أندو... الحارس الذي رفض الاستسلام وتحول إلى رمز في كاواساكي

من مدرجات ملعب "تودوروكي" في كاواساكي، وعد الشاب شونسوكي أندو نفسه بأن يخطو يومًا ما على أرض الملعب كلاعب في الفريق الأول لنادي كاواساكي فرونتال.
كان حلمه منذ انضمامه إلى أكاديمية النادي أن يصبح لاعبًا محترفًا، مهما كانت التحديات أو التضحيات. وإن لم يُمنح الفرصة كلاعب خارجي، فقد قرر أن يشق طريقه كحارس مرمى.
قد يبدو الأمر جنونيًا، لكن هذه الروح العنيدة دفعت أندو، المولود في طوكيو عام 1990، إلى البقاء 12 موسمًا على مقاعد البدلاء، منتظرًا فرصة اللعب.
وجاءت تلك اللحظة أخيرًا في 18 فبراير، حين شارك أساسيًا لمدة 90 دقيقة في فوز فريقه 2-0 على سنترال كوست مارينرز، في ختام دور المجموعات بدوري أبطال آسيا. ورغم هذا الظهور النادر، لا يزال أندو يتدرب بجد، مستعدًا لأي فرصة قد تأتي.
انضم أندو إلى كاواساكي عام 2009، وشارك لأول مرة في 2011، حيث خاض أربع مباريات في الدوري ومباراة في كأس الدوري.
وفي 2013، أُعير إلى شونان بيلماري، لكنه واجه بداية صعبة حين استقبلت شباكه أربعة أهداف في شوط واحد بمباراة تحضيرية.
يقول أندو: "أضعت فرصتي الأولى. لم أقدّم شيئًا مميزًا، لذا كنت مخيبًا للآمال".
رغم ذلك، لعب عشر مباريات في الدوري ذلك الموسم، قبل أن يعود إلى كاواساكي كحارس ثالث. شاهد الكوري الجنوبي جونغ سونغ-ريونغ، ثم لاحقًا لويس تاكاجي جوليان، وهو يتولى الحراسة الأساسية.
ورغم كل هذه السنوات على الهامش، لم يفقد أندو إيمانه بنفسه، يقول: "أن تكون حارس مرمى يعني أن فرصك محدودة. لكنني دائمًا صدّقت أن لحظتي ستأتي. لم أفقد الدافع أبدًا".
أفكار الرحيل راودته في بداياته، لكنه بمرور الوقت قدّر "الاستقرار" الذي وفره له كاواساكي، لم يكن الوحيد الذي عاش مثل هذه التجربة، فالإسباني ألبرت جوركيرا لعب سبع مباريات فقط مع برشلونة في ست سنوات، والإنجليزي ستيوارت تايلور خاض 75 مباراة فقط في 21 عامًا.
أندو أصبح عنصرًا مهمًا في تدريبات الفريق، ويُعرف بروحه الإيجابية وتأثيره الإيجابي في غرفة الملابس.
يقول: "أتدرب وكأنني سألعب المباراة المقبلة، وأتفهم إحباط المستبعدين، لذا أحرص على دعمهم ومساندتهم".
ويضيف "حين يتنافس الحراس الثلاثة في التدريبات، يتحسن أداء الجميع. كلنا نعمل من أجل الفريق، والمدرب يختار من يلعب، ومن يجلس، ومن يُستبعد".
ورغم قلة مشاركاته، يحمل أندو في جعبته أربع بطولات دوري (2017، 2018، 2020، 2021) وكأس السوبر الياباني (2024)، كما كان ضمن منتخب اليابان في أولمبياد لندن 2012 ودورة الألعاب الآسيوية.
لكنه يعترف "رغم الاحتفال بالبطولات، كنت أفتقد شعور الرضا الكامل، لأني لم أكن على أرض الملعب".
اليوم، وهو يقترب من عامه الـ35، يتأمل مستقبله: "أفكر فيما سأفعله لاحقًا، لكنني أُدرك أهمية الاستمتاع بالحاضر، رغم أنني أكرر هذا الحديث كل عام. لا أعلم إن كان الحال سيتغير حتى أعتزل... وربما تأتي فرصة أخرى، وأكون مستعدًا لاغتنامها".