الحفلة البرازيلية في كوبا ليبرتادويس: اتلتيكو مينيرو وبوتافوجو
قبل أقل من أسبوعين تعرضت البرازيل لصيحات الاستهجان في ملعب نصف فارغ بعد نتيجة مخيبة للآمال أخرى جعلتها تتراجع إلى المركز الخامس في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم، ولكن على مستوى النادي فإن القصة مختلفة تماما.
وتقام المباراة النهائية لبطولة كأس ليبرتادوريس اليوم السبت، بين بوتافوجو من ريو وأتلتيكو مينيرو من بيلو هوريزونتي.
وهي المباراة النهائية البرازيلية الرابعة في السنوات الخمس الماضية، وستكون المرة السادسة على التوالي التي يفوز فيها نادٍ برازيلي باللقب، وهذه الهيمنة غير مسبوقة في تاريخ البطولة الممتد على مدار 64 عامًا.
وتقام المباراة في الأرجنتين، على ملعب نادي ريفر بليت العملاق في بوينس آيرس المعروف بالسم "ال مومنتال".
وسألت بي بي سي عن تفسير هذا الفارق، الإجابة قالت إنها سهلة وهي المال، فقد اتسعت الفجوة المالية بين الولايات المتحدة وباقي دول القارة.
وتستطيع الأندية البرازيلية الكبيرة تحمل تكاليف إعادة اللاعبين من أوروبا، سواء أولئك الذين لم يصلوا إلى مستوى التوقعات، أو المخضرمين الذين يتطلعون إلى إنهاء مسيرتهم المهنية.
وكما هو الحال مع بعض نسخ الدوري الإنجليزي الممتاز في أمريكا الجنوبية، فإن البرازيل تستقطب أيضاً المواهب من الدول المجاورة.
ويضم الفريق الأول لفريق بوتافوجو لاعباً أرجنتينياً فائزاً بكأس العالم، ولاعبين دوليين من فنزويلا وأنجولا وباراغواي على مقاعد البدلاء، ويضم فريق أتليتكولاعبين من ست دول في أمريكا الجنوبية، وربما كان الأمر الأكثر أهمية هو وجود الأجانب على خط الملعب.
بدأت هيمنة البرازيل على بطولة ليبرتادوريس مع فريق فلامنجو الثوري في عام 2019 تحت قيادة المدرب البرتغالي خورخي جيسوس.
ومنذ ذلك الحين، كان هناك تدفق مستمر للمدربين الأجانب إلى كرة القدم البرازيلية، وخاصة من البرتغال والأرجنتين.
ومدرب بوتافوجو هو البرتغالي أرتور خورخي، بينما يدرب أتلتيكو المدافع الدولي الأرجنتيني السابق جابرييل ميليتو.
والمباراة النهائية ستكون حامية الوطيس وموقعة ستكون نارية وحماسية، خاصة بعد الفوز الكبير الذي حققه فريق بوتافوجو خارج أرضه على فريق بالميراس يوم الثلاثاء الماضي، فإن أغلب الناس يتوقعون فوز فريق بوتافوجو، ومعنويات الفريق مرتفعة.
في حين أن أتلتيكو لم يحقق أي فوز في آخر 10 مباريات، وكان آخر انتصار حققه في مباراة الذهاب في الدور نصف النهائي يوم 22 تشرين الأول الماضي، ومنذ ذلك الحين خسر الفريق مباراتي نهائي الكأس المحلية وتراجع في الدوري.
وسيسعى بوتافوجو إلى فرض نفسه من خلال الهجوم السريع من خلال مهاجمي لويز هنريكي والتمريرات الذكية والسريعة من ألمادا وجيفرسون سافارينو، لاعب الوسط المهاجم الفنزويلي.
واللاعبون الثلاثة في كامل عطائهم مثيرون للإعجاب، وربما يكونون أفضل فريق خرج من أمريكا الجنوبية منذ فريق فلامنجو في عام 2019.
فيما وكالعادة يرغب مدرب أتلتيكو ميليتو في الهجوم، في وسط دفاعه المكون من ثلاثة لاعبين، يلعب رودريجو باتاليا دور لاعب الوسط المحول، وهو موجود لمساعدة الفريق في اللعب من الدفاع.
وقد يختار المدرب البقاء في الخلف وتغطية المساحات وتعزيز خط الوسط، أو سيتمسك بالخط الهجومي الثلاثي، مع دفع ديفيرسون لدفاع بوتافوجو للخلف لإفساح المجال أمام هجمات هالك.
بالمجمل، تقول التقارير أن مدرب اتلتيكو مينيرو سيتبع خطة لعب أكثر حذرا، وأحد الأسباب هو أن فريق بوتافوجو ربما يكون منهكاً مع اقتراب نهاية الموسم الشاق، وقد يدفع الفريق ثمن فوزه المهم على بالميراس يوم الثلاثاء.
ومع إمكانية الحصول على وقت إضافي، قد يقرر ميليتو اللعب بطريقة الانتظار، وبالإضافة إلى ذلك، كلما طالت مدة التعادل في النتائج، كلما أصبح فريق بوتافوجو أكثر توتراً.
ولا يزال فريق بوتافوجو الجديد ينتظر لقبه الأول، واللقب الأول هو الأصعب، وفي العام الماضي، سمحوا لأنفسهم بخسارة تقدم كبيرة في الدوري، وما بدا وكأنه انتصار مؤكد انتهى في المركز الخامس المخيب للآمال.
هذا فريق مختلف وأفضل بكثير، ولكن الصدمة الجماعية لا تزال قائمة، وكانت هناك بعض التقلبات المتأخرة في مسار حملة كأس ليبرتادوريس.
إن الطريقة للتعافي من الصدمة، بطبيعة الحال، هي الفوز بالكأس، ومن المؤكد أن الأمر سيكون ممتعاً لرؤية ما إذا كان بوتافوجو قادراً على الارتقاء إلى مستوى المناسبة، واللعب بكامل إمكاناته، ليصبح آخر أندية البرازيل الكبرى التقليدية البالغ عددها 12 نادياً يتوج بطلاً لأميركا الجنوبية.