لويس هاميلتون يتخلى عن مجموعته من السيارات الخارقة لأسباب بيئية

أكد السائق البريطاني لويس هاميلتون ما كان مجرد شائعات بين عشاق السيارات وهواة الجمع: لقد تخلّص فعليًا من جميع السيارات الخارقة التي امتلكها على مدار سنوات، موزعة بين مرائبه في موناكو ولوس أنجلوس ولندن.
مجموعة مذهلة... انتهت إلى لا شيء
بيعت مجموعة هاميلتون، التي ضمت طرازات نادرة من فيراري وباجاني ومرسيدس AMG وماكلارين، على مدار الأشهر الماضية، في صفقات قُدّرت قيمتها بحوالي 11 مليون يورو، وبين أبرز السيارات التي ودّعها:
* باجاني زوندا 760 LH المعدلة خصيصًا له،
* لافيراري
* مرسيدس AMG One
* شيلبي كوبرا 1966
* موستانج GT500 1967
* ماكلارين F1 (التي باعها سابقًا مقابل أكثر من 13 مليون يورو)
* مرسيدس W04 (سيارة الفورمولا 1 التي قادها عام 2013)
وأكد هاميلتون بنفسه، في تصريحات سبقت سباق جائزة أذربيجان الكبرى، قائلًا: "لا أملك أي سيارات خارقة حاليًا. تخلّصت منها جميعًا".
الاستدامة أولًا... والفن ثانيًا
أوضح بطل العالم سبع مرات أن القرار جاء بدافع الالتزام بقضايا البيئة والاستدامة، التي يتحدث عنها كثيرًا "أحاول أن أكون متسقًا مع كلامي عن تغيّر المناخ. لم يعد منطقيًا أن أحتفظ بكل تلك السيارات".
أما السبب الثاني فكان شغفه المتزايد بـ الفن المعاصر، حيث قال: "بات اهتمامي اليوم منصبًا على الفن أكثر من السيارات. ولو خُيّرت، لاخترت فيراري F40... لكنني أراها تحفة فنية، لا مجرد سيارة".
من فتى السيارات إلى ناقد للقيادة
المفارقة أن هاميلتون لم يُخفِ يومًا ضيقه من قيادة السيارات خارج الحلبات. ففي مقابلات سابقة، منها ظهوره مع ديفيد ليترمان في 2019، قال بوضوح: "لا أستمتع بالقيادة في الزحام. تجعلني متوترًا. أُفضّل أن يقود أحد آخر".
وفي 2020، أعلن توقفه عن استخدام السيارات الخارقة، مفضلًا التنقل بسيارة مرسيدس EQC الكهربائيةK وفي 2022، خلال ظهوره في برنامج جيمي كيميل، اختصر رأيه قائلًا: "لا أحب القيادة إطلاقًا... إلا في السباقات".
هذه التصريحات، إلى جانب استخدامه السابق لسيارات عادية مثل مرسيدس GL420 ديزل، تجعل قراره الأخير أكثر انسجامًا مع توجهه العام.
تناقضات محتملة... واستفهامات حول فيراري
رغم الخطوة الرمزية التي اتخذها، تلوح بعض التناقضات في الأفق. ففي يونيو الماضي، اختبر هاميلتون سيارة فيراري F80 الجديدة، وصرّح بأنها نالت إعجابه لدرجة أنه يفكر في اقتناء واحدة. ربما قالها بدافع المجاملة لعلامته التجارية الجديدة، لكن التصريح موجود.
كما أن بيع السيارات الخارقة لا يعني أنه توقف عن استخدام وسائل النقل الملوثة، إذ لا يزال يسافر بطائرته الخاصة، ويستمتع بالإبحار في عطلاته، وهي ممارسات لا تتماشى تمامًا مع خطاب الاستدامة الذي يروّج له.
وفوق ذلك، فإن فيراري – التي انضم إليها هاميلتون هذا العام بعقد يتجاوز 70 مليون يورو سنويًا – هي شركة قائمة على صناعة السيارات الخارقة، ما قد يُولد توترات مستقبلية بين السائق وفريقه الجديد.
من مرآب السيارات إلى صالات العرض
رغم ذلك، لم يُنظر إلى بيع المجموعة كخسارة في عالم السيارات الفاخرة. على العكس، فقد أعادت هذه الخطوة تنشيط سوق التحف والسيارات النادرة، إذ أصبحت سيارات هاميلتون مطمعًا لكبار هواة الجمع، والمتاحف الخاصة، ومنصات المزادات الكبرى.
بفضل هذه الخطوة، تحوّل هاميلتون من جامع سيارات خارقة إلى راعٍ للفن الحديثK وبينما يتسابق على الحلبات، يبدو أن نظرته لما هو "فاخر" قد تغيّرت تمامًا.