مكيفوي يحتفظ برؤيته قبل بدء منافسات السباحة في ريو
لا يمكن لأحد أن يتهم كاميرون مكيفوي بالافتقار للرؤية التي ربما يحتاج أن تكون في أفضل حالاتها لتحقيق آمال أستراليا بالحصول على أول ميدالية ذهبية اولمبية في سباق 100 متر حرة منذ 1968 في حوض السباحة بأولمبياد ريو دي جانيرو الشهر المقبل.
ويجب أن يمعن السباح البالغ عمره 22 عاما التفكير في مواطنه جيمس ماجنوسن الذي ذهب إلى لندن قبل أربع سنوات وهو مرشح للفوز بالذهبية في أهم سباقات السرعة في السباحة حتى يحصل على سبب قوي للبقاء على أرض الواقع.
لكن شغفا آخر في حياة مكيفوي - وهو دراسته للفيزياء - ربما هو ما أعطاه نظرة أوسع من العديد من منافسيه.
ويمكن الأخذ بعين الاعتبار تناوله لكيفية نظر المخلوقات الفضائية لمنافسات السباحة.
وقال مكيفوي ساخرا في مقابلة بوقت سابق هذا العام "ما يرونه هو مجموعة من البشر البالغين يقفون على منصة بجانب حفرة كبيرة على الأرض مليئة بالماء."
وأضاف "يقفزون ويسبحون بأسرع ما يمكنهم.. وبعد ذلك يعودون مجددا وهذا كل ما في الأمر. قد يظنون أن ذلك هو أغرب شيء شاهدوه على الإطلاق."
وبينما منحت الدراسة لمكيفوي لقب "الأستاذ" فإن أداءه في حوض السباحة جعله مرشحا لإعادة ذهبية سباق 100 متر حرة إلى أستراليا لأول مرة منذ أحرزها مايك ويندن في مكسيكو سيتي عام 1968.
والزمن الذي حققه في التصفيات الأسترالية البالغ 47.04 ثانية هو الأسرع هذا العام وأفضل رقم منذ حظر الأزياء المصنوعة من ألياف صناعية في نهاية 2009.
وفي التصفيات ذاتها في اديليد أصبح مكيفوي أول سباح استرالي يفوز بسباقات 50 و100 و200 متر حرة في البطولة الوطنية وهو أمر كان سيجعله الأكثر انشغالا في الفريق في ريو.
لكن قراره في منتصف يوليو تموز باستبعاد سباق 200 متر من برنامجه كان اعترافا منه بأنه لا يجب أن يحاول تجاوز ما يفوق قدراته.
وقال "كان علينا التراجع قليلا والنظر للصورة الأكبر وتذكر أنني مجرد بشر ولدي حدود."
ورغم أن ذلك سيحرم مكيفوي من سعيه لأن يصبح أول استرالي يفوز بست ميداليات في دورة اولمبية واحدة فإنه لا يزال أمامه خمسة سباقات بينها اثنان في المسافات السريعة وثلاثة سباقات تتابع.
* الخزي
وشارك مكيفوي لأول مرة في الألعاب الاولمبية في لندن وعمره 18 عاما في فريق التتابع وكان له نصيب من الخزي الذي لحق بالفريق بعد فضيحة استخدام عقار ستيلنوكس المسكن كما شاهد مسيرة ماجنوسن عن قرب.
وذهب ماجنوسن إلى لندن وهو مرشح لإحراز ذهبية سباق 100 متر حرة لكن انتهى به الحال خاسرا بفارق ضئيل أمام الامريكي نيثن ادريان وفشل في قيادة الفريق الأسترالي لتحقيق ميدالية في سباق التتابع أربعة في 100 متر.
وكان مشوار استراليا في لندن الأسوأ لها على مدار عقدين لكن الآمال عالية في أن مكيفوي والشقيقتين كيت وبرونت كامبل بوسعهم قيادة انتفاضة في ريو.
وعلى عكس ماجنوسن في 2012 - الذي اشتهر بلقب الصاروخ وحذر منافسيه من الاستعداد لمواجهة الأسوأ - أبقى مكيفوي قدميه على الأرض في الفترة التي تسبق ريو.
ومكيفوي الذي يبلغ وزنه 70 كيلوجراما وطوله 1.85 متر - أو "أكثر من 17 مليار ذرة هيدروجين" مثلما يصف طوله على موقع انستجرام - أقل حجما بكثير من العملاق ماجنوسن (1.98 متر و90 كيلوجراما).
وقال مكيفوي مؤخرا "كنت دائما أقل حجما بكثير من المنافسين طيلة مسيرتي."
لكن ما يفتقر إليه من الناحية البدنية يعوضه باحساسه بالماء وهي مهارة لا يقدرها كثيرون وفقا للسباح الاسترالي الكبير ايان ثورب.
وأبلغ ثورب رويترز في مقابلة جرت مؤخرا "أعتقد أن الناس الناجحين للغاية في السباحة هم الذين بوسعهم الإحساس بالماء.. ويعرفون كيف يتحرك الماء وكيف يتحركون فيه."
وأضاف "وفي وجود شخص مثل كاميرون مكيفوي.. يظهر ذلك لهؤلاء الناس، أريد أن أكون سيد الماء."