الداروما واللقب المنتظر: ماركيز على أعتاب إنجاز تاريخي

قد يكون هذا الأسبوع في اليابان تتويجًا لرحلة مارك ماركيز الطويلة، حيث يقترب من استعادة لقب طال انتظاره، بعد خمس سنوات حافلة بالإصابات، العمليات الجراحية، القرارات المصيرية، ومحاولات النهوض من الانكسار.
ما يجعل هذا التتويج المحتمل أكثر رمزية، هو أنه سيحدث على نفس الحلبة التي أعلن فيها ماركيز، قبل عام، عن هدفه الكبير بطريقة غير اعتيادية: عبر تصميم خوذته المستوحى من *تمثال "الداروما"* الياباني، رمز الإرادة والمثابرة.
ارتدى ماركيز خوذة طُبع عليها شكل داروما بعين واحدة مرسومة، كما وضع تمثال داروما حقيقيًا بجوار خوذته في الكشك الخاص به، واضعًا فيه نفس العين. لم يكن هذا الأمر مجرد تفصيل فني، بل كان إعلانًا صامتًا عن هدفٍ عظيم.
في الثقافة اليابانية، تُستخدم تميمة الداروما عندما يحدد الشخص هدفًا مهمًا في حياته، يُرسم على التمثال عين واحدة لحظة اتخاذ القرار، فيما تُترك العين الأخرى فارغة، النظر إلى تلك العين الواحدة يُذكّر صاحبها دومًا بهدفه، ويحُثّه على الاستمرار حتى يتحقق. وعندما يُنجز الهدف، تُرسم العين الثانية، في إشارة إلى اكتمال الرحلة والنجاح بعد المثابرة.
ومثل الداروما، الذي يتميز بشكله الدائري وعودته الدائمة لوضعه الطبيعي عند سقوطه – كما يُجسده المثل الياباني الشهير: "اسقط سبع مرات، وانهض ثمانيًا" – كان ماركيز مثالاً حيًا لهذا المفهوم.
فمنذ حادثته الشهيرة في خيريز عام 2020، خاض أربع عمليات جراحية معقّدة في ذراعه اليمنى، واجه آلامًا نفسية وجسدية، اقترب من الاعتزال، واتخذ قرارًا صعبًا بترك فريقه السابق – الذي كان بمثابة عائلته – ليعيد بناء نفسه من جديد.
عام 2024، ارتدى ماركيز خوذته ذات العين الواحدة، وأعلن دون كلمات: "هذا هدفي"، والآن، بعد موسم من التحديات والتطور، يقف على أعتاب إنجاز جديد، في المكان نفسه الذي بدأ فيه وعده.
إذا حقق ماركيز اللقب هذا الأسبوع في اليابان، فسيكون ذلك لحظة مكتملة الدائرة. لحظة رسم العين الثانية على الداروما، لحظة تُجسد تمامًا مسيرته: السقوط، النهوض، والمثابرة حتى النهاية.