الأنجليزى العلقم من البرتغال وذاق المرارة من البرازيلى سكولارى من جهة ومن البرتغال من جهة أخرى فبعد خسارتهم المثيرة أمام البرتغال بثلاثة أهداف لهدفين فى بطولة الأمم الأوروبية عام 2000 وبعد هزيمتهم أمام سكولارى بالذات فى مونديال عام 2002 أعاد اليوم التاريخ نفسه وخرج المنتخب الأنجليزى مرة أخرى بأقدام برتغالية بقيادة البرازيلى سكولارى لتتأهل البرتغال وتطلق العنان لأحلامها فى الوقوف على منصة التتويج بعد أداء أخاذ خطف الأعجاب وأستقر فى الألباب فيما لم يعد أمام الأنجليز سوى العودة الى عاصمة الضباب بعد أن تحطمت أمالهم وتبعثرت اوراقهم وتوقفت أحلامهم ..
فاليوم كان اللقاء مرتقبا بملعب النور بالعاصمة البرتغالية لشبونة فى أول مواجهات الدور الثمانى ضمن بطولة الأمم الأوروبية الثانية عشرة لكرة القدم بين الأقدام البرتغالية ذات السحر البرازيلى وبين الصرامة الأنجليزية ذات الطابع الأوروبى فالأجواء كانت مثيرة فى كل شىء بين انصار المنتخبين فى المدرجات وبين المدربين البرازيلى سكولارى والسويدى اريكسون خلف الخطوط وبين الاعبين على ارضية الميدان ..
ووسط ذلك كله أنطلقت المباراة بصافرة السويسرى اورس ماير ومرت من دقيقة الى دقيقة وسط توقعات المحللين وأهات وصيحات المشجعين وتلونت بكل الألوان فكانت بدايتها انجليزية بهدف سريع لمايكل اوين بعد مرور ثلاث دقائق على أثر خطاء قاتل كان وراءه مدافع البرتغال كوستينيا يلى ذلك بحثت البرتغال عن التعديل ونوعت فى العابها بضغط متواصل من كل مكان فى ارجاء الميدان قابله الأنجليز بحواجز دفاعيه كان نجمها اشلى كول مع أعتماد كبير على الهجمات العكسية وبين اخذ ورد وجذب وشد نجح الأنجليز الذين خسروا جهود نجمهم الصغير رونى بسبب الأصابة عند الدقيقة 27 فى تطويع كل المحاولات البرتغالية لينتهى الشوط الأول أنجليزيا بهدف مقابل لاشىء ..
وفى الشوط الثانى تكرر سينياريوا الدفاع والهجوم بهجمات متواصلة برتغالية ودفاع محكم انجليزى وبين فرص ضائعة للبرتغال ومحاولات متقطعة للأنجليز وبين تحويرات متواصلة من قبل المدرين كان ابرزها دخول سيماو وبوستيجا وروى كوستا بدلا من كوستينيا ولويس فيجو وميجول للبرتغال ودخول فيليب نيفيل وأوين هارجريفس بدلا من سكولز وجيرارد للمنتخب الأنجليزى تصل المباراة للدقيقة 83 حيث تحرك كل شىء فى ملعب النور وحققت البرتغال التعادل بعد مخاض عسير عن طريق بديل لويس فيجو الاعب بوستيجا بضربة رأسية محكمة عانقت الشباك لينتهى الوقت الأصلى للمباراة بالتعادل بين المنتخبين بهدف لمثله وكانت أخر انفاسه قد شهدت هدفا للأنجليز الغاه الحكم وأحتسب على اثره خطاء للبرتغال ..
وفى الشوط الأول الأضافى حيث كان الترقب للهدف الفضى كانت السيطرة الميدانية برتغالية غير ان النتيجة ظلت على حالها وفى الشوط الثانى أخذت المباراة طابعا أخر من الأثارة وأختلطت دموع الفرح بدموع الحزن وأطلق البرتغاليين العنان لأفراحهم من جديد بهدف رائع للنجم روى كوستا فى الدقيقة 110 من المباراة وفى الوقت الذى استعدت فيه البرتغال للرقص تعبيرا عن سرورها بالتأهل خيم الصمت على كل ماهو برتغالى حيث حققت انجلترا التعادل فى الدقيقة 115 بواسطة لمبارد لتهتز المدرجات الأنجليزية ويعود الأمل بتحقيق التأهل على حساب البرتغال لينتهى الوقت الأضافى بالتعادل بهدفين لهدفين وتتحول المواجهة الى ركلات الترجيح ..
وفى ركلات الترجيح بلغت الأثاراة ذروتها وخفقت القلوب من جديد فكان الخوف فى عيون الجميع فى صورة أمتزجت فيها الألوان , الوان الحزن والفرحة ,الوان التأهل والخروج ,الوان النجاح والفشل ..
وفى مسلسل الركلات كانت البداية بأخفاق انجليزى بعد أن اطاح بيكهام بالكرة خارج المرمى
لتتقدم البرتغال عن طريق البرازيلى الأصل ديكو ..ثم سجل اوين للأنجليز وسيماو للبرتغال ..
يلى ذلك سجل لمبارد للأنجليز وأضاع روى كوستا للبرتغال ..
ثم تواصل الحوار فسجل كل من تيرى وهارجريفس وأشلى كول للأنجليز وسجل رونالدو ومانيش وبوستيجا للبرتغال ..
ثم تقدم فاسيل وصد ركلته الحارس البرتغالى ريكارد الذى عاد وسجل ركلة التفوق لتنتصر البرتغال بركلات الترجيح 6/5 وتتأهل الى الدور نصف النهائى وسط افراح برتغالية عارمة وأحزان انجليزية بسبب الأخفاق فى العبور ..