برشلونة يبحث عن جناح جديد: لويس دياز وراشفورد في صدارة الخيارات

قبل مغادرته لقضاء إجازته الصيفية، ترك هانسي فليك، مدرب برشلونة الجديد، على طاولة ديكو مهمتين أساسيتين: إنهاء التوقيع مع الحارس جوان غارسيا من إسبانيول، وإيجاد جناح قادر على اللعب في الجهة اليسرى.
في البداية، كانت الأولوية للكوبي لويس دياز، نجم ليفربول البالغ من العمر 28 عامًا، فيما برز اسم ماركوس راشفورد، مهاجم مانشستر يونايتد (27 عامًا)، كفرصة مثيرة في السوق، إلا أن العرض المفاجئ من نيكو ويليامز يوم 13 يونيو غيّر مجرى الأمور، حيث بدا أن الدولي الإسباني الشاب (22 عامًا) بات متاحًا للانتقال.
لكن بعد ثلاثة أسابيع، أعلن نيكو تجديد عقده مع أتلتيك بلباو، ليُعيد برشلونة حساباته ويعود للمربع الأول، مع استمرار خيار دياز وتفكير جدي في راشفورد، دون استبعاد احتمال دخول أسماء أخرى مثل البرتغالي رافا لياو (26 عامًا) من ميلان، في ظل ديناميكية السوق وتقلباته.
كذلك طُرح اسم إيفان بيريسيتش، الذي جدد عقده مع آيندهوفن حتى 2027، رغم بلوغه 36 عامًا ومعرفته المسبقة بفليك.
معركة دياز وراشفورد: كرة القدم وما هو أبعد منها
المقارنة بين لويس دياز وراشفورد لا تقتصر على المهارات الفنية، بل تشمل أيضًا الجوانب المالية والتسويقية، كلا اللاعبين مستعدان لتخفيض رواتبهما ليتناسبا مع هيكل الأجور في برشلونة، ويشتركان في الرغبة بارتداء قميص البلاوغرانا.
لكن دياز يبدو خيارًا أكثر تكلفة، إذ لا يزال لاعبًا محوريًا في ليفربول، ويرتبط بعقد حتى عام 2027، وتُقدّر قيمته السوقية بنحو 70 مليون يورو، ومن المتوقع أن يمارس ضغوطًا لتسهيل خروجه، ما قد يخفض المبلغ المطلوب.
في المقابل، يعيش راشفورد وضعًا معقدًا في مانشستر يونايتد، حيث لم يعد يُعدّ ضمن الركائز الأساسية للفريق، لدرجة أنه خسر القميص رقم 10.
وتبلغ قيمته الحالية حوالي 46 مليون يورو، مع احتمالية خروجه على سبيل الإعارة، خاصة إذا اتخذ النادي قرارًا نهائيًا بعدم الاعتماد عليه.
كما أن وجوده قد يُفتح بابًا مهمًا لتوسيع قاعدة جماهير برشلونة في السوق الأنجلو ساكسوني.
المقارنة الفنية: دياز حاضر وراشفورد يبحث عن استعادة نفسه
من الناحية الفنية، يُعد لويس دياز لاعبًا موثوقًا، يقدم أداءً متصاعدًا موسمًا بعد آخر، ويتمتع بقدرات هجومية ودفاعية متوازنة، خاصة في الضغط العالي ومساندة الظهير.
أما راشفورد، فبالرغم من موهبته الكبيرة وسجله الجيد، إلا أنه عانى في الموسمين الأخيرين من تراجع ملحوظ، سواء مع مانشستر يونايتد أو أثناء إعارته إلى أستون فيلا، التي لم تفعل خيار الشراء.
ومع ذلك، فإن راشفورد لا يزال نجمًا شابًا قادرًا على استعادة مستواه، خاصة في بيئة جديدة تمنحه الثقة والدعم، مثل برشلونة.
يُجمع المحللون على أن الفارق بينه وبين دياز اليوم هو أن الكولومبي يتجه صعودًا، بينما الإنجليزي في منحنى هبوطي، مع إمكانية عكس الاتجاه.
من بارانكويلا إلى القمة... لويس دياز قصة كفاح
ينحدر دياز من أصول متواضعة، وبدأ مسيرته في بارانكويلا قبل أن ينتقل إلى نادي جونيور، ثم انطلق نحو أوروبا عبر بوابة بورتو، حيث تألق بين 2019 و2022، ما أهّله للانضمام إلى ليفربول، قصته تُشبه في كثير من الجوانب مسيرة رافينيا، الذي بلغ ذروته في برشلونة بعد رحلة طويلة من العمل والانضباط.
ومع ذلك، قد تؤثر الظروف العاطفية على مستقبله، بعد الحادث المأساوي الذي أودى بحياة زميله ديوغو جوتا في حادث سير، ما قد يدفعه للبقاء في ليفربول احترامًا للفترة العصيبة التي يمر بها النادي.
راشفورد... نجم يبحث عن بداية جديدة
على عكس دياز، عاش راشفورد بدايته في قمة الأضواء: نجم مبكر في مانشستر يونايتد، أحد أبرز الأسماء في إنجلترا، وواجهة للمنتخب الوطني، لكن الشهرة والعقود الضخمة ربما أسهمت في حالة من الرضا أدت إلى تراجع مستواه.
ومع ذلك، يبدو اليوم عازمًا على إعادة اكتشاف نفسه، وقد يكون برشلونة هو المكان المناسب لذلك.