كو: تقويم جديد محتمل بسبب تغير المناخ

قال رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى سيباستيان كو إن التقويم العالمي للرياضات الأولمبية ربما يحتاج إلى "إعادة هندسة" وسط التحديات التي يفرضها تغير المناخ بعد أن اضطر أكبر نجوم ألعاب القوى إلى التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة في طوكيو.

واختتمت بطولة العالم لألعاب القوى مساء الأحد، بعد تسعة أيام من المنافسة أضاءت خلالها أسماء الرياضة المعروفة في الاستاد الوطني الياباني، الذي استضاف قبل أربع سنوات دورة الألعاب الأولمبية خلف أبواب مغلقة بسبب جائحة فيروس كورونا.

وهيمنت المناقشات على الأيام الافتتاحية للبطولة حول الظروف التي يتعين على الرياضيين التعامل معها - خاصة في سباقات التحمل - حيث كانت درجات الحرارة التي تتجاوز 30 درجة مئوية مصحوبة برطوبة خانقة تزيد عن 90%.

وبالإضافة إلى الألعاب الأولمبية التي تقام كل أربع سنوات وبطولة العالم التي تقام كل عامين، ستنظم الاتحاد الدولي لألعاب القوى العام المقبل بطولتها النهائية الافتتاحية في بودابست لسد الفجوة بين أحداثها الرئيسية وتوفير خاتمة نهائية لموسم 2026.

ولكن كو قال إن أحداثًا مثل الماراثون ربما يكون من الضروري إقامتها بشكل منفصل، في وقت مختلف من العام، في مثل هذه المسابقات لحماية الرياضيين من الظروف غير الآمنة في المستقبل.

وأوضح كو لبي بي سي سبورت "أجل، أرى ذلك. ليس الأمر سهلاً، فحتى في فصل الخريف، وأوائل الشتاء، نسافر إلى مدن لا تزال شديدة الحرارة".

وأضاف "لكنني أعتقد أن هذا ربما يجب أن يحدث في مرحلة ما، وفي وقت أقرب وليس آجلاً."

وبحسب كو، توصلت أبحاث الاتحاد الدولي لألعاب القوى إلى أن 70% من الرياضيين أفادوا بأن تغير المناخ والحرارة يؤثران على برامج تدريبهم ومنافساتهم.

وقال الرجل البالغ من العمر 68 عاما إن "الحكومات لم تتحرك حقا" بشأن هذه القضية، وأضاف: "لا أستطيع أن أرى أبعد من حتمية الاضطرار إلى إعادة هندسة شكل التقويم الدولي بشكل جماعي، كرياضات أولمبية وربما الحركة الأولمبية".

وأضاف "من وجهة نظر الاتحاد الدولي لألعاب القوى، ستكون هناك بعض المشكلات المتعلقة بالعلامات التجارية، لكنني لست متأكدًا من قدرتنا على الاستمرار في مطالبة بعض رياضيينا الذين يعتمدون على القدرة على التحمل بالتنافس في أوقات من العام من شأنها أن تؤثر حقًا على أدائهم وربما تعرضهم للخطر أيضًا.

وشدد على أنه "يجب معالجة هذا الأمر."

وأكد كو أيضًا أن جميع الرياضيات اللاتي تنافسن في فئة السيدات في بطولة العالم خضعن لاختبارات جينية - وأن الاختبار هنا سيبقى.

ومع ذلك، أكد أن تفاصيل أي رياضيين ربما تم منعهم من المنافسة نتيجة للاختبار، الذي تم إجراؤه عن طريق مسحة الخد، ستظل سرية.

ويأتي طرحه وسط تقارير، تفيد بأن ما بين 50 إلى 60 رياضيًا ممن مروا بمرحلة البلوغ الذكوري كانوا من المتأهلين للنهائيات في فئة الإناث في بطولات المضمار والميدان العالمية والقارية منذ عام 2000.

وكان نجم القفز بالزانة أرماند دوبلانتيس والأمريكيان سيدني ماكلولين ليفرون ونوح لايلز والكينية فيث كيبيجون من بين الأسماء الكبيرة في هذه الرياضة الذين أسروا 60 ألف متفرج في الملعب الوطني باليابان.

وقدم السويدي دوبلانتيس البالغ من العمر 25 عاما اللحظة الأبرز عندما حطم الرقم القياسي العالمي الرابع عشر في محاولته الأخيرة بعد فوزه باللقب العالمي للمرة الثالثة على التوالي.

واقتربت ماكلولين-ليفرون من معادلة الرقم القياسي العالمي المثير للجدل في سباق 400 متر للسيدات والذي صمد 40 عاما، بينما نجح مواطنها لايلز في معادلة رقم العداء الجامايكي العظيم يوسين بولت بالفوز بلقبه العالمي الرابع على التوالي في سباق 200 متر، وفازت كيبيجون بلقبها العالمي التاريخي الرابع في سباق 1500 متر.

وفي حديثه خلال المؤتمر الصحفي الختامي يوم الأحد، قال كو "أعتقد أن رياضتنا في حالة ممتازة. لدينا جاذبية أوسع ومستوى متابعة أعلى مما كان لدينا لفترة طويلة جدًا.

وأضاف "لدينا رياضيين يؤدون بشكل أفضل من أي جيل شهدته."

وفي العام المقبل، سيتنافسون في بودابست حيث تستضيف الاتحاد الدولي لألعاب القوى بطولتها النهائية التي تستمر ثلاثة أيام والتي تضم أبطال العالم والفائزين بالدوري الماسي وأفضل الأداء لعام 2026 - والتي تقدم جائزة قدرها 10 ملايين دولار (7.5 مليون جنيه إسترليني).

وفي وقت سابق من هذا العام، انتهى الموسم الافتتاحي لبطولة جراند سلام تراك لمايكل جونسون - والتي استبعدت الأحداث الميدانية - بإلغاء المرحلة النهائية بسبب المخاوف المالية ويبدو مستقبلها موضع شك مع عدم حصول بعض الرياضيين على الأموال حتى الآن .

وقال كو إن الاتحاد الدولي لألعاب القوى ينوي استخدام بطولة التميت تشامبنشيبس لاختبار أفكار يمكن أن تصبح فيما بعد جزءا من المراحل الرئيسية الراسخة للرياضة.

وقال كو "لدينا دورة مدتها أربع سنوات، وفي إحدى تلك السنوات لا نحظى بمتابعة مليار شخص لرياضتنا. وبصفتنا رياضة عالمية، لا يمكننا تحمل ذلك".

وأضاف "لقد فكرنا في ما يمكننا فعله بشكل مختلف ويمكن أن يكون حاضنة للتغيير، حيث يمكننا تقديم واختبار الأشياء وربما تظهر هنا في بطولة العالم".

وتابع "أعتقد أنها ستكون إضافة رائعة ولكن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به."

وقال أيقونة الرياضة بولت، الفائز بثماني ميداليات ذهبية أولمبية، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه يعتقد أن بطولةالتميت تشامبنشيبس هي "بداية جيدة" في ظل سعي الرياضة إلى النمو.

وقال بولت "إن الرياضة بحاجة إلى التطور، وأشعر أن ألعاب القوى تتحرك في الاتجاه الصحيح".

أضاف "إن ألعاب القوى ربما تكون واحدة من أفقر الرياضات وهي واحدة من أكبر الرياضات، لذا فإن الحافز كبير للغاية وأنا سعيد من أجل الرياضيين لأنهم يستحقون ذلك".

وفيما يتعلق بالمستوى العالي للأداء الذي شهدته طوكيو، وزيادة المعايير بشكل عام، أشار كو إلى التقدم التكنولوجي في سطح المضمار الاصطناعي، والأحذية التي يرتديها الرياضيون، وتحسين مهارات وأساليب التدريب.

وقال كو "بعض العروض التي شاهدناها هنا كانت مذهلة بكل بساطة".

وأوضح "الشيء الجميل في الأمر هو أن الرياضة تتقدم إلى الأمام، سواء في المضمار أو الميدان، بنفس التقدم تقريبًا."

وأضاف "لا تكفي جوائز الرياضيين أبدًا، فنحن دائمًا نرغب في المزيد. ونرغب، قدر الإمكان، في أن يستفيد الرياضيون من عائدات النمو".