رفض برشلونة من أجل وعد لإسبانيول

يُعد اسم "ماوري" من الأسماء الراسخة في تاريخ نادي إسبانيول، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى بيبي ماوري، أحد رموز النادي الكتالوني. وُلد ماوري في برشلونة عام 1930 وتوفي عام 1998، وكان مهاجمًا قويًا، وواحدًا من أبرز اللاعبين الذين مروا على ملعب ساريا الشهير، حيث دافع عن ألوان الفريق بين عامي 1951 و1957، إلى جانب أسماء خالدة مثل جوليان أركاس وأليخاندرو سكوبيلي الملقّب بـ"الأكسجيني".
في خضم قضية انتقالات مثيرة، أبرزها تلك المتعلقة بخوان غارسيا، كان ماوري شاهدًا على فترة تغيّرت فيها كرة القدم الإسبانية.
ومع ذلك، ظل متمسكًا بمبادئه. حين تلقى عرضًا مغريًا من نادي برشلونة، اكتفى بالرد بأدب: "لا، شكرًا".
وفاء لا يُنسى
السبب؟ وعدٌ قطعه لإسبانيول، كان قد صافح مدير النادي آنذاك، فرانشيسك بيريلو بيتشي، وأعطاه كلمته بالانضمام للفريق، دون توقيع عقد رسمي.
وبعد أيام، جاءه عرض أكبر من الجار اللدود برشلونة، لكنه رفضه قائلًا: "أنا الآن ببغاء"، في إشارة إلى لقب مشجعي إسبانيول.
ورغم أصوله البلانكية – في إشارة إلى ميوله الأولى – إلا أن مسيرة بيبي ماوري لم تكن حكرًا على نادٍ واحد. فقد انتقل في عام 1958 إلى غرناطة، ثم إلى ليفانتي، حيث تألق هناك كهداف في دوري الدرجة الثانية، قبل أن يعتزل عام 1963 لاعبًا في نادي برشلونة، ولكن هذه المرة بقميص النادي الفالنسي، وليس الكتالوني.
أكثر من لاعب
لم يتوقف ارتباط ماوري بإسبانيول بعد الاعتزال، بل استمر عبر عدة أدوار مهمة: سكرتير فني، مدرب، كشاف مواهب، ومستشار للنادي.
هذا الإرث استمر من خلال ابنه، إدوارد ماوري، الذي لعب كجناح في الفريق الأول خلال ثمانينيات القرن الماضي، ثم خدم النادي كطبيب للفريق.
وفي عام 2016، انتقل إدوارد إلى مانشستر، حيث انضم إلى الطاقم الطبي لفريق بيب جوارديولا، أسطورة برشلونة، ليكمل بذلك مسيرة عائلة قدمت الكثير لكرة القدم الإسبانية، وإسبانيول بشكل خاص.