بوبي ستيوارت ومايك تايسون: رحلة من السجن إلى الحلبة
في أواخر السبعينيات، عمل بوبي ستيوارت كمستشار في مدرسة تريون للأحداث، وهو مركز احتجاز للشباب شمال نيويورك، كان هدفه استعادة النظام في هذه البيئة الفوضوية، مستخدمًا طرقًا مختلفة عن زملائه، بينما كان البقية يعتمدون على الترهيب، اعتمد ستيوارت على مهاراته كملاكم سابق.
في تلك الفترة، التقى ستيوارت بصبي يبلغ من العمر 13 عامًا يُدعى مايك تايسون.
كان تايسون قد مرّ بالفعل بتجارب عنيفة، حيث تعرض للاعتقال 38 مرة بحلول سن الثالثة عشرة.
في تريون، رأى الأطفال يغادرون صالة الألعاب الرياضية وهم متحمسون ومصابين بالكدمات، ما أثار فضوله حول التدريب الذي يقدمه ستيوارت.
خلال لقائهما الأول، وجه ستيوارت لكمة قوية لتايسون في معدته، لتعطيه أول طعم حقيقي للملاكمة.
سرعان ما قدّم ستيوارت تايسون إلى المدرب الأسطوري كوس داماتو، الذي بنى منه أقوى بطل للوزن الثقيل في العالم. بعد سنوات قليلة، أصبح تايسون أصغر بطل في التاريخ، بينما وقف ستيوارت يشاهد بفخر تطور تلميذه.
رحلة العودة: تايسون وجيك بول في الحلبة
اليوم، يستعد مايك تايسون، البالغ من العمر 58 عامًا، للعودة إلى الحلبة لمواجهة جيك بول، نجم اليوتيوب، في مباراة تحظى بمتابعة واسعة.
بالنسبة لستيوارت، الذي يعيش حياة متواضعة بعيدًا عن ضوضاء العصر الرقمي، تظل عودته لدعم تايسون جزءًا من علاقتهما المستمرة.
"العمر لا يعني شيئًا"، يؤكد ستيوارت، الذي ما زال يحافظ على لياقته البدنية رغم سنه المتقدم، بالنسبة له، تايسون يظل مقاتلاً قادرًا على الصمود طالما كان في حالة عقلية جيدة.
الصعود من الجحيم إلى المجد
وُلد تايسون في براونزفيل، أحد أخطر أحياء نيويورك، وعاش طفولة صعبة مليئة بالجريمة والعنف، انتقل من شوارع بروكلين إلى سجون الأحداث، حيث شكل لقاؤه بستيوارت نقطة تحول في حياته.
رغم أنه كان يعتبر "متخلفًا عقلياً" في السجلات المدرسية، أظهر شغفًا وتفانيًا في الحلبة، مما دفع ستيوارت لتدريبه بحماس.
تطور تايسون بسرعة، وبفضل تدريب ستيوارت وإرشاد داماتو، أصبح أسطورة في الملاكمة، لكن صعوده تزامن مع سلسلة من الفضائح الشخصية، من إدانته بالاغتصاب إلى إهدار ثروته البالغة 300 مليون دولار.
مواجهة الماضي والمستقبل
مع إغلاق مدرسة تريون في عام 2010، أصبحت المباني المهجورة بقايا لنظام كان مليئًا بالعنف والإهمال، ومع ذلك، يظل إرث ستيوارت ومايك تايسون مستمراً، خاصة مع إعادة تسمية بعض الشوارع بأسمائهما.
في تكساس، سيشاهد ستيوارت تايسون وهو يخوض معركته المقبلة، "إذا كان يفعل ذلك فقط من أجل المال، فلن ينجح"، يحذر ستيوارت، لكنه يظل واثقًا: "مايك لم يفشل أبدًا في أي شيء كان مستعدًا للقيام به بجدية".