دافور سوكر: من نجم الملاعب إلى متهم في قضية غريبة بعد الاعتزال

ترك دافور سوكر إرثًا لا يُنسى في عالم كرة القدم، لكن المهاجم الكرواتي الأسطوري وجد نفسه ذات يوم على الجانب الخاطئ من القانون، بعد سنوات من تألقه على المستطيل الأخضر.
ولد سوكر عام 1968 وامتدت مسيرته الاحترافية من عام 1984 حتى 2003، حيث لعب لأندية عريقة مثل ريال مدريد وأرسنال، وحقق خلالها ألقابًا بارزة أبرزها الدوري الإسباني، دوري أبطال أوروبا، كأس السوبر الإسباني وكأس الإنتركونتيننتال مع "الملكي".
وفي عام 1999، انتقل إلى أرسنال مقابل 3.5 مليون جنيه إسترليني، وسجّل 11 هدفًا في 39 مباراة خلال موسم واحد فقط قضاه في شمال لندن.
وعلى الرغم من موهبته، لم يتمكن من ترك بصمة قوية في الدوري الإنجليزي، ثم رحل إلى وست هام حيث تكررت نفس القصة.
لكن الحدث الأبرز في مسيرته جاء مع منتخب كرواتيا خلال كأس العالم 1998 في فرنسا، عندما قاد بلاده إلى نصف النهائي وسجّل 6 أهداف جعلته يتوّج بالحذاء الذهبي.
كما حصل على الكرة الفضية كثاني أفضل لاعب في البطولة خلف الظاهرة رونالدو، ونال المركز الثاني في جائزة الكرة الذهبية خلف زين الدين زيدان.
يُعد سوكر الهداف التاريخي لكرواتيا بـ45 هدفًا في 68 مباراة دولية، متقدمًا بتسعة أهداف على إيفان بيريسيتش، أقرب منافسيه.
لكن في عام 2011، وبعد ثماني سنوات من اعتزاله، تصدّر سوكر عناوين الأخبار لأسباب مختلفة تمامًا، ففي رحلة من ميلانو إلى لندن، عثر على مجموعة نادرة من العملات المعدنية تركها أحد الركاب.
وبدلاً من تسليمها، قرر الاحتفاظ بها، وسلّمها لاحقًا إلى أحد أصدقائه، الذي بدوره استشار خبيرًا في التقييم، وقدّر قيمة العملات بنحو 21 ألف جنيه إسترليني.
الخبير، الذي كان على علم مسبق بسرقة هذه المجموعة، أبلغ الشرطة، ما أدى إلى فتح تحقيق.
وفي أكتوبر 2011، فرضت محكمة في ميونيخ غرامة قدرها 6,900 جنيه إسترليني على سوكر بسبب الواقعة.
ربما عكست هذه الحادثة الفترة الصعبة التي عاشها سوكر في إنجلترا، حيث عجز عن تكرار نجاحاته الأوروبية.
عند انضمامه إلى أرسنال، قال المدرب أرسين فينغر: "كان من الضروري تعزيز القوة الهجومية، ودافور مهاجم مميز يتمتع بخبرة أوروبية سيمنح الفريق دفعة قوية".
لكن النجم الكرواتي اكتفى بـ8 أهداف فقط في 22 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، وكانت مباراته الأخيرة بقميص "المدفعجية" أمام غلطة سراي في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، حيث أضاع ركلة ترجيح حاسمة.
بعد موسم واحد، انتقل إلى وست هام مقابل 2 مليون جنيه إسترليني، وسجّل ثلاثة أهداف فقط، اثنان منها أمام مانشستر يونايتد وسندرلاند.
وبعد عام واحد، غادر الدوري الإنجليزي نهائيًا، ليختتم مسيرته في ألمانيا مع ميونيخ 1860 قبل إعلان اعتزاله.