فرناندو ألونسو يتألق في برشلونة ويكسب دعم الجماهير رغم التحديات

"رائع!" صرخ فرناندو ألونسو وهو يعبر خط النهاية، وسط تصفيق حار من جماهير حلبة برشلونة-كاتالونيا.
ألونسو تسلق الأرصفة واجتاز مناطق الحصى بلا تردد، مقدماً أداءً مميزًا له ولجماهيره.
قيادته القوية والهجوم بأقصى سرعة بسيارة محسنة، رغم صعوبتها عند أقصى حدودها، مكنته من الصعود من مرحلة التصفيات الثانية إلى المنافسة على النقاط في كل عطلة نهاية أسبوع، وهذا ما تأكد في برشلونة.
هذا المضمار التمثيلي منح ألونسو شعورًا بالراحة والاطمئنان. بعد عروضه الرائعة في إيمولا، ظهرت شكوك حول ما إذا كان تحسن أستون مارتن يعود إلى استخدام الإطارات المتوسطة في التصفيات الإيطالية، أو إلى مهارة فرناندو والمخاطر التي خاضها بين جدران موناكو. لكن برشلونة أكد الحقيقة، حيث أنهى السباق في المركز العاشر.
بالنسبة لأولئك الذين يركزون فقط على النتائج ويرون المركز في الجدول دون النظر للسياق، قد لا تكون النتيجة مرضية، لكن الواقع مختلف تمامًا، كما تجسدته ابتسامات المشجعين الذين استقبلوه بحفاوة في ساحة كاتالونيا، حيث تجمّع الآلاف للاحتفال بنجمهم.
مرة أخرى، اجتمع المشجعون صباح السبت في منطقة المشجعين، مع فرح عارم عند رؤية فرناندو ودي لا روزا، خاصة عندما أعلن بيدرو على المسرح بحماس "سنعطيه سيارة ليحقق رقم 33!" في إشارة إلى عام 2026، موعد تغيير اللوائح وتولي أدريان نيوي قيادة تصميم السيارة الجديدة.
كانت الهتافات تتصاعد: "33، 33، 33..."، في دعم غير محدود لفرناندو الذي منحته هذه الطاقة الإضافية في التصفيات، رغم التحديات.
المدرجات يومي الجمعة والسبت كانت مليئة بالألوان والحماس، حيث يأمل المنظمون تحقيق حضور مشابه لعام الماضي الذي شهد 298 ألف مشاهد خلال عطلة نهاية الأسبوع، رغم غياب فرص الفوز للسائقين المحليين، وهو أمر يشبه حضور ملعب كرة قدم ممتلئًا رغم أن الفريق المفضل لن يفوز.
لهذا، فإن رياضة السيارات والفورمولا 1 لا تقارن بأي رياضة أخرى، فهي تتعلق بحب المنافسة، استمتاع مهرجان السيارات، ثم حب المشجعين لطياريهم المفضلين.
قال ألونسو للصحافة الإسبانية: "الجماهير تساندني دائمًا. في كل لفة أخوضها أيام السبت، حتى وإن لم يكونوا حاضرين، نسعى دائماً لتقديم أفضل ما لدينا. وجودهم يُحفزني ويجعلني أستمتع بطريقة مختلفة عندما أراهم".
هم حاضرون في السراء والضراء، "عندما تسير الأمور على ما يرام، نشعر بالسعادة معًا، وعندما تسوء، نشعر بالحزن أيضًا من أجلهم، مثال هذا العام واضح: لم نحصل على نقطة واحدة في السباقات الثمانية الأولى، ومع ذلك كانت الحلبة مليئة يوم الجمعة، واحتشدت الجماهير يوم السبت وستكون كذلك يوم الأحد. ليس هناك الكثير لنقاتل من أجله، لكنهم ما زالوا يدعموننا ويتوقعون مفاجأة إيجابية. هذا يجعلني أشعر بالالتزام لمحاولة تقديم الأفضل دائمًا".
على الرغم من انشغاله بعد التصفيات واضطراره للنقل السريع، حرص ألونسو على توجيه رسالة شكر لجماهيره الذين يستحقون كل دعمهم. وهو يرد لهم ذلك بأقصى جهده وأدائه على الحلبة.